السبت, نوفمبر 23
Banner

الجمهورية: اولوية الشريكين: ليّ ذراع الآخر!.. والبلد يسقط.. والدولار يحلّق.. والأزمات تشتعل

بقيت ارتدادات “سبت بكركي” وما طرحه البطريرك الماروني ‏الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول الحياد والمؤتمر الدولي من ‏أجل لبنان، طاغية على المشهد الداخلي بين مؤيّد لطرح البطريرك ‏ومعارض له، في وقت بقيت فيه الحكومة مركونة بين متاريس ‏الشركاء في تعطيل تأليفها، والتراشق المتواصل في ما بينهم بالشروط ‏التي تمدد سجنها فترات اضافية بين عقليتين متصادمتين رافضتين ‏لبعضهما البعض، وأعدمتا كل فرص المساكنة بينهما.‏

صورة المشهد الداخلي يتصدّرها الارباك الشامل، والتخبط في قعر ‏أزمة مميتة؛ وضع البلد يزداد انحداراً نحو الاسفل، فالدولار حلّق، ‏والاسعار راكبة على متنه، والخدمات انتهت بالكامل والكهرباء على ‏وشك ان تنطفىء، والمحروقات تتحضر لتتحول جمراً حارقاً للناس… كل ‏شيء صار منتهياً او مفقوداً او معدوماً. وامّا اللاعبون على المسرحين ‏السياسي والحكومي فيدورون في الحلقة الفارغة ذاتها، يتلهّون بقشور ‏الأمور وسطحياتها، وينامون ملء جفونهم امام بلد يلفظ أنفاسه.‏

هذه الصورة ستبقى قائمة، ولن تشهد ما يبدّلها مع طبقة الحكام، ‏التي ألقت بالبلد واهله على طريق المجهول. والكلام هنا لمرجع ‏مسؤول حيث قال لـ”الجمهورية” في معرض توصيفه للملف ‏الحكومي واسباب التعطيل: إنها قمة العقوق ترتكب بحق هذا البلد، انّ ‏لبنان اليوم ضحيّة عدم الوفاء له.. لقد انهار لبنان امام اعينهم ولن ‏يبقوا منه شيئاً.‏

‏ ‏وتوجّه الى معطّلي تأليف الحكومة مَن سمّاهم “رافضي الكلام مع ‏بعضهم البعض والراقصين حول نار البلد”، وقال: انّ الحرص على ‏الوطن معناه التضحية بكل شيء في سبيله.. وليس من حاكم، وليس ‏من مسؤول حكيم او رجل دولة في التاريخ قد تصدى لأزمة وعالجها ‏وتغلب عليها، من غير أن يخسر في سبيل ذلك الكثير من مصالحه ‏ورصيده.. والخسارة لمصلحة الوطن هي العطاء الاكبر.. هذا بالتأكيد ‏يحصل عندما تسود الروح الوطنية، وليس الروح الانتقامية القابضة ‏على لبنان في أصعب وأخطر مرحلة يمر فيها.‏

‏ ‏الى الصيف؟!‏

الى ذلك، يؤكد مطلعون على خفايا الملف الحكومي وما يحيط به من ‏ألغاز، ومشاعر سلبية، وحقد متبادل، ونفور سياسي ما بين رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد ‏الحريري “أنّ تأليف الحكومة اصبح خارج سياق التوقع في هذه ‏المرحلة، ويخشى ان يكون قد رحّل الى الصيف المقبل على اقل ‏تقدير”.‏

‏ ‏ترحيل الحكومة الى الصيف المقبل، وربما الى ما أبعد من الصيف، ‏يقاربه أحد المعنيين بحركة الوساطات، كنتيجة طبيعية لفشل كل ‏المبادرات الخارجية وكذلك الجهود الداخلية في كسر الحاجز الفاصل ‏بين الرئيسين عون والحريري. والمدعّم بعدم رغبة أي منهما في كسره ‏والاتقاء على مساحة مشتركة تفضي الى تشكيل حكومة.‏

‏ ‏ليّ أذرع؟!‏

وتكشف الشخصية المذكورة انّ كلا الرئيسين رفضا التجاوب مع ‏الحلول والمخارج التي حملها الوسطاء، فكلّ منهما يعتقد أنّ الآخر ‏يكمن له، ويريد أن يلوي ذراعه ويكسر معنوياته، وهي قناعة راسخة ‏لديهما، ومن هنا يأتي إصرارهما على الشروط التي يطرحانها ويعتبرها ‏كل منهما حزام امان له ولموقعه في الحكومة. ومن هنا، تعترف ‏الشخصية العاملة على خط الوساطات أنّ ما بين الرئيسين عون ‏والحريري خلاف جوهري عميق، لا يحل الّا:‏

‏ ‏اولاً، بمعجزة تسقط على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، تغيّر ما ‏في النفوس، وهذا امر لن يحصل بالتأكيد، ولذلك يمكن الجزم بأن ‏إمكانية تشكيل حكومة غير ممكنة.‏

‏ ‏ثانياً، بأن يتراجع رئيس الجمهورية ويليّن موقفه ويخفض سقف ‏الطروحات التي يقدمها على حلبة التأليف، اي القبول بحكومة لا ‏يتمتع بها اي طرف بالثلث المعطّل. الّا انّ هذا التراجع مستحيل، ‏ورئيس الجمهورية اكد أنّ الطروحات التي قدمها لا تخرج ابداً على ‏سياق صلاحياته الدستورية وشراكته الاكيدة في تأليف الحكومة، ‏والتي يعتبرها، اي الطروحات، حقاً لا يمكن التنازل او التراجع عنه، مهما ‏طال الزمن.‏

‏ ‏ثالثاً، بأن يتراجع الرئيس المكلف عن شروطه، ويقبل بما يطرحه رئيس ‏الجمهورية. وهذا ايضاً افتراض مستحيل التحقيق، كون الحريري ليس ‏في هذا الوارد على الاطلاق. وسبق له ان اكد والتزم بأنه لن يشكّل ‏حكومة فيها ثلث معطّل لأي طرف، فكيف اذا كان هذا الثلث لجبران ‏باسيل، وحتى ولو قبل الحريري بالثلث المعطّل لرئيس الجمهورية ‏وفريقه السياسي، فإنّ اطرافاً اخرى ترفض ذلك، ولا تشارك في ‏الحكومة فيما لو تقرر السير بالثلث المعطّل للتيار، وفي مقدمها ‏الرئيس نبيه بري وتيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي.‏

‏ ‏رابعاً، ان يخفّض عون والحريري معاً سقف مطالبهما ويتراجع كل ‏منهما خطوة امام الآخر. الّا انّ العقدة هنا تكمن في انهما ليسا في ‏هذا الوارد. وأفشلا كلّ المحاولات التي سعت الى التقريب بينهما. ‏سواء التي قام بها الفرنسيون او التي قام بها الوسطاء في الداخل.‏

‏ ‏حتى نهاية العهد؟!‏

على انّ اللافت للانتباه ما خلصت اليه الشخصية العاملة على خط ‏الوساطة، وفيه انه بعدما استنفدت كل السبل التي يمكن ان تقود ‏الرئيسين عون والحريري الى عقد تفاهم بينهما يفضي الى تشكيل ‏حكومة في اسرع وقت ممكن، فإنّ هناك خشية كبرى من ان يبقى ‏لبنان في ظل وضع شاذ حكومياً الى أمد بعيد جداً. وتقول: عندما بدأ ‏الخلاف يظهر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، سَرت مقولة ‏افادت بأنّ هذا الخلاف مرده الى محاولة التأني في تشكيل الحكومة ‏لأنها الحكومة التي تتشكل وتستمر حتى نهاية العهد، ولكن مع ما هو ‏سائد على خط الرئيسين، فثمة مقولة اقوى وسارية في عمق المشهد ‏السياسي كالنار في الهشيم، وثمة من بين المراجع السياسية من ‏هو مقتنع بها، ومفادها أنّ ثمة قراراً خفيّاً بعدم تأليف حكومة من الآن ‏وحتى نهاية العهد.‏

‏ ‏عون والحريري

وفيما يتحضّر الرئيس المكلف للقيام بجولة خارجية مكمّلة للحراك ‏الذي بدأه حول الوضع الحكومي، بهدف حشد المزيد من الدعم للبنان ‏كما قال، ينتظر رئيس الجمهورية ان يبادر الحريري الى زيارة القصر ‏الجمهورية لمتابعة مشاورات التأليف بينهما. وفي موازاة ما قيل عن ‏توجّه لدى رئيس الجمهورية في اجراء مشاورات مع الكتل السياسية ‏والنيابية مرتبطة بالملف الحكومي، ابلغت مصادر سياسية الى ‏‏”الجمهورية” قولها انّ هذا الامر، إذا حصل، هو لعب خارج الملعب، ‏ولن يأت بأي نتيجة ايجابية تخدم عملية التأليف، خصوصاً انّ تجارب ‏سابقة قد حصلت وكانت نتيجتها الفشل، كون المسألة مرتبطة فقط ‏بشريكي التأليف اي عون والحريري وكل ما عداهما لن يقدّم ولن ‏يؤخر، بل ربما يزيد من التعقيد، علماً انّ خطوة كهذه قد لا يكتب لها ‏ان تكتمل، ذلك انّ كتلاً وقوى سياسية لن تلبّي دعوة رئيس الجمهورية ‏ان دعاها الى التشاور على غرار ما فعلت في حالات سابقة مثل ‏القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي وكذلك الامر بالنسبة ‏الى تيار المستقبل، وربما بالنسبة الى آخرين ايضا، ما يعني انّ ذلك ‏سيشكّل نكسة معنوية لرئيس الجمهورية ان بادر الى هذا الامر.‏

‏ ‏من يعطل؟

وبقيت فيه باريس حاضرة على الخط الحكومي، عبر رسائل ونصائح ‏متتالية لأطراف التأليف بوجوب الذهاب نحو التفاهم على حكومة ‏سريعاً. وهو ما تؤكد عليه السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو في ‏لقاءاتها مع المسؤولين، وآخرهم امس رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون.‏

‏ ‏وقد تواكب حراك السفيرة الفرنسية في لبنان، مع أجواء نقلتها مصادر ‏ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية وفيها انّ باريس يسوؤها ما آل ‏اليه وضع لبنان، ولا تتفهّم، او تفهم ان يلقي بعض الاطراف في لبنان ‏مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة في لبنان على عامل خارجي غير ‏موجود، فالتأخر في تشكيل الحكومة، هو في نظر المستويات ‏الفرنسية على اختلافها تأخّر مفتعل ومتعمّد من قبل بعض الاطراف ‏في لبنان، وهي في هذا الجو وجّهت رسائل الى الجميع لفتح الطريق ‏امام تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري تنفذ خريطة إنقاذية وفق ‏المبادرة الفرنسية، خصوصاً انّ وضع لبنان ينحى الى مزيد من ‏التدهور والتعقيد مع كلّ تأخير اضافي في تشكيل الحكومة.‏

‏ ‏على انّ التأكيد الفرنسي على حكومة برئاسة الحريري، وكما تقول ‏المصادر، يعكس اشارة واضحة من الايليزيه، رداً على ما يتردد في ‏بيروت من أنّ رئيس الجمهورية يضع فيتو على الحريري ورافض ‏لتشكيل حكومة برئاسته. فالفرنسيون اكدوا على طريقتهم وعبر ‏قنواتهم انّ المبادرة الفرنسية قائمة، وجوهرها مندرجات إنقاذية للبنان، ‏وحكومة مهمة برئاسة سعد الحريري، وبالتالي لا احد يستطيع ان يضع ‏فيتو على أحد.‏

‏ ‏فرصة التلقف قائمة!‏

الى ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية عربية لـ”الجمهورية” انّ الاسرة ‏العربية تقف الى جانب لبنان في محنته الصعبة، وترى انّ على ‏المسؤولين فيه واجب المسارعة الى اتخاذ الخطوات الكفيلة بدفع ‏لبنان نحو مرحلة انتقالية من وضعٍ شديد الصعوبة على اللبنانيين ‏بالدرجة الاولى، الى وضع تأسيسي للخروج من الازمة، ونقطة البداية ‏مع تشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري تباشر في تنفيذ ‏الاصلاحات والخطوات المطلوبة منها.‏

‏ ‏ولفتت المصادر الى انّ لبنان امام امتحان الوقت الثمين المُتاح امامه ‏في هذه المرحلة، حيث انّ في مقدوره ان يستفيد من المرحلة ‏الانتقالية التي تسود على المستويين الدولي والاقليمي، ويلاقيها ‏بتشكيل حكومة تؤهّل لبنان لمتغيرات ايجابية، خصوصاً انّ الاسرة ‏الدولية تدفع لبنان في هذا الاتجاه، ولا نرى ما يوجِب تضييع الوقت ‏الذي يمارس منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في آب الماضي، ‏ولبنان منذ ذلك الحين دفع أثماناً باهظة في استقراره السياسي ‏والاقتصادي والمالي، يفترض ان تشكل حافزاً ودافعاً للمسؤولين فيه ‏لتحمّل مسؤولياتهم ايجاباً نحو لبنان والاستفادة من فرصة متاحة ‏اليوم لتأليف الحكومة، وقد لا تتوفر في اوقات اخرى.‏

‏ ‏ورداً على سؤال قالت المصادر: التعجيل بتشكيل الحكومة هو في يد ‏اللبنانيين، والمعطيات المتوافرة حول الموقف الدولي من الوضع في ‏لبنان مشجّعة على تشكيل حكومة اصلاحات تفتح باب المساعدات ‏للبنان، وهو ما تبلّغه المسؤولون فيه عبر القنوات السياسية ‏والديبلوماسية المباشرة وغير المباشرة، وبالتالي ليس دقيقاً، او ‏بالاحرى ليس صحيحاً ما يقال عن انّ امراً خفياً من جهة دولية يمنع اي ‏طرف في لبنان من المبادرة نحو تشكيل الحكومة.‏

‏ ‏ولفتت الى انّ لبنان امام خيارين، امّا التعجيل بالحكومة بما يفتح باب ‏الانفراج للبنان، وامّا ان يقع في ما سَمّته محظوراً كبيراً قد يصل اليه ‏فيما لو استمر تعطيل الحكومة على النحو الذي هو عليه، اذ في هذه ‏الحالة قد يُدفَع بالملف اللبناني الى ان يُركن لوقت غير محدد على ‏هامش القضايا والاولويات في المنطقة، ويصبح حاله كحال من يقف ‏في آخر الصف منتظراً دوراً قد لا يأتي، علماً انّ باب الاولويات قد ‏يكون مشرعاً بدءاً من الملف النووي الايراني الذي قد تستغرق مقاربته ‏من جديد وقتاً طويلاً، وان اصطدم بالسلبية قد يفتح على احتمالات ‏دراماتيكية غير منتظرة او متوقعة. يليه حتماً إذا سلك مساراً ايجابياً ‏ملف اعادة ترتيب العلاقات بين ايران ودول الجوار لها، ويأتي ايضا ‏الملف اليمني ومصير مأرب وكلّ ما يرتبط به، ثم الملف العراقي ‏وكذلك الملف السوري اللذان يشهدان سخونة خطيرة. وامّا لبنان في ‏ظل هذا التدرّج في الاولويات فيقع في آخر الجدول، هذا اذا بقي له ‏مكان.‏

‏ ‏الراعي

وأوضح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنه “لم ‏يدع أبداً إلى مؤتمر تأسيسي”، مشيراً الى أنّ “المطلوب هو إقرار حياد ‏لبنان والعودة إلى الطائف والدستور والحفاظ على العيش المشترك ‏الذي يُمثّل رسالة لبنان”.‏

‏ ‏حكومياً، كشف الراعي، في مقابلة مع الزميلة ليال الإختيار ضمن ‏برنامج “المشهد اللبناني” على قناة “الحرة” أنّ “رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل لا ‏يريدان الثلث المعطّل، وهذا ما قالاه لي”.‏

‏ ‏واذ أعلن عن “ترتيبات بدأت في الايام الأخيرة لعودة التواصل بين ‏بكركي و”حزب الله”، أكد أنه “مع استراتيجية دفاعية للدولة ومن ‏ضمنها “حزب الله” وليس مع نزع سلاح الحزب”.‏

‏ ‏وفي معرض سؤاله عن مرشحه لرئاسة الجمهورية، قال الراعي: “ليس ‏عملي أن أرشّح أشخاصاً، ولكنني أعتبر أنه على رئيس الجمهورية أن ‏يكون إنساناً متجرداً من أي مصلحة وحاضراً حتى يضحّي في سبيل ‏المصلحة العامة وخدمة الوطن”، وشدد على أنّ “بكركي لن توافق ‏ولن تسير في أيّ تمديد لا رئاسي ولا نيابي”.‏

‏ ‏وحمّل الراعي “كل الطبقة السياسية مسؤولية ما وصل إليه لبنان”، ‏مُعرباً، في المقابل، عن تأييده لمطالب الثورة “التي نريدها ثورة ‏حضارية تعرف كيف تطالب وبماذا تطالب ولا تكون فوضى يدخل ‏عليها مندسّون للتخريب وتشويه صورتها”، رافضاً “المطالبة ‏‏”الخطيرة” بإسقاط النظام و”الأخطر” بإسقاط رئيس الجمهورية، فهذا ‏الكلام كبير ونحن لا ندعمه”.‏

‏ ‏وفي موضوع السلام مع إسرائيل، كشف أنّه “مع سلام مع اسرائيل ‏ضمن الشروط التي نصّت عليها قمة بيروت العربية”، وتابع “ولكن ‏ليس لدينا دولة لتعالج هذا الموضوع، بل هناك “حزب الله” الذي ‏يمسك بقرار السلم والحرب في البلاد”.‏

‏ ‏المستقبل في بكركي

من جهة ثانية، استقبل البطريرك الراعي في بكركي، امس، وفداً من ‏تيار “المستقبل” برئاسة النائب بهية الحريري. وأعلن الوفد انه وضع ‏البطريرك في أجواء الجهود التي يبذلها الرئيس الحريري للاسراع في ‏تشكيل الحكومة، وكذلك على نتائج الاتصالات الخارجية التي يقوم بها ‏في سبيل خلق جو ملائم لدعم نهوض لبنان غداة تأليف الحكومة. ‏واشار الوفد الى انه نقل الى البطريرك الراعي “تصميم الرئيس ‏الحريري على تأليف حكومة مهمة من الاختصاصيين غير الحزبيين ‏والمشهود لهم بالكفاءة والنجاح في حياتهم العملية. وأنّ الرئيس ‏المكلف ملتزم بتطبيق الدستور واتفاق الطائف نصاً وروحاً، وخصوصاً ‏ما ينص عليه الدستور لجهة حفظ حقوق اللبنانيين مسيحيين ‏ومسلمين على حد سواء”. وأيّد الوفد دعوة البطريرك الى ضرورة ‏تأليف الحكومة اليوم قبل الغد.‏

‏ ‏تجاوز المزايدات

الى ذلك، جد المكتب السياسي لحركة “أمل” الدعوة الملحّة الى ‏‏”تجاوز المزايدات السياسية، وطرح الاشكالات الدستورية والقانونية، ‏والإسراع في إنجاز تشكيل الحكومة لمعالجة حالة الانهيار الحتمي ‏للوضع الاقتصادي والاجتماعي، وانعكاسه على الاستقرار الامني، ‏والذي لن يُبقي لأيّ طرف حصة أو دور لتحقيق مصالحه الخاصة ‏نتيجة هذا الانهيار، وأبرز تجلياته اليوم الفلتان غير المسبوق في سعر ‏صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، وتخطّيه كل الحدود وانعكاسه ‏ارتفاعاً جنونياً في الاسعار بعيداً عن أي رقابة حقيقية تقوم بها الوزارات ‏المعنية.‏

‏ ‏وندّد المكتب السياسي بـ”الخروقات التي تطال لبنان براً وبحراً وجواً، ‏وآخرها العدوان الصهيوني البيئي الذي هدّد الشاطئ اللبناني بكارثة ‏حقيقية متجاوزاً كل القرارات الدولية، مذكّراً بأن هذا العمل هو جريمة ‏متمادية منذ قصفه لمستودعات الفيول في منطقة الجية والتسرب ‏الذي هدد الساحل، وتَمَنّع العدو الصهيوني عن تنفيذ القرار الدولي ‏بالتعويض على لبنان بحوالى 800 مليون دولار اميركي. إنّ هذه ‏الجريمة ليست حادثاً عابراً، بل تستوجب اهتماماً حكومياً ومن هيئات ‏المجتمع المدني للإسراع في تقديم الشكوى للجهات الدولية المعنية، ‏وإقرار خطة لتنظيف الشاطئ المصاب وتأهيله بيئياً”.‏

‏ ‏وضع المصارف

لم يخرج الاجتماع الذي عقد أمس في البنك المركزي عن التوقعات، ‏ولم تكن هناك مفاجآت، رغم التوصيفات المسبقة التي تحدثت عن ‏أهمية اللقاء. ومن خلال البيان الرسمي الذي صدر عقب الاجتماع الذي ‏ضَمّ الى اعضاء المجلس المركزي، أعضاء لجنة الرقابة على المصارف، ‏تبيّن انّ الاتفاق تمّ على إعطاء “مهل للتنفيذ”.‏

‏ ‏ومن خلال البيان الموجز يتبيّن انّ مصرف لبنان، ولو انّه لن يمدّد ‏رسمياً المهل بالنسبة الى تنفيذ مندرجات التعميم، إلّا أنّه سيعمد الى ‏منح مهَل خاصة لكل مصرف على حدة. والأمر الواضح في هذا السياق ‏انّ عدداً من المصارف لم ينجح بعد في تنفيذ مضمون التعميم 154، ‏ولكنه قادر على ذلك ويحتاج الى وقت إضافي لإتمام بعض ‏الاجراءات، ومن البديهي في هذه الحالة أن يوافق المركزي على منحه ‏الوقت الكافي لإتمام ما هو مطلوب.‏

Leave A Reply