إعداد: ليال صقر الفحل – مجلة الجيش
«أمن المواطن هو مسؤوليتنا الأولى وللحفاظ عليه يتوجب علينا الحفاظ على الأمن الصحي للعسكريين». انطلاقًا من هذا المبدأ يؤكد الجيش أنّ تلقّي اللَّقاح يرقى إلى مستوى الواجب الوطني في مواجهة جائحة كورونا، ويشجع العسكريين على تلقّيه. فنتائج اللَّقاح لا تقتصر على حماية متلقّيه من الآثار الخطيرة للوباء فحسب، وإنما توفّر الحماية المجتمعية.
ما هي ملامح الخطة التي ستُعتَمد للتلقيح في الجيش؟
شكّلت قيادة الجيش لجنة تتولى تفاصيل خطة التلقيح. وتوفير اللَّقاحات إضافة إلى تنظيم العملية، وهي تسعى أيضًا إلى توفير المعلومات الموثوقة حول اللَّقاحات، وبالتالي تبديد الهواجس التي تنتاب البعض حولها، بسبب المعلومات المضلّلة التي لا تستند إلى أسس علمية.
ليست إلزامية ولكن…
ليست اللَّقاحات إلزامية وفق ما يوضح رئيس اللجنة العميد الركن نمر أبي ناصيف، «ولكن من المستحسن أخذها للوصول إلى الهدف المرجو منها. والمطلوب من الرؤساء المباشرين مساعدة العسكريين على اتخاذ القرار الصائب».
ويشير العميد الركن أبي ناصيف إلى أنّه انسجامًا مع الخطة التي وضعتها وزارة الصحة العامة يشمل التلقيح الجيش في المرحلة الثانية من الحملة، وضمن فئة «الأشخاص الضروريين للحفاظ على سير المجتمع».
نبدأ قريبًا
وهو يضيف أنّ حصول الجيش على لَقاحات من مصادر غير وزارة الصحة، سيسمح له بتسريع العملية. ولا يتعارض ذلك مع المعايير العالمية، فقد أوصى المركز الأميركي للسيطرة على الأوبئة CDC بإدراج «العاملين الأساسيين في الخطوط الأمامية» كرجال الإطفاء ورجال الأمن… في المرحلة الأولى من التلقيح مباشرة بعد العاملين في القطاع الصحي.
تنظيم وتسهيلات
وضعت قيادة الجيش خطة لتلقيح عسكريي الخدمة الفعلية، وعمل جهاز تأليل عمل الأركان المركزي على إعداد منصة على الشبكة الداخلية للجيش لتسجيل العسكريين الراغبين أخذ اللَّقاح، تتضمن المعلومات الضرورية لعملية التلقيح، ما سيتيح لقيادة الجيش إحصاء الراغبين وتوزيعهم على مراكز التلقيح مع منحهم مواعيد على المنصة نفسها. وسيتم تحديد مركز التلقيح لكل عسكري وفق مكان عمله. كذلك، عملت الطبابة العسكرية على تحديد مواصفات مراكز التلقيح والتجهيزات اللازمة التي يجب توافرها، وتدريب الممرضين على عملية التلقيح، وخططت لمسار العسكري داخل مركز التلقيح من لحظة دخوله حتى تلقيه اللَّقاح ومغادرته.
«الجيش» توجهت إلى العميد أبي ناصيف بأسئلة حول عملية التلقيح في الجيش، فكان الحوار الآتي:
• هل سيتولى الجيش تلقيح كل من هم على عاتق الطبابة العسكرية؟ (المتقاعدون وعائلاتهم، عائلات العسكريين في الخدمة الفعلية).
– يتوزّع المتقاعدون وعائلاتهم، وعائلات العسكريين في الخدمة الفعلية ضمن عدة فئات عمرية وصحية ومجتمعية سيتم تلقيحها على مراحل وفق الأولويات. وتنظر وزارة الصحة إلى هؤلاء الأشخاص كباقي المواطنين اللبنانيين، وبالتالي يتوجب على كل من يرغب منهم أخذ اللَّقاح الدخول إلى المنصة التابعة لوزارة الصحة لتسجيل نفسه، وأخذ اللَّقاح في المراكز التي تحددها وزارة الصحة في حينه. إنّ مرور هذه الفئة من المستفيدين من الطبابة العسكرية عبر منصة وزارة الصحة هو أمر إلزامي، كون اللَّقاحات مؤمّنة من قبل هذه الوزارة. وتوفّر هذه الخطوة إيجابيات لفئة المتقدمين في السن الذين سيكونون من أوائل متلقي اللَّقاح».
ويضيف: «تسعى قيادة الجيش حاليًا لدى وزارة الصحة إلى إدخال تعديلات على منصتها بطريقة تُمكّن هذه القيادة من التعرف إلى المسجّلين الذين هم على عاتقها. وفي حال نجاح هذا التعديل، يُمكن توجيه المسجّلين إلى المستشفى العسكري المركزي المدرج أصلًا ضمن قائمة المراكز المعتمدة للتلقيح على منصة وزارة الصحة. وهنا يقتضي التمييز بين أنواع اللَّقاحات، إذ لا يُسمح بإعطاء لَقاح Pfizer خارج المستشفيات (بسبب حاجته إلى شروط خاصة للتخزين والحفظ)، بينما قد تسمح أنواع أخرى من اللَّقاحات عند توافرها لدى وزارة الصحة باستخدام طبابات المناطق كمراكز تلقيح. كل هذه الأمور ما زالت قيد التباحث مع رئيس اللجنة الوطنية للَقاح كوفيد الدكتور عبد الرحمن البزري ووزارة الصحة، وصولًا إلى تقديم أفضل ما يمكن للمتقاعدين وعائلات العسكريين.
لم يغِبْ عن خطة قيادة الجيش السعي إلى تلقيح مَن هم على العاتق كما فعلت لعناصر الخدمة الفعلية فور الانتهاء من تلقيح هؤلاء، ولكن الأمر مرهون بكمية اللَّقاحات التي سيتمكن الجيش من تأمينها. وحينها يمكن اتباع الأولويات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، فضلًا عمّا ستوفّره منصة وزارة الصحة من معلومات لتحديد الراغبين والتواصل معهم.
ونصيحتي لهذه الفئة بكلمات مختصرة، التسجيل على منصة وزارة الصحة والحصول على اللَّقاح بالوقت الأقرب، أكان عبر وزارة الصحة ومراكزها، أو عبر الطبابة العسكرية إذا تمكنت من أن تكون الأسرع».
• ماذا عن الموظفين المدنيين في الجيش؟
– سيشمل التلقيح الموظفين المدنيين في الجيش كما العسكريين في الخدمة الفعلية، وهذا أمر ضروري لتحقيق المناعة المجتمعية في الجيش، كونهم يعملون جنبًا إلى جنب مع العسكريين. وتستهـدف عملية التلقيح جميـع العسكرييـن الراغبيـن أخـذ اللَّقاح، وقيـادة الجيـش تشجّعهـم جميعًـا علـى ذلك.
الأولويات في الجيش
• هل ستكون الأولويات في الجيش مطابقة لتلك التي حدّدتها وزارة الصحة؟ (القطاع الطبي والمسنون أولًا ثم باقي الفئات…).
– سيعطى العاملون في الطبابة العسكرية الأولوية في التلقيح أسوة بالعاملين في القطاع الصحي على الصعيد الوطني، وتعمل قيادة الجيش حاليًا على التنسيق مع وزارة الصحة للحصول على الكمية اللازمة من اللَّقاحات التي بدأت بالوصول إلى لبنان.
أما بالنسبة إلى باقي عناصر الخدمة الفعلية، فإنّ توافر الكميات اللازمة من اللَّقاحات، وسرعة عملية التلقيح التي ستسعى القيادة إليها، ستسمح بالتخفيف من أهمية الأولويات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، إلا أنّ ذلك يبقى في أي وقت ممكنًا بالنسبة إلى الحالات الصحية التي تتطلب أولوية، نظرًا لتوافر هذه المعطيات على منصّة التسجيل العسكرية.
• هل حدّدتم اللّقاح الذي سيعتمده الجيش؟ وبناءً على أي معايير سيتم تحديده؟
– يُجمع الخبراء على أنّ اللَّقاح الأفضل هو اللَّقاح الذي يمكن أن يتوافر بأقرب وقت. فجميع اللَّقاحات المتوافرة عالميًا أثبتت فعاليتها ولو بنسب متفاوتة، ولا يتفق الخبراء حول تحديد موحد لمعيار الأفضلية، فمنهم من يفضّل تقنية في إنتاج لَقاح على أخرى، ومنهم من يضع سقوفًا عمرية لاستخدام نوع محدد من اللَّقاحات. إنّما يتفق الجميع على ضرورة أخذ اللَّقاح وبنسبة تفوق ٨٠٪ لتأمين الحماية المجتمعية.
نصيحة أخيرة
• ما هي النصيحة التي توجهونها للعسكريين بخصوص اللَّقاح؟
– أنصح العسكريين بالإقبال على أخذ اللَّقاح كونه الحل الوحيد المتاح اليوم لوقف انتشار جائحة كورونا، ومن لا يعرف أهمية اللَّقاح فليسأل مَن فقد أحد أفراد عائلته بسبب الفيروس، فسيخبره حتمًا أنّه لو كان اللَّقاح متوافرًا يومها، لمـا كـان خسـر إنسانًـا عزيـزًا عليـه. نظـرًا للتداعيـات الصحية الخطيـرة التـي يسببهـا هـذا الفيـروس، وبمـا أنّـه لا يوجـد لـه حتـى الآن عـلاج معتمـد عالميًـا، بـات مـن الضـروري علـى الجميع تلقّـي اللَّقاح للحمايـة الشخصيـة والمجتمعيـة.
أهداف الخطة
تعمل الخطة على تحقيق ثلاثة أهداف هي : الحماية من تفشّي الوباء من خلال التلقيح، والتخفيف من الإصابات للفئات المستهدفة كأولوية لتخفيف الحالات التي تستدعي العناية الفائقة، وخفض عدد الوفيات بسبب وباء كوفيد-19.
تفاصيل مهمة
– اللَّقاح مجاني عبر الطبابة العسكرية، ولن يكون هناك أي رسم مالي للحصول عليه.
– سيتم إعلام العسكريين بتفاصيل الخطة وأماكن مراكز التلقيح وتوقيت تلقي اللَّقاح.
– يجب عدم الأخذ بالشائعات والأخبار المضلّلة غير الموثوقة التي تؤدي إلى نشر الخوف من اللَّقاح.
– لا سبيل لاستعادة الحياة الطبيعية سوى باللَّقاح.
تلقيح الجهاز الطبي في الجيش
انطلقت عملية التلقيح في الطبابة العسكرية في 23 شباط الماضي، وشملت المرحلة الأولى تلقيح 300 شخص من الطاقم الطبي والتمريضي في المستشفى العسكري المركزي ومراكز الطبابة في المناطق، وذلك في إطار حملة التلقيح التي انطلقت في لبنان، وبالتنسيق مع وزارة الصحة العامة.
خذوا اللَّقاح ولا تأخذوا بالشائعات
أصدرت قيادة الجيش نشرة توجيهية حول موضوع لَقاحات كورونا، ودعت من خلالها العسكريين إلى تلقي اللَّقاح لما يوفره من حماية فردية ومجتمعية. في ما يأتي نص النشرة.
أدّى انتشار جائحة كورونا عالميًا إلى حصد ملايين الأرواح وتردّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لمعظم الدول، ومن بينها وطننا الذي يخسر يوميًا خيرة أبنائه وتزداد معاناته على مختلف الصعد.
وبما أنّ المؤسسة العسكرية هي جزء من المجتمع اللبناني فقد طالتها الإصابات أيضًا، ما أثّر على أداء مهمّاتها العملانية بسبب الارتفاع اليومي لعدد الإصابات، إذ قارب العدد الإجمالي خمسة عشر ألفًا، كما أنّها خسرت تسعة عشر عسكريًا بين ضابط ورتيب وفرد، فيما احتاج أكثر من ثلاثة آلاف لدخول المستشفى وبينهم من أدخل العناية الفائقة.
إزاء هذا الوضع وتداعياته الخطيرة على المؤسسة التي تقع على عاتقها حاليًا مهمّات عديدة وضرورية نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية، شَكّلت قيادة الجيش لجنة مطلع العام لتأمين لَقاح للعسكريين، تتوافر فيه المواصفات العلمية اللازمة للوقاية من الوباء والحدّ من انتشاره، كونه أصبح حاجة ماسة لكسب المعركة ضدّ هذا العدوّ غير المنظور. لذا وانطلاقًا من الحسّ بالمسؤولية، علينا حماية أنفسنا وعائلاتنا ووطننا، وتخفيف الأعباء عن المستشفيات والحدّ من ازدياد عدد الوفيات. فالعسكريون جميعًا مدعوون للتعاون، من منطلَق ثقتهم بقيادتهم التي تعتبر أن صحة عسكرييها هي أولوية، وأنّ صحة الوطن من صحتهم.
تحثّ قيادة الجيش العسكريين على ضرورة أخذ اللَّقاح في ظلّ غياب أي أدوية معالِجة معتمدة عالميًا، كما أن معظم الدول باشر حملات تلقيح جماعية شملت الملايين من مواطنيها. كذلك تدعو القيادة العسكريين إلى عدم الأخذ بالشائعات والمعلومات المغلوطة، والعودة إلى ما يصدر عن الطبابة العسكرية التي تعتمد البروتوكول عينه لوزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية، والتي تؤكّد أهمية أخذ اللَّقاح نظرًا لخطورة التداعيات الناتجة عن الإصابة بالفيروس.
تؤكّد القيادة أن اللَّقاح هو السبيل الوحيد لاستعادة الحياة الطبيعية والعودة إلى القيام بمهامنا كما في السابق، انطلاقًا من واجبنا الوطني، وتشدّد على أن الوعي ضرورة لاجتياز هذه الأزمة حفاظًا على أرواحنا وأرواح عائلاتنا.