بعد سقوط المبادرة تلو الاخرى في الساعات القليلة الماضية، باتت القناعة راسخة لدى الجميع بأن قرار التعطيل في لبنان خارجي ولا علاقة له بوزير بالزايد او الناقص او “ثلث معطل” او خلاف على هوية واسم وزير الداخلية، ولعل اكثر العارفين بـ”الطبخة” الرئيس الحريري الذي بات على دراية بمواقف الخارج حيث الانشغال اليوم منصب على ايجاد تسوية لملفين معقدين في المنطقة، الملف النووي الايراني، والازمة السورية، وهما ملفان مرتبطان عضويا بالساحة اللبنانية التي تدفع اليوم ثمن التجاذب الدائر بين اللاعبين الكبار على الساحتين الايرانية والسورية.
وعلمت صحيفة “الديار” ان باريس منزعجة وتقر باخفاقها في فصل الملف اللبناني عن أزمات المنطقة، وتعتبر ان الفرصة لم تعد متاحة الان بعدما دخل اكثر من طرف على خط الازمة، واذا كان الاميركيون راغبين في انجاز صفقة كاملة على مستوى المنطقة، فيبدو ان دول الخليج غير بعيدة عن هذا الموقف، والان دخلت موسكو على خط الترويج لحل متكامل يشمل ايران وسوريا ولبنان، وقد سمع الحريري كلاما واضحا من المسؤولين الاماراتيين وكذلك من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حيال ترابط الملفات، وهو ما ستتم مناقشته مع وفد حزب الله الزائر لموسكو هذه الايام.
وفي هذا السياق، تشير اوساط دبلوماسية للصحيفة نفسها الى ان حظ لبنان العاثر قد لا يكون فقط بوجود “طبقة” سياسية غير مسؤولة وفاسدة، ومرشحة لنيل جوائز دولية في تضييع الفرص، وانما في تجدد المساعي لايجاد تسوية للملف السوري، حيث تسعى عدة دول لاستغلال حالة الانهيار الاقتصادي المتزامن والمترابط في كلا البلدين لتمرير حلول تخرج من خلالها ايران وحزب الله خاسرين في السلم بعدما دفعا فاتورة كبيرة في الحرب.