عباس الأمارة
على وشك الرقص كنت مع حروفك
على وشك الاستسلام المثير لأفيون عينيك الموقرتين
تركتها مفتوحة أبواب القصيدة…
يمر منها الحلم كما النجاة
ويعود مجهولاً إلى صومعتي كما الحياة!
وما كنت يوماً مشرع النبض بهذا التيه
ما كنت يوماً فاقداً حدود الدفء بهذا الارتجاف
ألوذ بالبرد من البرد
وبالصور من الصور.
مناقب الوفاء كلها…
تستحضرها كلماتي لتُحيك ذكراك على خريطة الأسى
وكل مفازات الماضي
يحوزها صدري عن جدارة وعن صمت عظيم!
كنت على وشك الإمساك بوجهك وهو
يلوح سرابا في فواصل دمي والحروف!
وهاتف من أقصى الكبرياء يصيح بي…
يا أيوب الهوى…
احفظ وجه صخرك
وتماثل للنسيان!
ألملم هداياي في روحي…
وأدثر بركاناً من التوق في قلب الثلج
تصافح عيناي جَلَد النافذة عن قرب
تاركاً للسكوت حرية الكلام!
ولدهاقنة الضلوع حرية الوقار في التصبر
وحرّية التأمل في خشوع!
ينوء خلف نافذتي الهوى…
واللحظات كأنّها شرارات نار يدهس روحها الصقيع
شيء واحد لم يجرؤ البرد على دهسه…
ولم يحاول الكِبر في نفسي على الإجهاز عليه
وجهكِ يا حنين الدهر
وكأن قصيدتي مطلعها
كل عام…
وذكراك راقصاً يافعاً في سُلّم أنفاسي
كل عام وسكوتي
عربة محملة بالوفاء تشق طرق الثلج
لتبلغ هباءك الجميل
كل عام…
ومقصلة الحنين لا تعرف العزف إلا على
منصة أضلعي وعنقي
وكلماتي!
المصدر: النهار