أكد مدير كليّة الإعلام – الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانية، والمسؤول الإعلامي المركزي في حركة أمل الدكتور رامي نجم، أن نموذج الإعلام اللبناني الذي كان موجوداً بدفع إقتصادي سياسي عربي لم يعد يقدم النتيجة المطلوبة منه، حيث كان هناك أنظمة عربية تدعم الإعلام اللبناني بمختلف أطيافه، وذلك بهدف التعبير عن مواقفها من خلاله، خاصة وأن الإعلام في لبنان ديمقراطي بعكس باقي الدول العربية، ولكن هذا النموذج لم يعد يناسب الممولين بعد أن وصلنا إلى مرحلة فيها إختلاف في المقاربات السياسية، فلم يعد يفيد الإعلام الرمادي وصار لهذه الدول وسائلها الإعلامية الصريحة، وبالتالي تراجع دور لبنان كمساحة للحرية وبدأت الأزمات في المؤسسات الإعلامية تكبر.
وفي حديث لبرنامج “أحاديث بيروت” على قناة اليوم، أشار نجم إلى أنَّ الثقة بشكل عام تدنت، ونظرية المؤامرة طغت على المجتمع عبر إنتشار المعلومات المغلوطة، فكيف يمكن الثقة بوسائل الإعلام من قبل الشعب، خاصة أنه في لبنان ممنوع على وسائل الإعلام غير التابعة سياسيا أن تستمر أو تقدم أي منتج والدليل على ذلك تلفزيون لبنان.
وإعتبر نجم أن سطوة الإعلام التقليدي على الناس تراجعت بنسبة معينة مع دخول وسائل الإعلام الحديثة الفضاء العالمي، هذا التراجع لم يلغ دور الإعلام التقليدي ولم يعط وسائل الإعلام الحديثة كل الأفضلية، بالرغم من أنها سهلت على الفرد تلقي المعلومة لكنها تعاني من أزمة ثقة، فتبقى الوسائل التقليدية أكثر مصداقية، رغم ان الوسائل الحديثة تمنح المتلقي كمية أكبر من الأخبار. الصحيفة الورقية موجودة في الشكل أما نسبة المبيعات والإشتراكات فتراجعت بشكل كبير، وبقيت محصورة بالنقابات والدور الذي تؤديه، ويمكننا القول أن الصحافة الورقية باتت غير موجودة.
نجم كشف أنه “يوميا هناك عشرات العلم والخبر تُعطى وهناك حوالي ألف موقع إخباري في لبنان، وهو رقم كبير جداً”. مؤكدا أن “قانون الإعلام الحديث أمر ضروري جدا للبنان اليوم والقوانين التقليدية لا تعالج أمور الإعلام الرقمي”.
من ناحية أخرى، رأى نجم أنه “في حراك 17 تشرين 2019، إختار الناس النزول إلى الشارع للتعبير عن وجعهم وهناك من إستثمر هذا الأمر وغير مسار “الإنتفاضة”، وهنا برز دور وسائل الإعلام التي أدت دورا سلبيا حينها، وكان هناك مبالغة بالتغطية وقد فرضت شروط التمويل هذا التفصيل، حيث كان هناك إنتقائية بالنقل”.
وفي ما يخص أزمة إنتشار فيروس كورونا، قال نجم “كان هناك سوء إدارة للأزمة من قبل الإعلام اللبناني، ومن ناحية أخرى لم يتحمل الشعب اللبناني المسؤولية كما يجب، ولم يقدّم المصلحة العامة على الخاصة. والإعلامي ليس عليه أن يعطي عظة للناس ولكن يجب عليه تبيان المأساة الحقيقية”.
أما عن وضع الإعلام الحالي والمستقبلي، فقد أوضح نجم “أننا بإنتظار تغير إقتصادي إيجابي، خاصة بعد أن قرر الرئيس الأميركي جو بايدن وقف تمويل الحرب على اليمن مما يدل أنه سيكون هناك تغيرات في المنطقة، تنعكس تخفيف ضغوط وعقوبات على لبنان، وتنظيم الواقع الإقتصادي والسياسي في البلد، والذي سينعكس حكما على كل القطاعات منها الإعلام، وإذا بدأنا بمسار الخروج من الأزمة، يبدأ الإعلام إلى حدٍ ما بإعادة لملمة شتاته، ومن الممكن أن نشهد دمج أو إقفال، سيكون هناك تطورات، ولن يعود الإعلام كما كان”.