الأربعاء, يوليو 3

بعد شهقة الموت والوفاة.. محمود الأمين عاد للحياة

تحقيق زينب الأشقر
تحرير فاطمة شعيتو

دون سابق إنذار وعلى غفلة وقع الشاب محمود الأمين ابن الخامسة والعشرين عاماً على الأرض وشهق شهقة الموت عند باب منزله، تم اسعافه وهو في الطريق شهق الشهقة الثانية لتسّلم عائلته التي تشاهد حقيقة ما يجري لخبر وفاته قبل سماعها من لسان الأطباء.

وصل محمود الى طوارىء مستشفى علاء الدين والكل أصبح على يقين من النتيجة لكن بصيص الأمل يبقى وارد في باطن أذهان محبيه علّ معجزة تمسح على روح ولدهم وتعيده إليهم.

وقف والد الشاب أمين الأمين وهو في حيرة من أمره ليسمع ما يرفض عقله تقبله، وإذ بالطبيب يعلمه أن قلب ابنه توقف والنفس مقطوع لكن سيتم إجراء اسعافات احتياطية لإعطاء الشاب فرصة قبل انقضاء النصف ساعة الإحترازية لعودة نبض قلب مريض والتي بعدها يصبح مستحيلاً على القلب أن ينبض مجدداً، وقد بدأ الأطباء عملهم إلى أن سمع الأب عبارة “الشاب فصل” وما هي إلّا لحظات حتى سمع من جديد قول أحدهم “حرّك إيدو” الأمر الذي جعله ينتظر والقلق يغلب على طباعه فحقيقة ما يجري على بعد دقائق من الوضوح.

ها هو الطبيب يتقدم منه ليخبره أن العناية الإلهية تدخلت لتنقذ إبنه من وضع محتوم فالقلب عاد ينبض من جديد وابنه عاد للحياة.

وفي مقابلة لموقع صوت الفرح مع الدكتور علي علاء الدين اختصاص تخدير وإنعاش وعناية فائقة والمسؤول عن العناية الفائقة في مستشفى علاء الدين أخبرنا أن المريض وصل الى الطوارىء وتبدو عليه حالة الوفاة واضحة، فهناك توقف في القلب ولا يوجد نبض ولا نفس وحسب الشكل واللون وتوسع بؤبؤ العين بشكل لافت ووجود رائحة معينة يميزها الأطباء، يظهر من هذه العلامات جميعها أنه قد فارق الحياة منذ بعض الوقت.

وأكمل: في هذه الحالة قمنا بوضع الأنابيب وغيرها من أجل عملية الإنعاش، تواصلنا في هذا الوقت مع العائلة لمعرفة سبب الحالة وإذا ما كان يأخذ المريض أدوية لنقيّم إذا ما حدثت له مضاعفات وغيرها مع الإستفسار عن الوقت الذي أخذه الشاب حتى وصل الى المستشفى والتي قُدّرت بـ 10 دقائق.

وتابع: “لقد وجدنا شاباً في مقتبل العمر وهو على شفير الموت إن لم يكن ميتاً في الأصل وأردنا إعطاؤه الفرصة قدر المستطاع عسى أن يكون الأمل موجوداً وبدأنا بالإنعاش لمدة ربع ساعة ولاحظنا وجود “خربطة” في ضربات القلب عندها بدأنا بالصدمات الكهربائية الى أن شعرنا بوجود النبض وعاد لون المريض الى طبيعته كما عاد بؤبؤ العين الى وضعه الطبيعي وبدأ بتحريك يديه أي تجاوب معنا تماماً”.

وهنا تم أخذ الإجراءات اللازمة خوفاً من أية مضاعفات وقد فحصه طبيب القلب الدكتور علي فاضل وفي اليوم التالي أُجري له تمييل وكانت الفحوصات نظيفة، ثم تم إزالة جهاز التنفس الإصطناعي ووُضع الشاب في غرفة عادية ليتعافى تماماً، فجسمه أصبح في حالة إرتخاء وبحاجة لعلاج فيزيائي ومتابعة لكن الخطر قد زال بعد التأكد من سلامة وعيه وإدراكه وقدرته على تناول الطعام دون مواجهة صعوبة في البلع وهو الأمر الأهم للتأكد من أنه لم يتأثر من الحادثة، ويوماً بعد يوم أخذ محمود بالتحسن بشكل إيجابي وبدأ يتفاعل مع الأسئلة ويجاوب عليها وإن كان بشكل بسيط مبدئياً.

هذه الصدمة التي أعادت الحياة ليس فقط للشاب محمود بل لكل عائلته تركت عبرة كبيرة للجميع، وما قاله الوالد في الختام أنه كتب لإبنه عمر جديد واليوم أصبح عمر محمود ستة أيام.

Leave A Reply