علي ضاحي
لم تكتسب زيارة الحبر الاعظم البابا فرنسيس الى العراق اهمية تاريخية فقط لكونها تأتي كأول زيارة لحبر اعظم الى العراق في تاريخ البابوية، بل لرمزية اللقاء عبر زيارة مدينة النجف الأشرف، واللقاء مع المرجع الديني الأعلى للطائفة الإسلامية الشيعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني، في لقاء هو الأوّل من نوعه بين أعلى مرجعيّتين دينيّتين كاثوليكيّة وشيعية على الاطلاق.
وتؤكد مرجعيات دينية وسياسية في لبنان والعراق على ان الزيارة ستكون بداية حوار إسلامي- مسيحي بناء وفاعل وكون لقاء النجف التاريخي يأتي بعد 3 سنوات من تحرير العراق من «داعش» كحالة او كـ «دولة» انفلشت في العراق وعاثت خراباً ودماراً فيه مع سوريا واحتلت ارضاً واسعة ومارست كل صنوف الارهاب والتقتيل بأبناء الشعبين السوري والعراقي كما نال لبنان حصة من هذا الارهاب التكفيري.
وتستند اوساط لبنانية متابعة الى هذه الاجواء لتقول لـ«الديار»، ان اهمية الزيارة ايضاً انها تأتي في سياق محاولات اميركا لاستنهاض «داعش»، وان الحرب التي خاضها بوش الابن على العراق ليست «صليبية» او دينية بل هي حرب سياسية بامتياز، والفاتيكان يرفض هذه الحرب وكل الحروب في العالم، كما تأتي الزيارة، وبحسب الاوساط، في ظل فتوى للسيستاني بمحاربة العراقيين الشيعة «لداعش»، وهو ما ادى الى هزيمتها وتفريقها حالياً الى جيوب صغيرة غير متماسكة، كما حافظت الحرب على «داعش» على ما تبقى من وجود مسيحي رغم تناقصه الى الربع في العراق وحافظ على رمزية هذا الوجود رغم الحرب والدماء الكثيرة التي سالت من المسيحيين والمسلمين في العراق سنة وشيعة وايزيديين.
وتقول الاوساط ان ايران والسيد علي الخامنئي رحبا بلقاء النجف وبالحوار الاسلامي – المسيحي وايران تدعو الى هذا الحوار. وترجح الاوساط ان ينعكس لقاء النجف على العلاقة بين ايران والفاتيكان وصولاً الى العلاقة بين حزب الله وبكركي.
وتؤكد اوساط في «الثنائي الشيعي» لـ«الديار» ومتابعة للعلاقة بين حزب الله وبكركي، ان العلاقة بين الطرفين تتجه الى التنظيم خلال اللقاء المرتقب في الساعات المقبلة بين الطرفين عبر اللجنة المشتركة.
وينطلق الاجتماع من مسلمة ان لا خلاف بين بكركي وحزب الله، وان التباين بين الطرفين والاختلاف في وجهات النظر لا يكون في الاعلام او المنابر، وتنظيم اي خلاف واختلاف يكون من خلال اللجنة وفي المجالس الخاصة واجتماعاتها، وان العلاقة المسيحية -الاسلامية والحوار المسيحي- الشيعي، ليس متوقفاً ويشمل كل القضايا الوطنية.
وتكشف الاوساط عن ان قبل اللقاء الشعبي والحزبي السبت الماضي، جرى تواصل بين اعضاء اللجنة المشتركة من بكركي وحزب الله، واكد خلاله ممثل بكركي ان حزب الله ليس مقصوداً وسلاحه ايضاً بكلمة البطريرك السبت، وان البطريرك لا يقصد بالحياد الصراع مع العدو الاسرائيلي وان لا مانع من اللقاء المشترك بين الطرفين، واعتبرت الاوساط ان هذا اللقاء سيمهد لتحصين العلاقة مجدداً بين الراعي وحزب الله، خصوصاً ان الفاتيكان ورغبة البابا هي في تحصين الوجود المسيحي في لبنان ايضاً، حيث ارتفعت معدلات الهجرة عند المسيحيين والمسلمين، ولكن تناقص المسيحيين في لبنان ايضاً محل قلق فاتيكاني كبير.