علي ضاحي
الصرخة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس الاول والتي طالب فيها الرئيس المكلف سعد الحريري بحسم امره إما بالتأليف بالتشاور معه وإما الاعتذار، فعلت فعلها ولا سيما مع جواب الحريري السريع في الليلة نفسها. وتؤكد اوساط في “التيار الوطني الحر” لـ”الديار”، ان عون اطلق صرخته وطالب الحريري بالصعود الى بعبدا من باب الحث على التشكيل وليس التفجير او الهدف ان يكون احراج الحريري لاخراجه.
وتقول اوساط بارزة وواسعة الإطلاع في “الثنائي الشيعي” على ملف الحكومة لـ”الديار” ان قنوات الاتصال لا تنقطع بين الافرقاء في البلد بين الحلفاء والخصوم وفي عز التصعيد هناك منافذ ووسطاء وسعاة خير، وليلة امس الاول، جرت اتصالات للتهدئة بين بعبدا وبيت الوسط وفعلت الاتصالات فعلها لاحتواء التصعيد الذي جرى.
وتقول ان ما جرى حرك الجمود واعاد الحرارة الى قنوات التواصل، وفعّل حركة ” سعاة الخير”، واعاد حراك اللواء عباس ابراهيم الى الواجهة ومن بوابة عين التينة واستئناف مبادرة الرئيس نبيه بري. والتي واكبها حزب الله بإتصالات مع بيت الوسط وميرنا الشالوحي حيث التقى الوزير والنائب جبران باسيل ورئيس “التيار الوطني الحر” بمسؤول الارتباط والتنسيق.
وتشير الاوساط الى ان لا علاقة بين لقاء باسيل وصفا وبين لقاءات وفد حزب الله في موسكو حيث سبق لقاء بيروت، لقاء موسكو بايام.
وتكشف الاوساط ان لقاء باسيل وصفا تطرق الى مبادرة بري الاخيرة، والتي إنطلقت من معادلة 18 وزيراً، وان لا يكون لاي طرف اي ثلث معطل وحزب الله وحركة امل اعلنا بوضوح رفضهما ان يكون لاي حزب او طرف ثلثاً معطلاً، او اكثر من ثلث معطل او ان تتجاوز حصة اي طرف الحكومية حجم تمثيله الطبيعي.
وتؤكد ان محفزات اللقاء بين باسيل وصفا داخلية بحتة ومواكبة، لما جرى من غضب شعبي ومن فلتان سعر صرف الدولار، وبلوغه الـ15 الف ليرة وانكفاء وسطاء الداخل والخارج عن ايجاد حل للمعضلة الحكومية.
فكان حراك حزب الله من نوع تحريك الاتصالات بين باسيل والحريري وعون ولتنشيط الخط الحكومي، ولكن لم يكن لحزب الله اي مبادرة حكومية او طروحات محددة بل اتصالات ودعوات للتواصل ين عون والحريري، لحل الازمة الحكومية، بعدما وصلت الامور الى مستويات خطيرة وحساسة في الشارع وفي الازمة الاقتصادية.
وتؤكد الاوساط ان اللقاء لم ينجح في تبديد مطالب وشروط “التيار”. وانتهى حيث بدأ ولكن لا يعني ذلك توقف الاتصالات ومحاولات اعادة تحريك الجمود.
في المقابل، وحين تؤكد الاوساط ان وفد حزب الله بحث كما اعلن الروسي امس في بيان رسمي وقبلها المؤتمر الصحافي لمسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي والذي اكد فيه، ان الحديث الحكومي كان اساسياً من بواب تحفيز الاتصالات والتمسك بتكليف سعد الحريري من جانب موسكو وحارة حريك ولم يوحِ اللقاء الى وجود مبادرة روسية في ظل وجود مبادرة فرنسية لا تزال قائمة.
من جهة ثانية تؤكد اوساط قيادية في “التيار الوطني الحر” لـ”الديار” ان لقاء باسيل والسفير الروسي امس الاول في اللقلوق، تطرق الى العديد من القضايا ومنها الملف الحكومي والنازحين وتطورات المنطقة ولم يحمل الروسي الى باسيل اي رسالة او مبادرة روسية محددة في ملف الحكومة.