الجمعة, نوفمبر 22
Banner

النهار : افتقاد عارم لـ”رجل الدولة” ورهان على ماكرون‎!‎

‎لم يكن غريبا ان يتضاعف الاسى على رحيل النائب #ميشال المر، نائب رئيس مجلس الوزراء ‏ونائب رئيس مجلس النواب سابقا والنائب والوزير الشاغل كل مناصب الدولة حتى رأس ‏الهرم الذي تتيحه له طائفته. اذ انه الى حيثيته وسيرته السياسية والوطنية والشخصية ‏الحافلة كأحد اكبر وابرز رموز السياسة والنظام رحل المر برمزية مدوية في ظروف لبنان ‏الدراماتيكية الحالية كرجل دولة تفتقد البلاد أمثال قامته فيما ينهار كل شيء وتستعصي ‏ازمة سياسية وحكومية كأنها القضاء والقدر وتستسلم لها القوى الداخلية منتظرة الترياق ‏الفرنسي مجددا. تبعا لذلك ارتفعت على نحو لافت وواسع شهادات الافتقاد لميشال المر ‏‏”رجل الدولة ودولة الرئيس” وسط اجماع سياسي من كل الاتجاهات اللبنانية، بما يعكس ‏الخطورة التصاعدية لفقدان لبنان قماشات رجال التسوية وابتكار الحلول والمبادرات الذاتية ‏التوافقية التي كان يجسدها ميشال المر في وقت تنزلق فيه البلاد نحو أسوأ الأسوأ بما ينذر ‏بمزيد من التداعيات الشديدة الخطورة امنيا واقتصاديا واجتماعيا وسط كارثة كورونا ‏المتدحرجة والعاصية على كل الإجراءات والتدابير حتى الآن‎.‎

‎ ‎ولعل مجريات الازمة الحكومية التي تلاحقت فصولها التصعيدية حتى في عطلة نهاية ‏الأسبوع مع تواصل السجالات العنيفة بين “#التيار الوطني الحر” و”#تيار المستقبل” السبت ‏الماضي، غداة السجال الأخير بين قصر بعبدا وبيت الوسط، شكلت عاملا مثيرا لمزيد من ‏التشاؤم حيال وضع حد لتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة على رغم انتعاش آمال المراهنين ‏على عودة تحريك #المبادرة الفرنسية والبناء على المؤشرات التي اطلقها الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل #ماكرون حيال الواقع اللبناني المأزوم في الأسبوع الماضي. والحال ان الرئيس ‏الفرنسي الذي ظلت المعطيات المتعلقة باتصاله الهاتفي برئيس الجمهورية ميشال عون ‏حكرا على قصر بعبدا وما وزعته عنه فيما لم يوزع قصر الاليزيه معلومات عن الاتصال ‏عكس جدية في عودته الى التعامل مع الملف اللبناني ولكن وسط غموض بل وشكوك في ‏طبيعة ما يمكنه القيام به مرة أخرى لأحداث خرق اخفق فيه سابقا. ولذا كشفت مصادر ‏معنية لـ”النهار” انه في انتظار بلورة الاتجاهات الفرنسية وما اذا كانت ثمة اتجاهات سريعة ‏لاحياء المبادرة، فان التقديرات الأولية تشير الى ان هذا التحرك ربما يستند الى طرح ‏تعديلات على المبادرة لجهة اخراج الحكومة العتيدة من قفص التعطيل وهو ما قد يستتبع ‏وساطة فرنسية بين بعبدا وبيت الوسط لأحداث تعديلات محتملة في التركيبة الحكومية‎.‎

‎#‎بري و#الراعي

ومع ذلك يتعين انتظار الأيام المقبلة لترقب ما اذا كانت الاتصالات التي شرع فيها ماكرون ‏تشكل مؤشرا لاطلاق دينامية متجددة ام لجس النبض لا اكثر. حتى ان رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري يعول على المحاولة الفرنسية الأخيرة للمساهمة في تأليف الحكومة ويرى ان ما ‏يطلق من ردود وشروط من هنا وهناك “ليس منزلا”. وعلمت “النهار” انه سيكون لبري ‏اليوم موقف من التأخير الحاصل في ولادة الحكومة وسيأتي موقفه هذا بعد امتناعه ‏وانقطاعه عن التعليق طوال الأسابيع الأخيرة حيال المراوحة الحكومية المفتوحة. وسيلتقي ‏رئيس المجلس السفيرة الفرنسية آن غريو في عين التينة اليوم‎.‎

‎ ‎وليس بعيدا من أجواء الاختناق السياسي عاود البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة ‏بطرس الراعي اطلاق مواقفه الضاغطة بقوة في شأن الازمة الحكومية فأكّد امس أنّه “من ‏المحزن والمخزي حقًّا أن يكون الخلاف غير المبرّر في تطبيق المادّة 53 من الدستور سببًا ‏لتشنّج العلاقة بين رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف إلى حدّ التخاطب بواسطة المكاتب ‏الإعلاميّة والأحزاب الموالية ردًّا بردّ، كما من وراء متاريس تزيد من تشقّق لحمة الوحدة ‏الداخليّة”. وقال “من المؤسف القول أنّ هذه ليست أصولَ العلاقةِ بين رئيسِ جمهوريّةٍ ‏يُفترضُ أن يكون فوق الصراعات والأحزاب، وبين رئيسٍ مكلَّفٍ يُفترضُ أن يَستوعِبَ الجميعَ ‏ويَتحرّرَ من الجميع”، مشيراً إلى أنّه “إذا لم تَصطَلِح العلاقةُ بين الاثنين لن تكون لنا حكومة. ‏فهما محكومان بالاتفاقِ على تشكيل حكومة “مهمّة وطنيّة” تَضُمُّ النُخبَ الإختصاصيّةً ‏الاستثنائيّةَ وليس العاديّةَ المنتميةَ إلى الزعماءِ والأحزاب. إنّ الإمعان في التعطيل يتسبّب ‏بثورة الجياع وحرمانهم من أبسط حقوقهم ويدفع البلاد إلى الإنهيار. وهذا منطق تآمري ‏وهدّام يستلزم وضع حدّ له من أجل إنقاذ لبنان‎”.‎

‎ ‎‎#‎طرابلس مجددا

في غضون ذلك لم تمر عطلة نهاية الأسبوع بهدوء في طرابلس اذ استعادت ساحة النور ‏مشهد التوتر عقب وصول وفود شعبية من مختلف المناطق في الشمال وبيروت وصيدا ‏والمتن والبقاع والنبطية للتعبير عن “التضامن مع أبناء طرابلس وإستنكارا لأعمال الشغب ‏التي شهدتها عاصمة الشمال منذ أيام”، وسط انتشار للجيش اللبناني والقوى الامنية في ‏ساحة النور ومحيطها‎.‎

‎ ‎ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية وشعارات متضامنة مع طرابلس، ورددوا هتافات عبر ‏مكبرات الصوت، داعية إلى “متابعة التحرك ضد المنظومة الحاكمة” وان “طرابلس واحدة ‏موحدة ولن تكون رهينة الصراعات بين القوى السياسية‎” .‎

‎ ‎لكن فور انتهاء إلقاء عدد من الكلمات، عمد عدد من الشبان الى التوجه الى مدخل سرايا ‏طرابلس، وأضرموا النيران بالاطارات أمام غرفة الحرس، ثم توجهوا الى الباب الخلفي ‏للسرايا، وقاموا برمي الحجارة بكثافة باتجاه العناصر الامنية، كما جرى رمي عبوات ‏المولوتوف الحارقة وردت قوى الامن بدورها بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم ‏وإبعادهم عن مدخل السرايا الخلفي‎.‎

‎ ‎وسجل انتشار كبير للجيش اللبناني في طرابلس مع تجدّد #الاحتجاجات أمام السرايا‎.‎

‎ ‎وافيد أن الجيش اتخذ تدابير أمنية مشددة في المدينة، لمنع المحتجين من دخول السرايا ‏مجددا حيث دخل إلى ساحة النور بعد إفراغها من المحتجين وتراجعهم نحو الأحياء الداخلية. ‏كما أفيد ان الجيش أوقف 17 شخصا قاموا بأعمال الشغب والاعتداء على السرايا‎.‎

‎ ‎وتزامنا مع الاحتجاجات المتجددة في طرابلس قطع محتجون طرقا في مجدل عنجر البقاع ‏وفي ساحة صيدا، كذلك طريق جسر الرينغ في وسط بيروت تضامناً مع احد الناشطين ‏الذي جرى توقيفه كما تم اقفال تقاطع الصيفي في بيروت تضامناً مع الناشط‎

Leave A Reply