علي ضاحي
هي أكبر من “رمانة” واعقد من “قلوب مليانة”، بين العهد ممثلاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وشريكه على “السراء والضراء” الوزير والنائب ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وبين الرئيس سعد الحريري. وهي علاقة باتت معقدة وصعبة وزادت صعوبة وسوداوية في ظل فشل تاليف الحكومة بين الطرفين.
هكذا تُوّصف أوساط بارزة في 8 آذار لـ”الديار”، العلاقة بين الثلاثي عون والحريري وباسيل. وتقول ان التسريب المقصود لاجزاء من كلام الرئيسين عون وحسان دياب امس الأول، اتى ليزيد الطين بلة وان يضيف تعقيدات جديدة على العلاقة “غير السوية” بين عون والحريري. والتي ستأخذ ابعاداً شخصية بعد كلام عون بعد اتهامه بالكذب، والذي اتى اقسى من كلام باسيل قبله بيوم عندما تحدث عن عدم الثقة بالحريري وعدم إئتمانه على تأليف الحكومة والعلاقة بين الطرفين.
وتشير الأوساط الى ان كلام عون واتهام الحريري بالكذب هدفه الرئيسي رفع تهمة التعطيل عن عون وباسيل و”التيار الوطني الحر” وحجة تأخير الحكومة من قبل “التيار” وعون ضعيفة، وكون الجميع يريد حكومة ويرى انها قد تشكل بداية لوضع أي حل على سكة التنفيذ.
وتكشف الأوساط ان الحلفاء قبل الخصوم تلقوا كلام عون بنقزة كونه سينعكس سلبياً ويدفع الى مزيد من التاخير في عملية التأليف، بينما يشعر خصوم عون الواضحين الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط وغير المعلنين الرئيس نبيه بري، ان التعايش مع عون وباسيل بات مستحيلاً واكمال السنتين المتبقيتين من العهد سيكون “دبي واعصري” أي سجال من هنا وكباش من هناك.
وتشير الأوساط الى ان السبب الحقيقي حالياً لتعثر التأليف الحكومي داخلي، وسببه تمسك عون وباسيل بالثلث المعطل لخوفهم من كل الطبقة السياسية، ولا سيما الحريري وجنبلاط وحتى بري في تشكيل جبهة مضادة للعهد. وان يكون لهم الغلبة في حال تولت الحكومة التي يحاول ان يؤلفها الحريري زمام الأمور لامر طارئ اذا شغرت الرئاسة بالقضاء والقدر او حتى انتهت الولاية الرئاسية من دون الاتفاق على بديل او خلف للرئيس عون، وهو امر متعذر اذا ما بقت قلة الثقة والتعاطي الحذر بين العهد وخصومه وحتى حلفائه.
وتكشف الأوساط ان اذا كان “حزب الله” يساير عون وباسيل وقد يسكت عن توليهما الثلث المعطل او يشكل معه ثلثاً معطلاً في الحكومة مع باقي قوى 8 آذار المسيحيين والمسلمين، فإن جبهة واسعة رافضة لهذا الثلث ولعدم رغبتها في ان يكون لعون وباسيل اليد الطولى في تعطيل مجلس الوزراء كلما تضررت مصالحهما او ان يتحكما بالقضاء والامن وان يعمدا الى نبش قضايا الفساد وممارسة الكيدية السياسية.
ويأتي في طليعة هؤلاء الحريري ومن يتلطى خلفه كجنبلاط والدكتور سمير جعجع وبدرجة أقل الرئيس بري الذي لا يريد ان يحرج “حزب الله” بمعركة كسر عظم مع عون وباسيل في الثلث الأخير من العهد والولاية الرئاسية “فمن بلع بحر السنوات الاربع لن يغص بساقية السنتين”!
وبعد التسريب المقصود لكلام عون وما خلفه من تداعيات سلبية على التأليف، تؤكد الأوساط ان الاتصالات نشطت مجدداً تجاه “حزب الله” للتوسط بين عون والحريري، ولدفع احد الطرفين الى التنازل، وتخفيف شروطهما .
وبعد مطالبة جنبلاط “حزب الله” بالضغط على عون يتردد ان “المستقبل” وبكركي طلبا من “حزب الله” عبر أصدقاء مشتركين التدخل لتسهيل ولادة الحكومة.
ووفق الأوساط يبدو ان “حزب الله” ايضاً ليس في وارد التدخل المباشر بين الطرفين وقد يدرس طرق أخرى للمساعدة من دون ان يكون وسيطاً بين الطرفين. وهو يرفض ان يكون وسيطاً وان ليس من صلاحيته الدستورية تأليف الحكومة ، كما يرفض ان يصبح هو الملام في نهاية المطاف اذا لم ينجح أي تدخل قد يقوم به.