الإثنين, نوفمبر 25
Banner

الديار: عون والحريري بانتظار المرحلة الثانية من المبادرة الفرنسية .. فهل تبدأ الاسبوع المقبل ؟

هل تتحرك المبادرة الفرنسية مجددا بعد تناول الملف اللبناني من بين ابرز الملفات الي تطرق اليها الرئيسان الفرنسي والاميركي في اتصالهما مؤخرا ؟ وما هي المعلومات المتوافرة حول عزم باريس البدء بمرحلة ثانية من مبادرتها تجاه لبنان على ضوء هذا الاتصال وايفاد الموفد الخاص للرئيس ماكرون مجددا الى لبنان لاستئناف مساعي الدفع باتجاه تشكيل الحكومة ؟

الرئيسان عون والحريري لم يتجاوبا حتى الان مع المساعي الداخلية لاستئناف التواصل والحوار بينهما ، ولم تصدر عن اي منهما اية اشارات ايجابية في هذا الصدد لا بل ان اجواء بعبدا وبيت الوسط وما يصدر عنهما تتمحور حول رمي كل منهما المسؤولية على الآخر.

ووفقا للمعلومات المتوافرة للديار امس فان الجهود التي يقوم بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ودعوات بكركي المتكررة لم تحدث اي خرق في جدار ازمة الانقطاع المستمرة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

ووفقا للمعلومات فان الاجواء التي سجلت مؤخرا تؤشر الى ان عون والحريري ينتظران ما سيطرأ على صعيد التحرك الفرنسي المتوقع . وان التوقعات باستئناف المبادرة الفرنسية مبنية اولا على الاتصال الاخير بين ماكرون وبايدن الذي يشكل عملية دفع لعودة تزخيم هذه المبادرة ، لكن الامر يحتاج لبعض الوقت لترتيب الدخول في تفاصيل الموضوع الحكومي مجددا على ضوء ما حصل في اللقاء الاخير بين عون والحريري.

وتقول المعلومات ان باريس لن تتأخر في استئناف تحركها واتصالاتها المباشرة ، مشيرة الى توقع حصول تطورات في هذا المجال خلال الاسبوعين المقبلين.

اما على صعيد الحراك الداخلي فقد علمت الديار من مصادر مطلعة ان بكركي اكدت لبعض الزوار انها لم تسحب يدها من المسعى الذي بدأته ، لكنها تعتقد بانها قالت وفعلت ما يمكن عمله لاستئناف اللقاءات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وهي تنتظر وتأمل في ان يتجاوبا ويعودان للتواصل والحوار .

ومن جانب آخر اكدت المعلومات ايضا ان اللواء ابراهيم مستمر بمسعاه وتحركه بعيدا عن الاعلام ، وانه يركز في هذه المرحلة على تحقيق وتأمين مفتاح باب استئناف عملية تشكيل الحكومة من خـلال عودة التواصل والحوار بين عون والحريري .

وقال مصدر نيابي مطلع للديار ان احداث خرق باتجاه اعادة الحوار بين الرجلين يعطي فرصة جدية لمحاولة التوصل الى تفاهم حول الحكومة لان مجرد قبولهما استئناف اللقاءات في ما بينهما يشكل اشارة ايجابية قوية تصب في هذا الاطار.

واسف المصدر لان الرئيسين عون والحريري لم يتجاوبا بعد مع كل المساعي المبذولة ، ملاحظا ان كلا منهما ينتظر المبادرة من الآخر ما يعني ان هناك حاجة الى « تخريجة معينة» لم تتوافر بعد لاستئناف الحوار بينهما.

وردا على سؤال قال المصدر ان اي طرف آخر لم يدخل مباشرة حتى الان على خط الوساطة وان الاطراف التي يعول عليها في هذا المجال تنظر بحذر الى الموضوع في ظل التصلب في مواقف عون والحريري.

الاحتجاجات واوراق الشارع

من جهة اخرى يبرز مجددا حراك الشارع والاحتجاجات التي استمرت امس لليوم الثالث على التوالي لاسيما في طرابلس والبقاع الغربي وبعض الطرق والمناطق بينما شهدت بيروت في هذا المجال تحركات خجولة منذ بدء هذه الاحتجاجات التي اندلعت على وقع الضغوط المعيشية التي يعشها الناس في ظل الازمة القائمة والتي زاد من حدتها فرار الاقفال العام دون تامين التعويضات والمساعدات للفقراء والمتضررين .

وتقاطعت المواقف والآراء عند نقطتين اساسيتين في ما يشهده الشارع : اولا ازدياد مناخ النقمة الشعبية من الوضع المتردي والمتفاقم ، وثانيا دخول جهات ومجموعات سياسية على خط هذه الاحتجاجات والنفخ في نيرانها لاستثمارها لاهداف سياسية منوعة.

ولفت في هذا المجال كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب امس وقوله « ان الحكومة لا تشكل ولا تتعطل بالدواليب المشتعلة وقطع الطرق والاعتداء على مؤسسات الدولة واستهداف قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني».

ورأى انه لا يجوز تخريب مدينة طرابلس من اجل توجيه رسائل سياسية منها. ومن غير المقبول ان تبقى طرابلس او اي منطقة اخرى صندوق بريد بالنار، ولا يجوز قطع الطرق على الناس في سياق منطق التحدي بالسياسة.

واكد في الوقت نفسه ان مفتاح الحلول للازمات في لبنان هو تشكيل حكومة تكمل الاصلاحات التي بدأناها ، وان الاولوية السياسية يجب ان تكون لتشكيل حكومة مع بعض تدوير الزوايا.

وفي تغريدة مطولة نبه الرئيس الحريري المواطنين في طرابلس وسائر المناطق من اي استغلال لاوضاعهم ، وقال « قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية ، وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس . وليس هناك بالتأكيد ما يمكن ان يبرر الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة والمؤسسات الرسمية ، لكن هذا لا ينبغي ايضا تجاهل ان هناك فئات من المواطنين تبحث عن لقمة العيش ، ولا يصح للدولة ازاء ذلك ان تقف موقف المتفرج ولا تبادر الى التعويض عن العائلات الفقيرة.

وطالب الدولة باستنفاذ الوسائل لكبح جماح الفقر وتوفير المقومات الاجتماعية لالتزام المواطنين بقرار الاقفال الذي هدفه حماية المواطنين من خطر كورونا.

ولاحظ مصدر سياسي ان الحريري دعا في بيانه الى عدم اللجوء الى الشارع وفي الوقت نفسه الى تلبية حاجات الناس . كما اشار ايضا بوضوح الى محاولة جهات سياسية استغلال جوع الناس لتوجيه رسائل سياسية.

واضاف المصدر ان الحريري لم يسم هذه الجهات لكن تركز الاحتجاجات في طرابلس بشكل اساسي وبعض مناطق البقاع بنسبة اقل يوجه اصابع الاتهام الى خصومه في الشارع السني ، وربما ان من بين اهداف هذه الرسائل الضغط عليه وحمله على الاعتذار .

وكشف المصدر عن تقارير ومعلومات غير رسمية تفيد بان من بين الجهات المتهمة بالدخول على خط الاحتجاجات ومحاولة استثمارها مجموعات مرتبطة بمنتديات بهاء الحريري وانصار الوزير السابق اشرف ريفي ومجموعات اخرى.

واضاف ان هذه الجماعات نجحت في تسعير وتأجيج الاحتجاجات في طرابلس لكنها لم تتمكن من تحقيق ذلك في بيروت واستطاعت ان تحقق نجاحا محدودا في البقاع.

وقال المصدر ان هذه الاحتجاجات تتحول الى عدوى احيانا لذلك شهدت بعض المناطق الاخرى تحركات محدودة بسبب الوضع المتردي الذي يطاول كل اللبنانيين.

وعلى الصعيد الميداني شهدت طرابلس امس لليوم الثالث على التوالي مواجهات بين المحتجين والقوى الامنية لا سيما امام السراي وفي ساحة عبد الحميد كرامي وبعض الشوارع المتفرعة . وقطع محتجون الطرق في صيدا والبقاع وضهر البيدر لاوقات متفاوتة.

الخطة الوطنية للتلقيح

على صعيد آخر اعلن الرئيس دياب في اجتماع موسع للجنة الوزارية امس اطلاق الخطة الوطنية للتلقيح ضد كورونا والمنصة الالكترونية لها ، وقال ان صرخة الناس مفهومة ومسموعة ، ونحن بحاجة الى الصبر اياما معدودة حتى نبدأ النتائج ولا نريد اهدار الاقفال بقرارات متسرعة.

ووفقا للخطة التي اعلنها بعد الاجتماع اعلن وزير الصحة حمد حسن ان اللقاح سيكون مجانيا في المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية والخاصة من خلال وزارة الصحة وسيعطى من دون تمييز بين اللبنانيين والنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين والمقيمين في لبنان . وتوقع ان تشمل حملة التلقيح في العام 2021 ما يقارب ال80 بالمئة من اللبنانيين والمقيمين ، مشيرا في الوقت نفسه الى ان اللقاح غير الزامي ومؤكدا ان كل التقارير العلمية تؤكد فعالية اللقاح .

واعلن ان لبنان حجز وفي صدد تأمين حوالى 6 ملايين و300الف جرعة، منها ما تم حجزه مع شركة فايزر مليوني ومئة الف جرعة ستبدأ بالوصول على دفعات اعتبارا من منتصف شباط المقبل. وهناك مليونان و370 الف جرعة سيتم حجزها بواسطة منصة كوفاكس للقاح لم يحدد بعد ، بالاضافة الى العمل لحجز مليون ونصف المليون من لقاح استرازينكا .

واوضح ان العملية ستكون دقيقة برقابة محلية ودولية .

واوضح رئيس اللجنة الوطنية للقاح الدكتور عبد الرحمن البزري خلال المؤتمر الصحفي ان التلقيح يفترض ان يشمل خمسة ملايين ونصف المليون شخص واننا بحاجة الى حوالى 11 مليون جرعة . وشرح كيفية التسجيل عبر المنصة الالكترونية للحصول على اللقاح في مختلف المراكز والمستشفيات المحددة وفق الخطة في المناطق اللبنانية .

وتلحظ الخطة جدولا مفصلا ببرنامج التلقيح بدءا بالجسم الطبي والفئات العمرية فوق ال75 عاما في المرحلة الف واحد ، يليها في المراحل التالية الفئات العمرية الاخرى بشكل متدرج . وتشمل الحملة التلقيح للفئات العمرية من 16 سنة وما فوق .

وخصصت الخطة 42 مستشفى حكوميا وخاصا ومراكز طبية للتلقيح في كل لبنان ، وفق جدول المنصة الالكترونية .

وامس سجل اكبر عدد من حالات ضحايا كورونا منذ بدء انتشار هذا الوباء وبلغ عدد المتوفين 76 مواطنا ، بينما بقي عدد الاصابات مرتفعا وبلغ 3906 اصابة.

—————-

«مولوتوف» على سراي طرابلس

ارتفعت وتيرة المواجهات بين عناصر مكافحة الشغب وعدد كبير من الشبان المحتجين، أمام مبنى سراي طرابلس. وواصلت العناصر الامنية استخدام خراطيم المياه وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لابعاد المتظاهرين عن مدخل السراي.

وفي المقابل، حاول المحتجون الدخول الى حرم السراي وإلقاء الحجارة بكثافة على الباحة الخارجية ورمي قنابل «المولوتوف» على العناصر الامنية والاليات العسكرية الموجودة في الداخل، وقد سقطت احدى القنابل على آلية لرش المياه فاشتعلت وتم اخماد النيران بسرعة. وتمكن المحتجون من خلع الباب الخارجي للسراي من دون الدخول الى حرمها، في حين عملت العناصر الامنية على منعهم من ذلك.

Leave A Reply