وافق البنك الدولي امس على إعادة تخصيص مبلغ 34 مليون دولار في إطار مشروع تعزيز النظام الصحي الحالي للمساعدة في توفير اللقاحات للبنان الذي يشهد قفزة غير مسبوقة في أعداد المصابين بفيروس كورونا، حيث سجل مستوى قياسياً بلغ نحو 5500 إصابة مؤكَّدة يومياً منذ بداية العام. ويمثّل ذلك أول عملية يُموِّلها البنك الدولي لشراء لقاحات كورونا. وسيتيح هذا التمويل اللقاحات لأكثر من مليوني شخص، ومن المتوقع أن تصل إلى لبنان في أوائل شباط 2021. وبحسب البنك الدولي، ستعطى الأولوية في حملات التطعيم للفئات الآتية:
– العاملون في القطاع الصحي المعرّضين لمخاطر مرتفعة.
– كبار السن من السكان فوق 65 عاماً.
– العاملون في مجال علم الأوبئة ومراقبتها.
– لأشخاص في الفئة العمرية 55-64 عاماً الذين يعانون من مرض مزمن واحد أو أكثر.
وبإعطاء الأولوية لهذه الفئات، يمكن البرنامج الوطني للتحصين خفض تداعيات الجائحة حتى في ظل معوقات التوريد. وتعليقاً على ذلك، قال رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس: “إن تيسير الحصول على لقاحات كورونا على نحو منصف وسريع وواسع النطاق أمر في غاية الأهمية لحماية الأرواح ودعم التعافي الاقتصادي. وهذه عملية أولى مهمة وأتطلع إلى مواصلة مساندتنا للعديد من البلدان الأخرى في جهودها لتحصين مواطنيها باللقاحات. ولا يزال هدفنا هو الحد من تأثير الجائحة من أجل إنقاذ الأرواح وتحسين سبل كسب العيش”.
ويستفيد هذا الدعم المخصص للبنان من خبرات البنك الدولي في دعم جهود التحصين على مدى العقود الماضية، بما في ذلك الوقاية من شلل الأطفال والحصبة ووباء الإيبولا، والتي تجمع بين التمويل والخبرة العالمية والخبرات المحلية في مختلف القطاعات لبناء نظم صحية قادرة على الصمود تحسباً لوقوع طوارئ صحية في المستقبل. وفي إطار الاستعداد لتوزيع اللقاحات، كانت الحكومة اللبنانية أجرت بدعم من البنك الدولي وشركاء آخرين تقييماً لمدى جهوزية القطاع الصحي في لبنان للاستجابة لفيروس كورونا، وأنشأت لجنة وطنية مشرفة على لقاحات كورونا، وأعدت مُسوَّدة خطة وطنية لتوزيع تلك اللقاحات. وتتضمَّن المُسوَّدة كل العناصر الرئيسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وتُمثِّل جزءاً رئيسياً من جهوزية لبنان لإطلاق حملة التحصين. وستشتمل الخطة أيضاً على تدابير الجهوزية الرئيسية، وهي:
¶ إعداد الخطة الفرعية لتوزيع اللقاحات.
¶ الإجراءات التنظيمية الأساسية لتوزيع اللقاحات.
¶ استحداث نظام إلكتروني عبر شبكة الإنترنت للتسجيل المسبق للفئات المؤهلة ذات الأولوية.
¶ إعداد وتعميم إجراءات العمل القياسية لتخزين اللقاحات وتوزيعها وتسليمها.
¶ التدريب والإشراف على الموظفين القائمين بعملية التطعيم باللقاحات.
¶ توفير آليات للإبلاغ عن الشكاوى المتصلة بالتحصين من فيروس كورونا.
¶ إجراء حملة توعية عامة لتزويد السكان المعلومات عن الأهلية للحصول على اللقاحات، ومواقع التحصين، وأوقات التلقيح، وسلامة اللقاحات وفعاليتها.
وكان البنك الدولي قد أعلن في آذار 2020 عن إعادة تخصيص أموال من مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان لدعم جهود وزارة الصحة العامة في مواجهة جائحة كورونا، وذلك عبر تجهيز المستشفيات العامة وزيادة قدرتها على إجراء الفحوص المخبرية ومعالجة الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس. ويُمول مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان عبر مساهمة قيمتها 95.8 مليون دولار من البنك الدولي للإنشاء والتعمير ومنحة بقيمة 24.2 مليون دولار من البرنامج العالمي لتسهيلات التمويل المُيسَّر. ومنذ ذلك الحين، ساعد تسريع إجراءات الشراء من خلال مورِّدين محليين ودوليين وفقاً للإجراءات المعمول بها في البنك الدولي وبالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة في شراء سلع ومعدات تشتد الحاجة إليها في 45 مستشفى. واشتملت هذه السلع على:
¶ معدات الحماية الشخصية.
¶ 60 جهازاً للتنفس الاصطناعي.
¶ 10 أجهزة فحص (PCR)
¶ مجموعات اختبار الإصابة بفيروس كورونا.
¶ تجهيز 50 وحدة عناية مركزة بالأسرّة والمعدات المتصلة بها، ومنها أجهزة متابعة العلامات الحيوية، ومضخات حقن السوائل؛ ومضخات امتصاص المياه، ومضخات التسريب؛ وأجهزة تقويم نظم القلب، وأجهزة الرسم البياني الكهربائي لعمل القلب. ويجري حاليا شراء سلع ومعدات إضافية لتعزيز قدرات وعدد أسرّة وحدات العناية المركزة إلى 180 سريراً وتزويدها التجهيزات اللازمة.
ويُقدِّم البرنامج العالمي الذي تم تدشينه عام 2016 التمويل إلى البلدان المتوسطة الدخل التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، وذلك بشروط ميسرة يقتصر تقديمها في العادة على أشد بلدان العالم فقراً.
النهار