من الصعب جداً أن نفهم الانسان الباحث عن السلام والهدوء وسط الزحام , وسط الكم الكبير من الناس والفوضى (أوشو)
في زمن الخوف والهروب من الذات، وفي أوقات الضياع الذي يُخيّم على مجتمعنا ، تبقى نافذة الحياة مفتوحة ، تُشرق منها الشمس لتروي حكاية شابٍ مثقّف من بلدتي أنصار ، اسمه *(محمد رعد)* أراد أن يكون مختلفاً عن غيره دون عطفٍ وميل، كتب أول الغيث رسالة الأيام في فصلٍ جديد فيه الكثير من الدفء أَسْمَاهُ *(و حرف عطف)*.
إنطلق محمد من تقوى النفس التي ألهمها إيمانها دون الفجور راسماً رسالة الحياة والأمل والحب والهدوء وسط الزحام ، بعد ما أدرك أنّنا في هذا الوجود لأجل شيءٍ لا لأجل العدم ، وبعدما قطع مسافاتِ المدينة الغريبة عن فِطرَتِه وصل إلى نقطة الصفر الأول للإنطلاق ، فأعطف على عقله شيئاً من الواو و أحرف الجر ، ليَجرّ إلى النفوس الضائعة شيئاً من أمنياتها.
أراد محمد رعد بواو عطفه أن لا ينجو لوحده ، فَضَمَّ معه كل أروقة المدينة وروادها !!! خرج من العزلة الكونية بعدما رسم علامات الاستفهام و إشارات التعجّب ، استخدم حينها ما يملك من أدوات واكتشف أنّ الأجدى تخفيف سرعة الرياح العاتية ، حتى لا تنكشف الأوراق فتضيع بينها الكلمات وكل الأدوات .
استخدم معطياتٍ جديدة لم تكن قد تعوّدت عليها المدينة ، إنّها الأمنيات والأحلام ، وهنا لم يعد يؤمن بالمستحيل الذي رآه كذبة كبيرة تريح النفوس من خوفها ، وعاد محمد يكتب من جديد بدون نرجسيّة ووحدة ، ممسكاً موسيقى الفجر يبحث عن بقايا ضياع وعدة أسئلة ويكون هو كما أراد لا كما يُريدون ، يحمل معه عطف الكلام لكل إنسان يريد أن يكون في الوسط على هامش الحياة ، لم يهرب محمد من خيبات الأمل بل صنع منها أغنية لمستقبله وأخرَج البياض من عينيه متمسكاً بالإيمان الذي لا يفهمه المؤمنون.
أحبّ الكاتب الشاب محمد رعد أن يهدي جمالية مشاعره وأحاسيسه ضمن لوحةٍ فنيةٍ للآخرين ، لأنّه يؤمن بكلمة الحياة ، كما إنه يمتلك أحاسيس أظنّ بدون مجاملة أنها تُغيّر مسار القلوب الحزينة و تقلع الشوك من النفوس الكئيبة.
في النصف الآخر من كلماته حيث الخاتمة بدأ يفكك شيفرا الداخل المخزون قبل فوات الأوان وضياع المواسم ويباس الأرض ، بعدما تأكّد أنّه خرج من صومعته الى الكون الفسيح ولم يعد يهرول بين أزقة المدينة و يسمع صدى صوته فقط ، بل أصبح الآن قادراً على سماع أصوات الجميع من خلال حرف العطف الذي أوصله إلى كل القلوب.
بعدما بعثر محمد خواطره حباً، أخذ شيئاً من أحرف نزار قباني محاولاً الوصول إلى قلبِ الحبيب تاركاً خلفه كل أنواع العتاب مكتفياً بالتسلل الى زاوية البطين والأذين ، خارجاً من أسر النفس ليحيا كما يريد أن يكون متمسكاً بالحرية والراحة والإطمئنان مؤكداً أنه إنسان مع الله.
إنها تجربة جديدة مع شاب يستحق أن يقدر في زمن ضاع فيه طموح الشباب ، لذلك أقول لك يا صديق الخيال إبقَ كما أنت إسأل كما تشاء !! حاور من تشاء … لا تخاف الخوض بتفاصيل الأشياء !! فالحوار أساس المعرفة وأسهل الطرق للإيمان .
إبقَ كما أنت … كما ترى نفسك … إنسان حر يحاول فهم الأفكار ، موفق في حروفك على أمل أن تكتب باقي أبجدية الإنسان بريشة الأمل والحب والحياة .
*بقلم الشيخ ربيع قبيسي*
*مدينة صور (زمن الكورونا)*
٨/٢/٢٠٢١