عن دار “الأدهم” للطباعة والنشر في القاهرة، صدرت للشاعر محمود قرني مختارات شعرية تحت عنوان “أبطال الروايات الناقصة”، تضمنت مقدمة كتبها قرني تحت عنوان “كلمة ليست ضرورية”.
وقد بدت تلك المقدمة كأنها تمهيد غير مباشر لكشف طبيعة التجربة الشعرية التي تضمنتها المختارات تعبيرًا عن انشغالات شاعرها الذي قدّم الكثير من السجالات النظرية حول إعادة النظر في وظيفة الشعر تاريخيًا، وعلى نحو أخصّ ملامح تلك الوظيفة في تصورات مابعد الحداثة.
ويعتبر محمود قرني واحدًا من أبرز شعراء جيل الثمانينات في مصر والعالم العربي، غير أنّ ديوانه الأول “حمامات الإنشاد” لم يصدر إلا في العام 1996 ثم توالت إصداراته الشعرية والنظرية حتى بلغت عشرة دواوين وخمسة كتب.
من دواوينه “هواء لشجرات العام، طرق طيبة للحفاة، الشيطان في حقل التوت، قصائد الغرقى، لعنات مشرقية”، وكان الشاعر قد أصدر آخر دواوينه في العام 2019 بعنوان “ترنيمة لأسماء بنت عيسى الدمشقي”.
ويقول الناقد والأكاديمي يسري عبدالله: “يمثل الخطاب الشعري للشاعر محمود قرني وعيًا جديدًا بالقصيدة العربية، وسعيًا جماليًا لصوغٍ مختلف لقصيدة النثر، بما تحويه من تنوّع وفرادة، ومحاولة دؤوبة لمغادرة السياقات القديمة كلها، وبما يعني مغادرة الجبن العقلي، والاستسلام للجاهز، والموروث، والقبلي؛ ولذا يحوي نزوعًا معرفيًا خالصًا، يطوعه في خدمة الجمالي، فيدعمه”.
المصدر: النهار العربي