كشف تقرير جديد يتعلق بجرعات لقاحات فيروس كورونا، أنه من الممكن أن يتم تلقيح 70% من سكان كل بلد خلال العام الجاري، وهي نسبة قد تساعد على تحقيق المناعة الجماعية من الوباء في وقت أقرب مما كان متوقعاً في حال تم توزيع الجرعات بشكل عادل.
لكن التقرير الصادر عن مركز الابتكار الصحي العالمي بجامعة ديوك الأمريكية، أشار إلى أن جزءاً كبيراً من جرعات اللقاحات التي سيتم تصنيعها مخصصة بالفعل للدول الغنية، كما رجّح أن تكون الكمية الفعلية من اللقاحات المنتجة هذا العام أقل من المتوقع بسبب التأخيرات غير المتوقعة بما في ذلك نقص المواد الخام.
ومن جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن نحو ثلاثة أرباع لقاحات كورونا المنتجة على مستوى العالم ذهبت إلى 10 دول فقط. وأضافت أن 30 دولة على الأقل لم يمكنها تلقيح أي من مواطنيها بعد. وقالت الصحيفة إن الكثير من الدول الأشد فقراً قد تنتظر سنوات للحصول على جرعات من اللقاحات، وهو تأخير حذر العلماء من خطورته على كل الدول الأخرى، إذا سمح استمرار انتشار الفيروس بظهور سلالات متحورة تقوض اللقاحات.
وحذر تقرير جامعة ديوك الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، يوم الاثنين، والذي استند على تحليل بيانات الشركات المصنعة المتاحة في الوقت الحالي، من أن السلالات المتحورة للفيروس قد تؤدي إلى الحاجة لجرعات إضافية لتعزيز المناعة، ما قد يؤثر على الطلب العالمي ودرجة كفاية الإمداد.
وأدى الطلب الاستثنائي على لقاحات فيروس كورونا، والسرعة القياسية التي تم بها إنتاج العديد من اللقاحات إلى إحداث تحول في صناعة اللقاحات.
فقبل الوباء كان يتم إنتاج 5 مليارات جرعة سنوياً للتلقيح ضد الفيروسات كالإنفلونزا الموسمية والحصبة والنكاف.
ويقدر المصنعون إمكانية إنتاج نحو 12 مليار جرعة من لقاحات كورونا فقط هذا العام، ومن المتوقع أن تؤدي الاستثمارات في السعة إلى زيادة هائلة في الإمدادات خلال الأشهر المقبلة.
وتظهر الأرقام التي تتبعتها شركة Airfinity المختصة بالتحليلات العلمية، أنه تم إنتاج ما يقارب مليار جرعة من لقاحات كورونا خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 9.4 مليار على الأقل بحلول نهاية العام الجاري.
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إلى تحقيق شرط العدالة في توزيع اللقاحات، وحذر من التناقض في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة، ووصفه بالمذهل.
وقال تيدروس إن «الفجوة بين عدد اللقاحات التي تم إعطاؤها في الدول الغنية وعدد اللقاحات التي تم إعطاؤها من خلال مبادرة كوفاكس آخذة في التنامي، وتصبح مذهلة بصورة أكبر كل يوم».
