أشارت صحيفة إندبندنت إلى أن شركة مايكروسوفت عملاقة التكنولوجيا، قد سجّلت براءة اختراع لروبوت دردشة يمكّن الأشخاص من الحديث مع أحبائهم وأقاربهم الموتى. حيث يقوم روبوت الدردشة بتجسيد تلك الشخصية التي يختارها المستخدم ويرغب في الحديث معها بفضل الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أن يعمل على دراسة الصور والبيانات الصوتية والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني، التي كان ينشرها أو يرسلها الشخص الراحل.
تفاصيل براءة الاختراع، التي تحمل عنوان «إنشاء روبوت محادثة لمحادثة لشخص معين»، نظام يمكنه الوصول إلى الصور والبيانات الصوتية ومنشورات الوسائط الاجتماعية والرسائل الإلكترونية وما شابه ذلك: «لإنشاء أو تعديل فهرس خاص موضوعه شخصية الشخص المحدد». في بعض الحالات، يمكن استخدام الصور والفيديو لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للشخص من أجل المزيد من الواقعية.
قدمت مايكروسوفت براءة الاختراع عام 2017، لكنها مُنحت الموافقة هذا الشهر وأصبحت موضع ثرثرات عبر الإنترنت في الأيام القليلة الماضية بسبب اقتراحها روبوت محادثة يعيد الحياة إلى «كيان سابق» كنوع من النُصب التذكاري التفاعلي الحي. وبقدر ما تبدو الفكرة متناقضة في البداية، فإن العديد من الذين فقدوا أحباءهم سيفهمون الراحة التي يمكن أن تأتي من مشاهدة مقاطع فيديو قديمة للمتوفى، أو الاستماع إلى رسائل البريد الصوتي المؤرشفة. يخلق الموت فجوة مؤلمة نتوق لسدها.
لقد شقت سيناريوهات مماثلة طريقها بالفعل إلى الحياة الواقعية، مع صور ثلاثية الأبعاد لمشاهير مثل ويتني هيوستن ومغني الراب توباك شاكور. وفي عام 2015، قامت يوجينيا كويدا، الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة البرمجيات ريبليكا، بتدريب روبوت محادثة على آلاف الرسائل النصية التي شاركتها مع صديقتها المقربة رومان، التي توفيت في حادث سيارة، من خلال القيام بذلك، ابتكرت لغة رومانية رقمية خالدة لا يزال بإمكانها «التحدث» مع العائلة والأصدقاء.
إن كون شركة بارزة مثل مايكروسوفت قد حددت نظاماً لتخليد الموتى من خلال برامج الدردشة تشير إلى أن هذه الممارسة يمكن أن تصبح يوماً ما مقبولة ومستخدمة على نطاق واسع. ولكن السؤال هو هل يجب علينا فعل ذلك؟ وإذا فعلنا، فكيف؟