في أجواء أعادت الجمهور الحاشد الى أعماق العصور العربية القديمة.. وفي مهرجان فريد من نوعه ومضمونه وحضوره وتنظيمه.. وعلى أنغام القوافي والتألق والسحر والإبداع.. وضمن فعاليات الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس صوت الفرح، أقامت جمعية الفرح الإعلامية الإجتماعية مهرجانها المنتظر “سوق عكاظ” وتكريما للشاعر اللبناني والعربي الكبير الدكتور محمد علي شمس الدين الكبير, رعى الحفل وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ الياس بو صعب ممثلاً برئيس المنطقة التربوية الأستاذ باسم عباس، وبالتعاون مع بلدية صور وجريدة الأخبار في مركز باسل الأسد الثقافي.
حضر المهرجان إلى جانب ممثل وزير التربية ورئيس جمعية الفرح السيد علوان شرف الدين وأعضاء الجمعية، المدير العام في رئاسة مجلس النواب القاضي عرفات شمس الدين، قائمقام صور الأستاذ حسن عيديبي، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله ممثلاً بفضيلة الشيخ ربيع قبيسي، رئيس إتحاد بلديات قضاء صور السيد عبد المحسن الحسيني، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، قائد جنوب قطاع الليطاني في الجيش اللبناني العميد شربل بو خليل ممثلاً بالعقيد عباس زمط، ممثل المطران جورج بقعوني، رئيس مركز الضمان الإجتماعي في صور الأستاذ صلاح أمون، مدير مؤسسة شمس الدين للصيرفة الشيخ بلال شمس الدين على رأس وفد من الشركة، رئيس تجمع أطباء أسنان قضاء صور الدكتور حسن علول، ممثلون عن حركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الإجتماعي، فضيلة الشيخ علي حب الله، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الحاج أبو سامر موسى، ممثل حركة حماس المسؤول الإعلامي محمود طه، المسؤول التربوي لإقليم جبل عامل في حركة أمل مصطفى الراعي، مدراء الجامعة الإسلامية وجامعة LGU وجامعة AUCE وجامعة AUT ومدراء مدارس صور ومنطقتها والهيئات التعليمية، ووفود مثلت جمعية تجار، ومؤسسات الإمام الصدر، ولجنة شؤون المرأة في حركة أمل، وحشد من الفعاليات الإجتماعية والتربوية والثقافية والبلدية والإختيارية والنقابية والصحية والكشفية والإعلامية وأهالي الطلاب.
بعد النشيدين الوطني اللبناني وصوت الفرح، عرّف الزميل هادي مكنّا ليبدأ العرض التكريمي للشاعر شمس الدين الذي تحدث متفاجئا بالتقرير المصوّر الذي قدمته صوت الفرح وبالتكريم المميز، معتبراً أنه تحية من القلب وتكريم حقيقي من الأصدقاء، لذلك وجه شديد الامتنان لهذه اللفتة الرائعة، وقال ” أن أية محاولة نقوم بها لنعيد الصوت الى صفائه وطهره، هي سعي لتنقية الاسم العربي والصوت العربي الجريح من أدرانه “.
وأكمل: “من المفرح حقاً أن تقوم هيئات من المجتمع المدني والثقافي في هذا الجنوب اللبناني مثل جمعية الفرح وبلدية صور بإحياء الفرح بالشعر في مدينة صور، إذ احتفلوا بروح الشعر العربي وروح العروبة والقومية واللغة تكريما له ولي وللشعر في المطلق”.
وختم بقوله ” أن الشعر لم يعد عرساً إلا في الجنوب والحكم العالم لم يعد موجوداً إلا في الجنوب واليوم في هذا الحفل يشرف حكام نابغون مثل الشاعر الأصيل فاروق شويخ والشاعرين الدكتور علي نسر والأستاذ داود مهنا، كما يوجد إحياء جدي لأصالة الشعر الحقيقي وفيه امتداد تربوي لوضع الشعر على السكة من جديد “.
ثم كانت كلمة ممثل وزير التربية رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الأستاذ باسم عباس قال فيها: ” في هذا اليوم الجميل تجتمع عناوين ثقافية، ابداعية، تربوية ووطنية وهي اليوم العالمي للشعر، احياء التراث العربي الأصيل وسوق عكاظ، ثلاثة عناوين تتكامل راسمة صورة الجنوب الذي كان على مر التاريخ منبعا للشعر الأصيل وللمبدعين الكبار”.
وأكمل أن هناك عنوانا رابعا هو ذكرى الخامس والعشرين لتأسيس صوت الفرح إذ حملت الإذاعة الوطنية بإخلاص قضايا الناس بأفراحهم وأحزانهم، وبكل اعتزاز حملت قضية فلسطين بالمستوى ذاته الذي حملت فيه قضية الجنوب والمقاومة.
وأضاف في تكريم الشاعر شمس الدين ” هذا الرجل صديقي منذ أكثر من ثلاثين سنة، أعتز به إذ من أصابعه تتدلى عناقيد شعر معتق” ، لافتا الى أنه في يوم الشعر العالمي فقد سجل لجمعية الفرح هذا العمل الذي بادرت فيه الى تكريم الشاعر الذي أصبح عالميا وظل يعتز بانتمائه الى الجنوب.
وأشار الى شعوره بالمرارة حينما يرى التاريخ يدنس لتبقى أمة بلا تاريخ، لذلك يطالب بتدريس تجربة المقاومة بكل تفاصيلها وفي جميع محطاتها المضيئة، وأكمل متسائلاً: ” لما لا نبدأ عملية انهاض التعليم الرسمي، أوليس باستطاعتنا ترك بصمات تربوية تحفر عميقاً في نفوس الأجيال القادمة ؟ وإلى متى ستبقى حصة التربية في الموازنة العامة متدنية الى هذا الحد المريب ؟ لما لا يتم وضع استراتيجيات لتقوية التعليم بجميع مراحله أو الاستعانة بآراء تربوية لا تتأثر بأي حس طائفي أو مذهبي؟ لما لا تتضافر الجهود في ايجاد السبل لاستثمار الطاقات البشرية الخلاقة لتأتي عملية انهاض تربوي في اطار خطة وطنية شاملة ؟ أليس غريبا أن تبقى الرباطات على سلسلة الرتب والرواتب طيلة هذه السنوا ت؟” مؤكدا حق المعلم والموظف الاداري في العيش بكرامة وعنفوان.
وختم بقوله أن هذا النشاط ماهو إلا مثال حي على صنع الأجيال من خلال الإضاءة على قدرات التلميذ والأخذ بيده، وبالتالي يلتقي الحبر واللون والدم لرسم لوحة تتجلى فيها صورة الإبداع والمقاومة وعظمة الإنسان.
بعدها تم تقديم لجنة الحكم التي ضمت الأساتذة الشاعر فاروق شويخ والدكتور علي نسر والشاعر داود مهنا الذين اعطوا الملاحظات قبل بدء المباراة, ليتوج المهرجان بمشاركة اثنتي عشر مدرسة لصعوبة المنافسة التي اتسمت بالتحدي القوي والحماسي، وقد أبدع الجميع بإلقائهم المتميز، إذ خاضوا مواجهة ثنائية على ستة مراحل تأهل منها ست فرق ليخوضوا بعدها ثلاث مراحل تأهلت فيها مدرستان لتحسم النهاية بفوز فريق أبدع فحصد نتيجة تليق بقدراته، فحصدت متوسطة صور الرسمية للبنات المرتبة الأولى بالمتباريتين رزان حمزة ونور وهبي ، فيما احتلت مدرسة الأمجاد المركز الثاني بالمتباريتين سارة سقلاوي وغدير هاشم ، وحصدت مدرسة الليسة حناويه المركز الثالث بالمتباريتين هديل مديحلي وبتول مرتضى ، فكان جميع المشاركين فائزين.
وفي الختام تم توزيع الشهادات التقديرية والهدايا حيث كانت الجائزتان النقديتان الأولى والثانية تقدمة مؤسسة شمس الدين للصيرفة بشخص رئيسها الشيخ بلال شمس الدين، ومنحة جامعية للرابح الأول تقدمة الجامعة الإسلامية في لبنان بشخص مدير فرع صور الدكتور أنور ترحيني، وجائزة نقدية للمرتبة الثالثة تقدمة الجامعة اللبنانية الألمانية بشخص مدير فرع صور الدكتور حسين نابلسي، وحصل جميع الطلاب المشاركين وبلغ عددهم 22 على ساعات يد قيمة تقدمة مجوهرات جميل خالد.