كنا ننشد قصتنا للريح لعله يشد وثاقنا نحو الغيم فتنقشع رؤيتنا بمهل زمنية ليسقط فيها الفقر والمرض والجوع وترتقي” النعمتان المجهولتان” لنشيح بنظرنا نحو القمر بمولوده الجديد: “نورا وبردا وسلاما”. أتانا الريح بصوت البرق والرعد وكان قاسيا في محو التمني وخذلنا مرغمين. ان آياتنا صلاة لاستدراك الوحشة ؛ وهي بالتالي صدى قوي تأنس لها تواشيح الترنيم؛ ويستسيغ الجرس المريمي ذكرها ويطمئن اليها، فتتمجد ملائكته من المصطلحات الذهبية الراقية.
هي محط الأمم في سورتها وسواسيتها وقوة حبكها وجبلة سبكها والمعنى المحمدي في قراءة أبجديتها، اما الثواب والعقاب فيتداولان مهمة التغيير التي لا تطبع نفسها بصمت مع مراعاة عدم اثارة ضجيج ولا صخب ؛ وليست اوهام معلقة على صليب النفس الحالمة الفاقدة لشهية الإيمان بمعناه الحقيقي ولا المحجوبة عن مستحقيها من اهل الدين والدنيا.
ان الذهاب باتجاه تبني ارادة الفكر الانساني ؛ كمن يرتقي بوضوئه مرة اخرى لانه يدرك ان من زوده بالماء ليس بئرا صحراويا، وان العطش المدوي العميق لن يكون الا مع الحسين؛ لان قدومنا اليكم كالنخيل يغطي واحة تحلم بالري المستدام. اما بعد يا احبتي ؛ يا انزه البشر واكثرهم صدقا وامانة ؛ فاننا نطمع لكم دائما في ثوب الملائكة رغم ان الخطأ وارد. ولن نسمح لأحد حتى التخيل عندها ان ثمة شياطين عادت من الباطن ، تريد خطف دور في المخاض الأليم ، التشظي في الحرام المنصهر في معدنها المحفور في داخلها.
واستعيد عيوني الغارقة في نوركم بالتوجه لعملاق مكانتكم ؛ انتم يا عشاق الوحدة النائمين على الجرح ، نعاهد انفسنا امام الله ان لا طيب من دون رفقتكم واخوتكم شرط ان يكون الرفق ملازما لها. نعمل ونرغب في ان نستجدي عطفكم الصادق لانكم الوريد لن يلحقه أذى ولا ضرر وصمام القلب المنحاز الى صدر الوطن. لكن شراكة احتفالية في الابتسامة قد تدوم طويلا، فإلى لقاء من دون عتب ولوم، ولنسقط كل من تؤول به نفسه الى تلاوينه السوداء التي لا طعم لها سوى الانتحار، لكنا نحب لكم الحياة.
فلا ارحب من مساحة أمل…