خاص ـ صوت الفرح
يروي شقيق المتوفي أحمد كعور مأساة كل لبناني يُذلّ ألف مرة ويتوسل هنا وهناك.. لا رحمة ولا رأفة.. يتعرّض للضغوطات والإستغلال في أحرج اللحظات حتى يحظى بالعناية لأحبائه قبل أن يفقدهم..
حادثة وقعت منذ أيام وبطلها طبيب في احدى مستشفيات صور.. قَهَرَ عائلة مصاب بفيروس كورونا (كعور) حيث لم يجد المريض سريراً متاحاً في احدى غرف المستشفى ليتحمّل مشقّة طريقٍ طويل من صور الى البقاع.. هُناك وُجد السرير ولكن فُقد المريض.
يومٌ مرعب لا يوصف، كما شرحه شقيقه لموقع صوت الفرح.. فبين صخب الأحداث وتوتر الأجواء يظهر لهم طبيب لا ليخفف عنهم بل ليزيد الطين بلة ويطالبهم بمبلغ من المال وهم يبحثون عن النفَس.. يفرض عليهم الشروط قبل أخذ المريض عبر سيارة الاسعاف في لحظة حرجةٍ عند ساعات الفجر الأولى حيث كان أهل الفقيد ليوافقوا على أقساها من أجل بقاء مريضهم بخير.. لكن القدر حكم وأسلم المريض الروح على الطريق قبل أن يصل إلى النفس الإصطناعي الذي ينتظره في البقاع.
نعم، إنها المذلة بحد ذاتها.. بل لحظة اغتنام الفرص والتضييق على المواطنين حتى اخر نفس.. صرخة وجعٍ وفاجعة قد لا تكون الأولى ولكن عسى أن تكون الأخيرة، فمنطقة صور تعاني الأمرّين بغياب عناية الدولة.. ومن إهمال الى لامبالاة.. يبقى المواطن تائهاً بين الأقدام لا يعرف ما ينتظره من مصير.
وفي تواصلنا مع المستشفى المعني، أفِدنا بأن المريض كان بحاجة الى ممرض أو طبيب لمرافقته الى البقاع، فما كان من أحد الممرضين إلا أن اقترح عليهم اسم ممرض كان خارج الخدمة وطلب من العائلة مبلغاً من المال لمرافقتهم، فيما تواصلت المستشفى لاحقاً مع أهل المتوفي معزيةً وموضحة الإلتباس الذي حدث.