السبت, نوفمبر 23
Banner

تصعيد حاد وروسيا تستعجل ايضاً “حكومة مهمّة‎”‎

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : ‎مع ان حماوة السجالات وتصاعدها المحموم عبر البيانات التقليدية او من خلال وسائل ‏التواصل الاجتماعي قد لا يشكل المؤشر الكافي والحاسم لبوصلة الاتجاهات التي ستسلكها ‏الازمة السياسية الحكومية، فإن مستوى الاحتدام الذي طبع تصعيد الحرب الإعلامية امس ‏بين بعبدا وبيت الوسط، رسم افقاً شديد القتامة حيال دوامة الاستعصاء التي تحكم حصارها ‏على الازمة الحكومية. ومع انه بدا لافتاً ان تغيب القنوات “الرسمية” المناط بها التحدث ‏باسم الجهات المعنية في هذه المعركة الحامية الوطيس، فان انخراط مستشار رئيس ‏الجمهورية الوزير السابق سليم #جريصاتي في سجال حاد للغاية مع “تيار المستقبل” ‏اكتسب دلالة لجهة تصعيد النبرة المتبادلة في وقت لم ينخرط المكتب الإعلامي لرئاسة ‏الجمهورية في السجال بعدما كان اصدر بعد ظهر الاحد بيانا مقتضبا وسط معلومات عن ‏تعيينات جديدة في قصر بعبدا. هذا الامر أوحى بأن مسار التصعيد يبدو كأنه ماض بلا افق ‏زمني نظراً لاعتبارات عدة شكلت في مجموعها نقاطا داخلية وخارجية متقدمة لمصلحة ‏تقوية موقف رئيس الحكومة المكلف سعد #الحريري وساهمت تاليا في احراج موقف بعبدا ‏بعدما اعتمد الحريري في خطاب الرابع عشر من شباط المكاشفة الكاملة حيال مجريات ‏اجتماعاته الـ15 مع رئيس الجمهورية ميشال عون. ولعلّ ابرز النقاط المتقدمة هذه كما ‏تبرزها أوساط معنية بخلفيات ما جرى في الساعات الاخيرة ان الحريري يبدو واثقاً من ‏حصوله على دعم خارجي عربي وغربي متنام في الإعداد لتشكيلة حكومة وبرنامج لها ‏يستجيبان لمعايير بات يجمع عليها المجتمع الدولي بل يشترطها كممر اجباري للحصول على ‏الدعم الدولي للبنان. كما ان المناخات السياسية والشعبية الداخلية في معظمها باتت ‏تشكل ادانة لتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة وهو تعطيل فاقد الحجج الموضوعية الذي ‏يطبع موقف العهد وتياره السياسي اذ باستثناء الموقف الملتبس لـ”حزب الله” من هذا ‏التعطيل، فان مواقف أكثرية القوى الداخلية باتت تشكل واقعيا دائرة عزلة سياسية للعهد ‏في مضيّه في التعطيل لحسابات فئوية وشخصية معروفة‎.‎

وعلمت “النهار”امس انه على جدول أعمال الرئيس الحريري تحضيرات مكثّفة لمتابعة ‏الجولة التي كان بدأها في الأسابيع الماضية وزار خلالها عدداً من الدول الشقيقة ‏والصديقة. ويتضمّن الجدول محطّات جديدة مرتقبة في أكثر من دولة عربيّة ودوليّة يعتزم ‏الحريري زيارتها في المرحلة المقبلة، فيما يبقى الاعلان عن مواعيد الزيارات والأطر ‏التنظيمية رهناً بالوقت المناسب‎.‎

من جهته يعبر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن عدم ارتياحه الى مسار اتجاهات التعثر في ‏عرقلة #تأليف الحكومة. ويعتقد ان فرص الاختراق الحكومي تتضاءل وانه على الرئيس ‏الفرنسي ايمانويل ماكرون ان “يتدخل استثنائيا وفورا اليوم وليس غدا والا فان البلد يتجه ‏نحو المجهول”. ويحذر بري من التراشق المفتوح بين الرئاسة الأولى والرئيس المكلف سعد ‏الحريري ويرفض الدخول في معمعته ويقول ان ما يهمه هو ان اللبنانيين ينتظرون سماع ‏جملة واحدة “صدرت مراسيم تأليف الحكومة‎”.‎

الدخول الروسي

اما العامل اللافت الذي طرأ امس على محور المواقف الخارجية من الازمة فبرز من خلال ‏دخول روسي مباشر على خط الازمة سواء من جانبها السياسي او من الجانب المتصل ‏بمساعدة لبنان في مكافحته لجائحة كورونا. والبارز في هذا السياق ان الاتصالات الروسية ‏مع بيروت بدت كأنها تدفع في اتجاه التحفيز على تشكيل “حكومة مهمة” بما يتيح تنفيذ ‏‏#المبادرة الفرنسية وليس منافستها خلافا لبعض الانطباعات والإيحاءات السياسية الداخلية. ‏وبرز ذلك بوضوح من خلال البيان الرسمي الذي أعلنته وزارة الخارجية الروسية كاشفة فيه ‏عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس المكلف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق ‏الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل #بوغدانوف. وأشارت الى ‏‏”الحديث خلال الاتصال تناول مسألة الازمة الاجتماعية والسياسية التي يمر بها لبنان حيث ‏جرى التشديد على ضرورة التشكيل السريع لحكومة مهمة برئاسة سعد الحريري الحائز ‏اغلبية الاصوات في البرلمان وكذلك التكليف من رئيس لبنان ميشال عون. كما تناول ‏الطرفان مسألة مساعدة الجانب الروسي للبنان في مكافحة مرض كورونا بما في ذلك ‏ارسال دفعة لقاحات الى بيروت‎”.‎

كذلك تلقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط اتصالاً من بوغدانوف، وأفاد ‏الحزب الاشتراكي انه جرى عرض مختلف الأوضاع العامة وضرورة الاسراع في تشكيل ‏الحكومة اللبنانية، وأهمية مبادرة روسيا للمساعدة في هذا المجال وتواصلها مع الأطراف ‏المؤثرة بما يساعد في تخطي العراقيل المصطنعة التي تعطل الولادة الحكومية. وقد وجّه ‏بوغدانوف دعوة لزيارة موسكو إلى جنبلاط الذي وعد بتلبيتها حال تلقّيه التطعيم الخاص ‏بوباء الكورونا وتوفر الظروف الصحية المناسبة‎.‎

اشتعال

في غضون ذلك وغداة مواقف الرئيس الحريري في خطابه الاحد الماضي وعشية إلقاء ‏الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله كلمة اليوم يتناول فيها التطورات والازمة ‏الحكومية اشتعلت السجالات الحادة بين بعبدا و”التيار الوطني الحر” من جهة وتيار ‏‏”المستقبل” من جهة مقابلة. وبادر مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم ‏جريصاتي الى اصدار بيان هجومي على الحريري معتبرا “ان خطابه تميز بخفة لا متناهية، ‏وقد تكون غير محتملة، لولا إشارته التي لا تخلو من الخطورة المشددة بشأن “وقف العد”. ‏إلى الرئيس المكلف أقول، لا وألف لا، لست أنت أو سواك من أوقف أو يوقف العد، ذلك أن ‏ضمانة من هذا النوع هي من الميثاق والدستور… إن “وقف العد” هو ميثاقي بامتياز ‏وضمانته هو الميثاق، وليس لأحد أن يمنن النصارى بأنه ضمانتهم، وضمانة وجودهم ‏ودورهم في هذا اللبنان الذي نعيش في رحابه مع سائر المكونات الطوائفية‎.”‎

وجاء الردّ عبر “مستقبل ويب” على شكل مقال، وصف جريصاتي بـ”المفتي الدستوري ‏لعهد العماد ميشال عون، والمفتن السياسي منذ ايام الوصاية السورية”. فرد جريصاتي ‏قائلا: “لن أرد على شتامي المستقبل ويب وأسيادهم وأبواقهم، وكنتُ آمل بنقاش رصين. ‏يبقى أنهم يزعمون أنهم أوقفوا العد فيما أنهم جنّسوا العدد، وأنهم أصحاب الإعتدال فيما ‏أنهم حبسوا مشروع قانون الزواج المدني الإختياري الذي أقره مجلس الوزراء‎.”‎

تعيينات الرئيس ؟

الى ذلك علمت “النهار” أن الرئيس عون أجرى سلسة واسعة من التعيينات الجديدة ضمن ‏سياق فريق استشاري خاص، لتسلم ملفات عامة عديدة، وبدت أشبه بحكومة مصغرّة . وقد ‏عيّن امس #أنطوان قسطنطين، مستشار رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ‏كمستشار إعلامي وسياسي للرئيس عون، على أن تعلن الأسماء الأخرى تباعاً. وذكر أن هذه ‏التعيينات لن تمس بموظفي القصر بحيث سيبقى الزميل رفيق شلالا المسؤول الإعلامي ‏إنما ما يجري العمل عليه هو فريق خاص برئيس الجمهورية‎.‎

Leave A Reply