تدخل البلاد اليوم مرحلة الاقفال الشامل لعشرة ايام قابلة للتمديد، من اجل مواجهة موجة الانتشار الواسع لوباء كورونا وتداعياته على صعيد الارتفاع الخطر في عدد الوفيات والاصابات، او على صعيد الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها القطاع الطبي والصحي والمستشفيات في كل البلاد.
وعشية بدء نفاذ قرار الاقفال تواصلت حالة الفوضى وهستيريا الصفوف الطويلة امام الافران والسوبرماركت والمحلات التجارية، وأضيف اليها امس زحمة السيارات امام محطات المحروقات في عدد من المناطق، رغم تأكيد الجهات المعنية ان لا ازمة محروقات في البلد وان مادتي المازوت والبنزين متوافرتان ولا حاجة للهلع. لكن سعر صفيحة البنزين سجل امس ارتفاعا ملحوظا من دون صدور تسعيرة بذلك ، غير ان شركات توزيع المحروقات عزت السبب الى ارتفاع سعر النفط عالميا.
وبموازاة الاجراءات الوقائية الصارمـة بوجـه كـورونـا، تسارعت امس الخطوات لتوفير كل الشروط اللازمة لعدم التأخر اكثر في الحصول على اللقاح ضد هــذا الوباء ، وبالتالي العمل للبدء بتسلم لقاح بفـايزر مـع النصف الاول من شباط المقبل.
ويعقد مجلس النواب بعد ظهر غد جلسة عامة طارئة لإقرار قانون معجل مكرر كانت لجنة الصحة قد درسته واقرته امس، وهو يرمي الى تنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا، والذي يفسح في المجال امام الحصول على لقاحات كورونا ولا يحصره بنوع واحد.
وكان الرئيس بري شدد على توسيع وفتح الخيارات في استيراد اللقاحات ضد كورونا وعدم حصرها او اقتصارها على صنف واحد.
وقد غرد معاونه السياسي النائب علي حسن خليل في هذا المجال امس، فدعا الحكومة الى السماح باستيراد اللقاحات المعتمدة ضد كورونا من اي مصدر معتمد علميا، بغض النظر عن انتظار العقد مع بفايزر اسوة بمعظم الدول.
وسأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط « هل هناك من مانع قانوني او سياسي من الاسراع في استيراد اصناف اللقاح المتعددة التي اعتمــدت في غـالــب الدول لمواجهة التفشي المجنون لكـورونا ؟ فلنتـرك كل الخلافات جانبا، انها معركة الوجـود والبـقاء».
ولم يدرج على جدول اعمال جلسة المجلس غدا اي مشروع او اقتراح آخر، ما يعني ان الجلسة محصورة بهذا الموضوع نظرا لإلحاحيته. ورغم اجماع لجنة الصحة عليه، فإن الاقتراح سيأخذ وقته في النقاش، خصوصا بالنسبة للتعويضات عن تداعيات اللقاح او بالنسبة لحجم مسؤولية الدولة وغيرها.
وتقول مصادر مطلعة ان الاتجاه العام لإقراره لان هناك حاجة للاسراع به من اجل تسريع الحصول على اللقاح ضد كورونا.
وفي تصريح له امس، طالب نقيب الاطباء شرف ابو شرف بالسماح للقطاع الخاص باستيراد لقاحات من شركات اخرى بأسعار اقل من بفايزر، وقال نحن لا نعلم سبب التردد في الموضوع.
الازمة الحكومية
على صعيد آخر، فإن كل المساعي والاتصالات بشأن تشكيل الحكومة مجمدة على الاقل هذا الاسبوع بعد فيديو بعبدا الذي رفع من وتيرة التوتر بين الرئيسين عون والحريري ، وفاقم من حجم فقدان الققة بينهما.
واذا كانت بكركي لم تتراجع عن مسعاها لرأب الصدع ومصالحة الرجلين، فإن فيديو رئيس الجمهورية احدث صدمة غير ايجابية تركت اثارها السلبية في الوضع العام، واعاقت ما كان بدأه البطريريك الماروني من حراك لاستئناف اللقاءات بين عون والحريري.
اما المسعى الذي كان تحدث عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة فقد اصطدم ايضا بما طرأ على صعيد شريط الفيديو المسرب ، وجعل الحزب يتريث في اتصالاته ريثما تهدأ النفوس ويتراجع التصعيد بين بعبدا وبيت الوسط.
ونقلت مصادر مطلعة عن اجواء الحزب للديار، انه من المستبعد ان تحصل هذا الاسبوع اتصالات مع الطرفين في ظــل الاجواء الملبدة جداً، لكن بطبيعة الحــال لن يســتمــر الوضع على ما هو عليه ويتوقع ان تتحرك الاتصالات لاحقا.
واضافت المصادر ان الآفاق مسدودة في الوقت الراهن نظرا لاتساع المسافة بي رئيس الجمهورية والرئيس المكــلف ، وان ما تضمنه فيديو بعبدا كشف عمق ازمة الثقة بين الرجلين بحيث انها تتجاوز الخلاف حول حقيبة او اثنتين.
وقالت المصادر نفسها ان السيد نصرالله قد وضع النقاط على الحروف عندما ركز على موضوع الثقة ، كما ان البطريرك الراعي اصاب ايضا في تركيزه على المصالحة واستئناف الحوار بين الرئيسين عون والحريري.
وقالت مصادر سياسية للديار امس ان ليس هناك اي افكار جديدة بشأن تشكيل الحكومة ، وان ما جرى في الاسابيع القليلة الاخيرة اوجب التركيز على ترطيب الاجواء بين بعبدا وبيت الوسط قبل العودة للبحث في تفاصيل الاسماء والحقائب.
واضافت المصادر ان حزب الله تريث قليلا في اندفاعه مجددا بمبادرته حول الحكومة بعد الذي حصل بشأن فيديو الرئيس عون ، وان البطريرك بشارة الراعي فضل ايضا اعطاء فرصة قليلة لتهدئة النفوس قبل الخوض مجددا في مسعى المصالحة وعقد اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المــكلف.
ولاحظت المصادر ان فيديو القصر كشف حجم الجفاء والتوتر بين عون والحريري ، مشيرة الى ان كلام رئيس الجمهورية ونبرته تجاه الرئيس المكلف يعكسان حجم ازمة الثقة بين الرجلين.
ووفقا لمصادر قريبة من بيت الوسط، فإن الحريري اتخذ موقفا واضحا من البداية بأن يستمر في تحمل مسؤولياته بعد تكليفه من قبل الاكثرية النيابية لتشكيل الحكومة وانــه يتصرف وفق هذا التفويض الدستوري، ولن يــتوانى عن السير بهذا التفويض الى ان يشكل الحكومة المنشودة.
وأضافت ان الضغوط التي يحاول البعض ممارستها عليه لن تجدي نفعا، وان الافضل للجميع الالتزام بالاصول التي تحكم عملية تأليف الحكومة.
إصابة وزير الصحة بـ «كورونا»
أصيب وزير الصحة حمد حسن بـ «فيروس كــورونـا» وادخل أمس الى مستشفى السان جورج لتلقي العلاج، بعد ان كان اصيب ثلاثة موظفين في مكتبه.
وأعلنت المستشفى أن وضع الوزير جيد ومستقر.