الإثنين, نوفمبر 25
Banner

الديار: بايدن الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأميركية : الديموقراطية انتصرت وسنلحق الهزيمة بالتطرف والإرهاب الداخلي

انتهت أمس رسمياً حقبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمهوري وبدأت حقبة الرئيس الديموقراطي جوزيف بايدن، في ظل ترحيب أممي، كان أبرزه تصريح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن الحقبة الجديدة تمثل فجراً جديداً.

هذا وأدّى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية ليبدأ ولايته رسميا ويصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية، خلفا للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وبعد أداء القسم، بدأ بايدن بإلقاء خطابه على منصة التنصيب أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن، في حفل يحضره مايك بنس نائب الرئيس المنتهية ولايته، ورؤساء أميركيون سابقون ومسؤولون في الكونغرس والرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته، والرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وفي خطابه، أكد بايدن أنه سيكون رئيسا لكل الأميركيين بغض النظر عن كونهم من المؤيدين له أو المختلفين معه، مبرزا أن حفل تنصيبه رئيسا هو انتصار للديموقراطية. ووعد بـ«إلحاق الهزيمة بنزعة تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي»، بعد أسبوعين على اقتحام مبنى الكابيتول.

وقبل الخطاب، أشرف رئيس المحكمة العليا جون روبرتس على أداء جو بايدن القسمَ الرئاسي، ثم أشرفت القاضية المعاونة سونيا سوتومايور على أداء نائبة الرئيس كامالا هاريس القسم.

وقبل ذلك، ألقت عضوة مجلس الشيوخ إيمي كلوبوتشار خطابَ الترحيب، ثم ألقى روي بلانت رئيسُ لجنة الكونغرس المشتركة لمراسم التنصيب كلمتَه، ثم تُلي دعاء كنسي. بعد ذلك عزفت البحرية الشعار الوطني الثلاثي وأدّت الفنانة ليدي غاغا النشيد الوطني.

ويبقى لافتا أن مجريات هذا اليوم غابت عنها بروتوكولات متعارف عليها خصوصا مع غياب ترامب و زوجته، كما شهدت تغييرا في إجراءات تسليم الحقيبة النووية.

الدخول إلى البيت الأبيض

وبعد هذه الفعاليات يُنتظر وصول جو بايدن وزوجته إلى البيت الأبيض، ولن يكون في استقبالهما ترامب وزوجته، بل رئيس العمليات والخدمات المنزلية في البيت الأبيض، تيموثي هارليث.

وفي السياق، قالت مديرة الاتصالات المقبلة بالبيت الأبيض «لم يكن هناك أي اتصال مباشر بين بايدن وترامب قبل حفل التنصيب».

وترك ترامب خطابا لبايدن في المكتب البيضاوي، وهو تقليد يحمل قيمة كبيرة في مراسم التسلّم بعد أن قيل انه سيعرض عن هذه الخطوة. كما ترك مايك بنس نائب ترامب رسالة لخليفته كامالا هاريس.

وكان بايدن استهلّ فعاليات تنصيبه بحضوره مع نواب من الكونغرس قدّاسا في كنيسة بواشنطن، وذلك مباشرة بعيد مغادرة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب البيت الأبيض نحو مقر إقامته في فلوريدا.

ووصل بايدن إلى واشنطن قبل فعاليات التنصيب وسط تشديد للإجراءات الأمنية في العاصمة لتأمين الحفل. وفور وصوله شارك مع نائبته كامالا هاريس في حفل عند نصب تذكاري خُصص لتكريم ضحايا فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19». وقبل مغادرته مسقط رأسه في ولاية ديلاوير، تحدث بايدن – في كلمة – عن رغبته أيام شبابه في الكفاح من أجل ما كان يحلم به، وقال إن هناك فرصا عظيمة في بلاده التي تمرّ بأوقات مظلمة.

تغيير مفاعيل قرارات ترامب

وفي وقت سابق، أكد مستشارو بايدن أنه سيصدر فور دخوله البيت الأبيض 15 أمرا رئاسيا، يبطل فيها إجراءات اتخذتها إدارة ترامب، منها إلغاء سياسات ترامب للهجرة، وإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية.

وحسب المستشارين، سيلغي بايدن مرسوم الهجرة المثير للجدل الذي اعتمده سلفه لمنع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.

وسيعلق أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، وهي مسألة أثارت في السنوات الأربع الماضية معارك سياسية وقضائية حادة.

ردود الفعل الدولية

ورحب الاتحاد الأوروبي بتولي الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهامه رسميا أمس الأربعاء، ودعاه لإحياء التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة، في حين قالت روسيا إنها لا تنتظر الكثير، لكنها ستسعى لتحسين العلاقات مع أميركا.

فقبل ساعات من تنصيب بايدن، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين – في كلمة بالبرلمان الأوروبي – إن أوروبا «لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد 4 سنوات طويلة». في إشارة إلى حكم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وأضافت أن «هذا الفجر الجديد في أميركا هو اللحظة التي كنا ننتظرها منذ وقت طويل»، مشيرة بذلك إلى العلاقة المضطربة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية. وتابعت «اليوم يحمل أخبارا جديدة؛ الولايات المتحدة تعود، وأوروبا مستعدة لاستئناف (التواصل) مع شريك قديم موثوق به لإعطاء حياة جديدة لتحالفنا الثمين».

من جهته، عبر مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أمله أن تنهي إدارة جو بايدن الحكم من خلال التغريد، داعيا إلى تعزيز التعاون مع واشنطن في الملف النووي الإيراني.

في السياق، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الرئيس الأميركي الجديد إلى اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي لبناء ما وصفه بميثاق تأسيسي جديد للعلاقات عبر الأطلسي «من أجل أوروبا أقوى، ومن أجل ولايات متحدة أقوى، ومن أجل عالم أفضل».

وفي إطار نفس المواقف الأوروبية المرحبة بقدوم بايدن، أعرب الرئيس الألماني فالتر شتاينماير عن ارتياحه الكبير لانتقال السلطة في الولايات المتحدة، كما أبدى سروره بأن واشنطن – بوصفها شريكا أساسيا – ستصبح مجددا إلى جانب أوروبا في المعركة المشتركة والموحدة ضد وباء كورونا، والحماية العالمية للمناخ، والمسائل المتعلقة بالأمن.

من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ تطلعه للعمل مع بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن.

مجالات للتعاون

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي واجه انتقادات بسبب علاقاته الوطيدة بدونالد ترامب، فقال إنه يتطلع للعمل عن كثب مع الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

وفي بيان أصدره أمس، استعرض جونسون المجالات التي يأمل التعاون بشأنها مع الإدارة الأميركية الجديدة، مشيرا إلى مكافحة وباء كورونا، والتغير المناخي، والدفاع والأمن، وتعزيز الديموقراطية والدفاع عنها.

موقف روسيا

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن وصول بايدن للرئاسة لن يغير شيئا بالنسبة لروسيا.

وأضاف بيسكوف أن بلاده ستواصل السعي لتحسين العلاقات مع واشنطن، وسترحب بأي رغبة أميركية لتمديد معاهدة «ستارت الجديدة»، التي وقعت عام 2010 وينتهي أجلها في شباط المقبل، وفق المصلحة المتبادلة.

وكان أنتوني بلينكن، الذي اختاره بايدن لمنصب وزير الخارجية، قال أمس إن الإدارة الأميركية الجديدة ستعمل على تمديد المعاهدة، وستحدد مدة التمديد.

في الإطار نفسه، دعا الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف روسيا والولايات المتحدة إلى إصلاح العلاقات المتوترة بينهما، وقال – في مقابلة مع وكالة «تاس» الرسمية – إن الوضع الحالي لهذه العلاقات يثير القلق. واعتبر أنه «لا يمكننا عزل أنفسنا عن بعضنا بعضاً».

ترامب : سأعود بطريقة أو بأخرى

من جهة اخرى، غادر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أمس الأربعاء، البيت الأبيض قبل ساعات من انتهاء ولايته الرئاسية.

وأقلعت المروحية الرئاسية «مارين وان» وعلى متنها دونالد وميلانيا ترامب من حدائق البيت الأبيض. وفي آخر تصريح له في البيت الأبيض، قال «كانت 4 سنوات رائعة جداً وحققنا الكثير»، قائلاً: «وداعاً وأتمنى ألا يكون الوداع لفترة طويلة».

وفي كلمة الوداع التي ألقاها من قاعدة «أندروز»، قرب العاصمة واشنطن، قال ترامب «لقد أنجزنا الكثير والسيدة الأولى كانت رائعة وتعمل مع الناس»، مضيفاً «وفقاً لكل المعايير قمنا بعمل رائع ولم نكن إدارة اعتيادية».

ووفق ترامب فإنه «لولا كورونا كنا سنرى أرقاماً رائعة في الاقتصاد»، مضيفاً «لقد حصلنا على معجزة طبيعة واكتشفنا اللقاح خلال أشهر وليس أعواماً».

وأشار ترامب إلى أن « أميركا بلد رائع … أنا فخور لشغلي منصب رئيس الولايات المتحدة»، مضيفاً «سأكافح على الدوام وأصغي لكم على الدوام واتمنى للادارة الجديدة النجاح».

وقال ترامب «عملنا جيداً مع بعض الاشخاص في الكونغرس وأشكرهم على ذلك»، لافتاً إلى أنه «قام بزيادة مخصصات قدامى المحاربين كما لم يهتم بهم أحد من قبل».

وتابع ترامب: «سأعود بطريقة أو بأخرى».

Leave A Reply