الجمعة, نوفمبر 22
Banner

اللواء: «كيدية الكهرباء» تحرّك شارع بيروت.. والعهد يبحث عن «مقايضات التأليف»

بات لبنان بحكم تداعي الأزمات المعيشية والحياتية والمالية والنقدية، كأنه تحت تأثير منخفضات سياسية، تتراوح بين احتدام التجاذبات والتهديدات، أو فتور العلاقات، أو ارتفاع الأسعار العالمية، كمثل ارتفاع أسعار النفط، التي رفعت سعر صفيحة البنزين، وسائر المشتقات النفطية، الضرورية في الاستخدام اليومي، أو مثل امتناع شركات إنتاج اللقاحات عن تزويد شركات القطاع الخاص، بما يلزم لمواجهة حاجة لبنان إلى كميات كبيرة من اللقاحات مع عودة ارتفاع اعداد الإصابات بالفايروس إلى 3513 إصابة و62 حالة وفاة حسب تقرير وزارة الصحة أمس، عن الـ24 ساعة الماضية، أو حتى اقتراب احتياطي المصرف المركزي من «الخط الأحمر» القاتل، الأمر الذي انعكس سلباً على تمويل مؤسسات الكهرباء «بالعملة الخضراء» لشراء ما يلزم من فيول أو الاستمرار بالتعاقد مع الشركات العالمية للصيانة والتكرير والتشغيل، الأمر الذي انعكس تقنيناً قاسياً، طال بصورة رئيسية بيروت الإدارية والضواحي، فضلاً عن سائر المحافظات القريبة والبعيدة، على حدّ سواء.

ولاحظت الأوساط البيروتية، التي تولت متابعة خلفيات أو أسباب التقنين الخطير، الذي ضرب العاصمة بيروت بعد ظهر أمس، من دون ان تصدر مؤسسة كهرباء لبنان ما يوضح الأمر.

وإذ تتحدث مصادر عن ان الأسباب لا تتعلق بالاعطال، أو الشبكات أو المحولات، أعربت عن مخاوفها من ان يكون التقنين المفروض على بيروت، بهدف الضغط لإقرار وصرف المبالغ المقررة لشراء الفيول، على الرغم مما هو متاح من العراق، ومعلن عنه لجهة الاستعداد لتوفير الفيول.

وشددت الأوساط ان حاجة بيروت بعد نكبة المرفأ، وسائر النكبات، هي لزيادة ساعات التغذية وتسيير مصالح سكان العاصمة، والمرافق والمصالح، مع العودة إلى إعادة فتح عدد من القطاعات، محذرة من أن سياسة الضغط والاساليب الكيدية، لن تجدي نفعاً، وستؤدي إلى الخروج إلى الشارع، احتجاجاً على عمليات الاذلال والقهر، وضرب عرض الحائط بمصالح النّاس.

وفهم ان مؤسسة كهرباء لبنان تحتاج إلى 1500 مليار ليرة لبنانية من أجل تغطية حاجات معاملها لانتاج الطاقة الكهربائية، من الفيول اويل والمازوت للعام الحالي.

وليلاً، قطع محتجون طريق كورنيش المزرعة – البربير بالحاويات المشتعلة، احتجاجاً على قطع الكهرباء المستمر، وعلى انهيار الأوضاع الاقتصادية، كما قطع شبان على دراجات نارية الطريق عند محطة الضناوي – المصيطبة، كما جرى قطع جزئي على اوتوستراد سليم سلام.

قرار دياب!

وازاء هذه الانهيارات، مع دخول أزمة التأليف الشهر الثالث من السنة الحالية، لم يجد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مناصاً، من اللجوء إلى ما يمكن وصفه بأبسط الإيمان، باصدار قرار يكلف بموجبه وزراء الدفاع والداخلية والمالية والاقتصاد، التشدّد في تطبيق تدابير مكافحة الاحتكار والغش والتلاعب بالأسعار والتهريب، وكأن هذه النقاط التي تقض مضاجع اللبنانيين تحتاج إلى قرار!

الجمود.. والتسريبات

حكومياً، وبعد مرور أيام عدّة على عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت من جولة قادته إلى دولة الإمارات العربية، بقي الجمود سيّد الموقف، وانعدمت إشارات الأمل، في الخروج من الانسداد الحكومي المحكم.. مع تكشف سعي فريق بعبدا (المستشارون والنائب جبران باسيل) وراء مقايضات، للمساهمة في تسهيل عملية التأليف وفقاً للمبادرة الفرنسية.

ولم يخرق جمود ازمة تشكيل الحكومة أي لقاء علني بارز أو مساعي فاعلة للخروج من مأزق التشكيل باستثناء ماتردد من معلومات عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بعيد عودة الحريري من زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تم خلاله التداول بالاوضاع وتبادل وجهات النظر.

ومن المرتقب ان يقوم وفد من كتلة المستقبل النيابية بدءا من اليوم بجولة على المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية، يبداها بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بدار الفتوى وذلك لشرح مواقف الرئيس الحريري وتوجهاته من موضوع التشكيل والعوائق والعراقيل التي تعترض ولادة الحكومة الجديدة، والجهود والمساعي التي يقوم بها مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم لبنان في مواجهة الازمة الحالية.

وعلى صعيد آخر لوحظ ان الخلاف المستفحل بين بكركي وبعبدا جراء تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة والمواقف العالية السقف التي ما ينفك يُعلنها البطريرك الماروني بشارة الراعي والانتقادات الحادة التي يوجهها البطريرك الراعي قد انتقل الى الفاتيكان من خلال الرسالة التي سلمها بالامس وفد من كتلة التيار العوني باسم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى سفير الفاتيكان في لبنان وان لم تؤشر علانية الى الاستياء من مواقف البطريرك تجاه العهد الا أنها حملت في طياتها تجاوزا لدور بكركي ومحاولة مكشوفة للالتفاف على تحركات ومواقف البطريرك ولا سيما دعوته لعقد مؤتمر دولي لانقاذ لبنان وتحييده عن ملف صراعات المنطقة.

وفي حين لم يصدر اي موقف اوتعليق من بكركي عن موضوع رسالة باسيل للفاتيكان الا ان مطلعين على فحوى الرسالة لاحظوا بوضوح انها صيغت باسلوب يجافي حقيقة الأوضاع المتردية جراء تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة وسوء ادارة السلطة من العهد ومسؤوليته المباشرة عن عرقلة تشكيل الحكومة ومحاولة قلب تردي الأوضاع العامة والازمة لتداعيات النزوح السوري واللاجئين الفلسطينيين، والاهم ماورد فيها مايتعلق بحقوق المسيحيين وما يتعرضون له من محاولات للتعدي على ماتبقى من هذه الحقوق والصلاحيات في السلطة وادارات الدولة ككل.

وفهم، حسب أوساط قريبة، ان الرئيس المكلف متمسك بموقفه من حكومة من 18 وزيراً من الاخصائيين، وفقاً للمبادرة الفرنسية، وان كل ما يطرح خلاف ذلك غير صحيح، وان ما تمّ ترويجه أخيراً مشروع مشكلة، وينم عن سوء تقدير وسوء نية.

بكركي: سباق مسيحي إلى الراعي

وتتالى وصول الوفود المسيحية إلى بكركي عشية التحضير لحشد شعبي كبير السبت امام الصرح لدعم مبادرة البطريرك مار بطرس بشارة الراعي، ودعوته إلى عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان، فبعد زيارة وفد القوات اللبنانية الذي أيد عقد مؤتمر دولي، يزور من التيار الوطني الحر بكركي عند العاشرة من صباح اليوم للقاء الراعي، في لقاء هو الثاني خلال أسبوع، للإيحاء بأن لا خلاف بين الطرفين، وربما بناءً على رغبة بابوية.

وكشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن أي مؤتمر دولي يجب أن تتوافر فيه الشروط لأنعقاده كي يخرج بنتائج وأولى شروط انعقاده أن تكون ثمة دعوة دولية للبنان أو للفرقاء السياسيين في لبنان للاجتماع، وثانيا التوافق على جدول الأعمال، أو إقتراح جدول الأعمال وثالثا الحل الدولي ليس جغرافيا وليس أن ننتقل إلى الدوحة أو الطائف أو سان كلو أو لوزان مؤكدة أن المؤتمر الدولي يفترض أن ثمة مبادرات للحل لكن اين هي بوادرها في ظل الانقسامات القائمة في الإقليم والعالم.

ولفتت إلى أن المبادرة الفرنسية يتم توسلها لغايات ويتم النسيان أنها مبادرة انقاذية اجتماعية واقتصادية ومالية بأمتياز. ولفتت إلى أنه حتى المسؤولين الدوليين قد يسألون عن ماهية المطالبة بمؤتمر دولي وفي ميثاق الأمم المتحدة وفي إطار أي فصل تتم المطالبة.  

وأوضحت أن المؤتمر الدولي يعني اممي أي برعاية اممية واذا كان ذلك فضمن أي فصل ومعلوم أن الفصل السابع هو انتحار يعني كمن يقول أحدهم أن لبنان دولة فاشلة وبالتالي ليطبق الفصل السابع وسألت لكن هل نحن متجهون إلى مشروع حرب أو مشروع حل؟ وأضافت: هناك المبادرة الفرنسية فلنؤيدها جميعا أو نتوسلها ولكن هل أن الجميع يسير بإصلاحات هذه المبادرة والتدقيق المالي. واكدت أن المهم هو احترام دستورنا وليستكمل تنفيذ بنود الطائف قبل الحياد.

وفي السياق، اشارت مصادر مطّلعة الى ان لبنان حضر في جانب من المحادثات التي اجراها وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا في باريس والذي تحول رباعيا من خلال مشاركة وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن عبر«الزوم» منذ ايام. ووفق المصادر، كان تشديد على ضرورة حل الازمة وتشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية التي اعلن وزراء المانيا وبريطانيا واميركا تبنيها ودعمها، وقد تحولت مبادرة اوروبية-اميركية تتطلب تنسيقا وتعاونا من اجل استعجال الخطوات لانقاذ لبنان من الانهيار، وكان إجماع على اولوية عدم ربط الملف اللبناني بالتطورات الايرانية، مع اعتبار ان الضغط على طهران من شأنه ان يُشجّع حزب الله على تسهيل عملية التأليف.

وفي موقف بارز، قال الوزير السابق غازي العريضي بعد لقائه البطريرك بشارة بطرس الراعي في بكركي: أن «رئيس الجمهورية ميشال عون لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة، ولو أنه يقول عكس ذلك، فأنا أعرف ما يقوله الرئيس عون في مجالسه الخاصة».

واعتبر أنّ «طرح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، محاولة وُلدت ميتة، و«ثلث معطل ما في لحدا» بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».

وسأل: «هل سمع أحد البطريرك يتحدث عن الفصل السابع؟»، مشيراً إلى أن «المؤتمر الدولي الهدف منه تلاقي دول على دعم لبنان، كما حصل في أكثر من مؤتمر من سان كلو إلى الطائف وغيرهما».

وفي سياق متصل، كشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي انه سيزور لبنان قريباً، وقال ان «الاميركيين ممتنين للدولة اللبنانية، لأنها تستضيف حوالى مليون ونصف لاجئ سوري».

الوزير و«القرار السيادي»

على ان الأنكى، مع استعار الحملة القاسية على نواب الطبقة السياسية الذين تلقوا لقاحاً، خروج وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن صمته، والإعلان انه هو من أعطى القرار الذي وصفه «بالسيادي» إلى الفرق الطبية بالتوجه إلى مجلس النواب لتلقيح النواب «تقديراً لجهودهم لأن المجلس النيابي اجتمع خلال 7 أيام بشكل متتالٍ واقر قانون الاستخدام الطارئ للقاح».

واخرج حسن مستشفيي بعلبك والبترون الحكوميين من اعتمادهما كمركزين للتلقيح ضد الكورونا لاخلالهما بضوابط الخطة.

اجتمع حسن مع مسؤولي المراكز المعتمدة للتلقيح في مختلف المحافظات، لتقييم المرحلة الأولى من تنفيذ خطة التلقيح الشامل لكل المواطنين، وفقاً لخطة مرحلية.

ودعا لعدم تكرار المخالفات، واعتماد الخطة والمواعيد المحددة من خلال منصة التسجيل، ولوح بمعاقبة المراكز المخالفة بتعليق تقديم مرضى كورونا إلى صندوق قرض البنك الدولي.

وكانت عملية تجاوز النواب لآلية التلقيح بقيت لليوم الثاني على التوالي في الواجهة. وبينما واصل النواب الذي تلقوا الطعم امس حملة تبرير فعلتهم، وقبيل اجتماع مرتقب لها مساء، أكد رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا عبد الرحمن البزري أن ما حصل في مجلس النواب غير مقبول وخارج اطار الخطة وأساء الى الخطة نفسها والى جهود وزارة الصحة. ولفت الى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لم يأخذ اللقاح ولم يبد الرئيس نبيه بري رغبته بالتلقيح ولم نسأله عن السبب. وقال: سيعقد اجتماع للجنة لقاح كورونا السادسة مساء اليوم وقمنا بدعوة الوزير حمد حسن ليكشف عن وجهة نظر وزارة الصحة مما حصل». ورأى اننا لن نلحظ في الخطة ما يسمى بالأولوية الوظيفية السياسية والخطأ الثاني الذي حصل أن يكون هناك مركز استثنائي في مجلس النواب. وأشار إلى أنه لم يتلق أي اتصال سياسي للرجوع عن استقالته. وأضاف: «شعرت أنني بحاجة إلى بعض الهدوء لأقوم بالتقييم اللازم».

استقالة عراوي

لكن الدكتورة تاليا عراوي كانت حاسمة بقرارها. فمسؤولة الأخلاقيات في اللجنة الوطنية للقاح لم يكن لديها حسابات سوى «الموقف الأخلاقي» الصائب. هكذا أعلنت بلا تردد استقالتها، لتضرب أخلاق المسؤولين عن اللقاح بالصميم. مواطنون كثر يسألون لماذا أبي أو أمي اللذان يفوق عمرهما ثمانين عاماً لم تصلهما رسالة لتلقي اللقاح، بينما جارنا البالغ من العمر 75 عاماً تلقى اللقاح؟ لماذا يتلقى نواب ليسوا ضمن أولويات الفئات العمرية اللقاحَ، فيما يموت أحباؤهم بكورونا. ولا من يجيب؟

وينضم لقاح Astrazenica إلى اللقاحات المعتمدة في لبنان، في الأسبوع الأوّل من آذار، ليأخذ طريقه إلى التلقيح بدءاً من الأسبوع الأخير من آذار.

وحسب مصادر وزارة الصحة، فإن الوزارة منحت 20 شركة لبنانية خاصة اذونات لاستيراد بعض أنواع اللقاحات المعتمدة عالمياً ضد الفايروس لكن الشركات المصنعة للقاحات لم تستجب بعد.

موقوفو طرابلس

قضائياً، عبر أهالي موقوفي أحداث طرابلس والبقاع عن غضبهم أمام المحكمة العسكرية، بعد قرار تأجيل جلسات الاستجواب التي كانت مقررة أمس مع الموقوفين الى اليوم، وسط تعزيزات أمنية مكثفة. وأقفل المحتجون طريق المتحف في الاتجاهين بالاسلاك الشائكة. وأوضح المحامي علي عباس انه «كان يجب الاستماع إلى 19 موقوفا اليوم ولكن تم تأجيل الجلسات بسبب عطل في «الانترنت»، متمنيا «ان يكون هناك اهتمام أكبر». وطالب بـ«فرز الملفات لان معظم الموقوفين لا دخل لهم بالتهم الموجهة ضدهم».

ثم انتقل المحتجون إلى شارع سامي الصلح وقطعوا الطريق امام منزل القاضي فادي عقيقي، بمستودعات النفايات والاطارات المشتعلة، على وقع الأغاني والاناشيد.

وفي التحركات الميدانية، قطع محتجون السير عند مفرق صحراء الشويفات.

362833 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 3513 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و62 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 362833 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2019.

Leave A Reply