هناك أشخاص تحزن عليهم حزنا مضاعفاً لأنهم يتخطون الإطار الشخصي الى الفضاء العام، أنت تحبهم تقدِّرهم وتقدر اكثر مساحة حضورهم وفيض أخلاقهم ومواقفهم في دائرة ومساحة هذا الحضور…
من هؤلاء سيادة المطران يوحنا حداد الذي عرفته من حوالي ثلاثين سنة وأنا صحفيّ أحمل قلمي واوراقي لأكتب ما تيسّر من وقائع الجنوب وخطاب رجالاته..وبقيت هذه العلاقة دون انقطاع
أشهد بأنك لا تستطيع إلا أن تحب هذا الرجل، اللبناني الوطني المسيحي المسلم، الهادىء كصفاء بحر صور ، الوجه السمح بحمرة وجنتين فوق ابتسامة لا تغادر الثغر ابدا…
لا يتفوّه إلا بكلام من قيم من مفاهيم سامية، يعرف جيدا طبيعة لبنان وتركيبة لبنان ، حدّثني مرة عن هذا العشق للوطن وقال لي :أفهم هذا الوطن أن غِناه بتنوعه كما رآه الامام الصدر، وأضاف لبنان أشبه بحقل مليء بالزهور جماله بتنوع أزهاره هذا ما سمعته منه في مكتبه الصغير الى جانب صالون المطرانية هناك في هذا المكتب المتواضع تبدو صورة الامام الصدر مع شقيقه المطران الراحل جورج حداد أحد مؤسسي هيئة نصرة الجنوب مع الامام الصدر.. قال لي المطران حداد أحببنا سماحة الإمام وأفكاره وزارنا في منزلنا ، وجلس الى مائدتنا كفرد من العائلة.
ونحن مسرورون أن الرئيس نبيه بري يُكمِل النهج والأفكار ذاتها…
المتروبوليت يوحنا حداد جنوبي الهوى لم يغادر الجنوب لا كنائسه ولا جوامعه وفي كل شبر من صور والجنوب له بصمة وحكاية وأثر طيب..
خَلَفه المطران جورج بقعوني ولم يغادر المطرانية وكذلك مع المطران الحالي ميخائيل أبرص..
برحيله اليوم يخسر الوطن قيمة روحية إنسانية لطالما رفدته بكل الأفكار الجميلة الجامعة..
سيادة المطران في ملكوت السماء الرب معك… ونحن لا نريد سوى !رحمة الله ووطنا يشبهك!
أخبار عاجلة