السبت, سبتمبر 28

ماذا فعل الوباء بالدول الأكثر جذبا للعمالة؟

لعبت جائحة كورونا دورا رئيسيا في إعادة ترتيب دول العالم الجاذبة للعمل في ضوء قيود السفر والحياة وتفشي الوباء.

وأسفرت الجائحة عن تقليل اهتمام الناس بالعمل في الخارج، مع تفضيل الذهاب للدول التي أحزرت تقدما في احتواء تفشي فيروس كورونا.

ويمر اليوم عام كامل على وصف أزمة كورونا بـ”الجائحة” من قبل منظمة الصحة العالمية.

وكشف مسح أجرته كل من مجموعة الاستشارات بوسطن ومجموعة ذا نت ورك، بمشاركة 209 آلاف شخص من 190 دولة، أن 50% من الأشخاص يرغبون في الانتقال إلى بلد آخر للعمل.

وأظهر الاستطلاع أن كندا نجحت في إزاحة الولايات المتحدة الأمريكية من واجهة العمل الأكثر جاذبية للوافدين خلال عام 2020، والتي تراجعت إلى المركز الثاني.

وحلت أستراليا في المركز الثالث لتسبق ألمانيا التي تتصدر الدول الأوروبية بقائمة أكثر 10 وجهات عمل جاذبة، وتلتها بريطانيا التي حلت في المرتبة الخامسة.

فيما جاءت اليابان في المركز السادس، ثم سويسرا وسنغافورة وفرنسا ونيوزيلندا على الترتيب بقائمة الأسواق العشرة الأكثر جذبا للوافدين للعمل.

وتقريبا جميع البلدان التي تقدمت في المراكز العشرة الأولى لا سيما كندا وأستراليا واليابان كان لديها أعداد إصابات منخفضة نسبيا.

فيما انضمت سنغافورة ونيوزيلندا في القائمة لأول مرة، وفي المقابل خرجت فرنسا وإسبانيا اللتان كانتا تحجزان مقعدين بين العشرة الكبار.

ويفسر التقرير هذا الخروج بانخفاض جاذبية العمل في أغلب الدول الأوروبية جراء تفشي فيروس كورونا، وهو ما انعكس على تراجع ترتيب دول كبرى مثل فرنسا التي قبعت في المركز التاسع بعد أن كانت تحتل المرتبة السابعة في السابق.

والجدير بالذكر، أن العالم يواجه أزمة في سوق العمل، وهو ما حذرت منه منظمة العمل الدولية مؤخرا، حيث أشارت إلى أن الضغط العالمي على الأجور بسبب فيروس كورونا لن يتوقف مع وصول اللقاح.

وقالت المنظمة في تقرير لها إن الجائحة أدت إلى إبطاء أو عكس اتجاه ارتفاع الأجور في جميع أنحاء العالم، مما أثّر على النساء العاملات وأصحاب الأجور المنخفضة.

وصرح المدير العام لمنظمة العمل الدولية، غاي رايدر، بتقرير الأجور العالمية والذي يتم نشره كل عامين، بأن طريق العودة لمستوى الأجور طويل، وأعتقد أنه سيكون مضطربا وصعبا.

باستثناء الصين، التي كانت تتعافى بسرعة ملحوظة، سيستغرق معظم العالم وقتا طويلا للعودة إلى ما كان عليه الوضع قبل جائحة كـوفيد-19، والتي وجّهت “ضربة غير عادية” لعالم العمل بين عشية وضحاها.

وقال رايدر إن العواقب ستكون طويلة الأمد، وأظن أنه سيكون هناك قدر كبير من الاضطرابات وحالة من عدم اليقين، لافتا إلى أنه مع استمرار انخفاض دعم الأجور والتدخلات الحكومية من المحتمل أن نواجه تخفيضا مستمرا في الأجور.

Leave A Reply