كتب الإعلامي عباس عيسى
تيمور غوكسيل، شخصية شكلت جزءا” من مشهد الجنوب امتدادا الى الوطن كله، كان فيها الناطق باسم القوات الدولية في قلب اللعبة، وجبل النار الذي عاشه الجنوب لأكثر من عقدين من الزمن، يومها كان داتا الأحداث والصندوق الأسود بيد هذا الرجل التركي الأصل الذي عاش وسط اللهيب، وكان الشاهد الأكبر على عدوانية” اسرائيل ” وجرائمها.. كنا ما زلنا صحفيين نلتقيه ونلمس هذا الحب للجنوب والوطن، حب دفعه لأن يبقى فيه، من شاهد على الأحداث الى مدرِّس جامعي الى راحل أغلق باب العمر وراءه ومضى ..عن ذلك يقول ابنه أمير في نعيه: “اعتبر ابي لبنان وطنه وقضى فيه أفضل سنوات عمره دون ندم”وقد اسمى ابنته زينب.
غوكسيل أعجب بتجربة المقاومة، وانتفاضات القرى ، ولا زلت اذكر كلماته كشهادة قدمها بحق حركة أمل وأهل الجنوب.. وقف غوكسيل في مركز باسل الأسد – صور ليقول: “أول كلمة سمعتها هنا ،حركة أمل اول قيادي مقاوم سمعت عنه محمد سعد وأول شخصية جنوبية تعرّفت اليها وتعاونت معها كان الشهيد القائد داوود داوود.. ويتحدث غوكسيل مخاطبا الحركيين : عرفتكم أسياد هذه الأرض، ومقاوميها، في معركة وأخواتها ، لم تكن المقاومة الشعبية بحاجة الى جهاز اعلامي فاعل ،كان نداء الله أكبر في الجوامع لغة التواصل ومكتب الاعلام للمقاومين كي يستعدوا للمواجهة”
ولا شك أنه كان لهذا الرجل مكانة كبرى في قلب الأخ الرئيس نبيه بري وثقة وصداقة استثمرت لصالح الجنوب والوطن ..
لقد قال غوكسيل الكثير أيضا وهو الذي عاش في مكتب متواضع في شارع السنغال- صور ليعود وينتقل الى قيادة الناقورة، ثم يمضي حاملا هذا السر الكبير في منطقة كانت من أكثر المناطق سخونة في العالم..ويترك هذا الحب الكبير لرجل عاش مرارات الجنوب وانتصاراته وغادرنا اليوم تاركا الجنوب يتنفس بحرية فيما هو يودّع النفس الأخير!!