مع كل جولة في البريميرليج، يكثر الحديث حول بقاء المدرب ” فرانك لامبارد ” في منصبه مع تشيلسي، ومع كل تعثر، تزداد علامات التعجب حول بقائه، أو بالأحرى حول صبر مالك النادي “رومان أبراموفيتش”.
فالأخير عُرف منذ استحواذه على النادي اللندني بعدم الصبر على المدربين. ورغم ما حدث من إقالات عديدة، إلا أن تشيلسي لم يتوقف عن الفوز بالبطولات طوال حقبة الملياردير الروسي.
ومع انتظار قرار الإقالة بين لحظة وأخرى، حاولنا توقع السبب وراء صبر أبراموفيتش، وتأخر القرار.
ثقة في غير محلها
أول الأسباب الممكنة هو أن “أبراموفيتش” متأثر بشكل أو بآخر بتاريخه مع “لامبارد” اللاعب، حيث يعتبر “فرانك” شريكًا أساسيًا في تأسيس الإمبراطورية التي سعى لها المالك الروسي، رفقة الثلاثي جون تيري، بيتر تشيك، ديديه دروجبا.
قد يحظى هؤلاء بقدر أكبر من الثقة، دونًا عن الجميع، ويمكن أن تكون تلك الثقة قد تحولت لتساند “لامبارد” المدرب، وتمنحه المزيد من الوقت، باعتقاد من رئيس النادي أن اللاعب الذي مر بمثل هذه الأوقات، يعرف تمامًا ما قد يخرج الفريق منها.
ولنؤكد لك أن صبر “أبراموفيتش” على “لامبارد” غير عادي بالمرة، يكفي أن تعلم أن المدرب الإنجليزي الشاب يمتلك ثاني أسوأ معدل نقاط في الدوري في حقبة الرئيس الحالي(فاز بـ 50.87% من النقاط المتاحة).
أسوأ من ساري، كونتي، فيلاش بواش، سكولاري، دي ماتيو، رانييري، فقط مورينيو في موسمه الثالث بحقبته الثانية يمتلك سجلاً أسوأ(فاز بـ 31.25% من النقاط المتاحة).
Since Klopp said Chelsea were favourites to win the title, Lampard’s team have lost more games than Liverpool, Man United, Man City, Spurs and Leicester combined.
🤯🤯🤯 pic.twitter.com/JVMWmwwcWU
— Footy Accumulators (@FootyAccums) January 21, 2021
التسوية المالية
جميع هذه الأسماء قد أقيلت ما عدا لامبارد -حتى الآن-، لكن بعضًا من هذه الأسماء يمكن أن يرشدنا إلى السبب التالي وهو التسوية المالية.
صار تأخير إقالة المدربين شائعًا هذه الأيام بسبب بنود العقد المبرم بين المدرب والنادي، وهنا نحن لا نتحدث عن تأخير كبير، بل مجرد تأجيل حتى يتأكد الجميع أن الطريق مسدود رفقة هذا المدرب، ولا حل سوى بإقالته -من وجهة نظر الإدارة-.
تارة يكون النادي ملزمًا بدفع قيمة الشرط الجزائي، وتارة يكون مجبرًا على الاستمرار بدفع الراتب حتى نهاية تاريخ العقد المبرم.
وهو ما يدفع بعد المدربين لتأجيل التعاقد مع نادٍ جديد من أجل الاستمرار في الحصول على الراتب، كما فعل “دي ماتيو” على سبيل المثال، قبل توليه مهمة تدريب نادي شالكه في أكتوبر 2014، رغم إقالته من تشيلسي في نوفمبر 2012.
وبالتالي قد تكون التسوية المالية سببًا منطقيًا لتأخير القرار، بجانب بعض الثقة التي تحدثنا عنها مسبقًا.
ضغط ليس كأي ضغط
هنا وصلنا إلى السبب الثالث والذي طرحه برنامج “Monday Night Football” على شبكة “سكاي سبورتس”، حيث تم توجيه السؤال التالي كما سأصيغه لك: هل يتجنب لامبارد النقد بسبب علاقته بالنقاد الرياضيين؟
غياب الضغط الإعلامي بكل تأكيد قد يقلل الضغط على النادي وإدارته، لكن أن تكون قلة النقد بسبب مزاملة لامبارد لمعظم النقاد الحاليين في الملعب، فذلك أمر يستدعي التوضيح.
كان “جيمي كاراجر” حاضرًا في الاستديو، ولم ينفِ أبدًا معاملة لامبارد بشكل مختلف عن مدربي تشيلسي السابقين، والحجة كانت امتلاك كل واحد منهم سيرة ذاتية ضخمة ترفع سقف التوقعات المنتظرة منهم.
وعلى هذا الأساس، رأى “كاراجر” أنه لا يوجد داعٍ لوضع لامبارد مع أسماء كأنشيلوتي وبينيتز وسكولاري ومورينيو، وانتقاده بالمثل.
وبالتالي، تمتع لامبارد بحصانة، يجب عليه استغلالها في قلب الأوضاع في أقرب فرصة، رغم أن المؤشرات لا تخبرنا بذلك.