الجمعة, نوفمبر 22
Banner

أسعار النفط تتراجع بعد ارتفاع …

انخفضت أسعار النفط الخام مجددا بسبب إجراءات الإغلاق العام في عديد من الدول الأوروبية، جراء انتشار الموجة الثالثة من الوباء من خلال السلالات المتحورة، التى جددت القلق والشكوك حول تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.

وتغلب الاتجاه الهبوطي على تأثير جنوح سفينة في قناة السويس وتعطل حركة الملاحة، الذي قاد إلى إشعال الأسعار يوم الأربعاء، بينما لا تزال قيود “أوبك +” على العرض تحفز الأسعار على استعادة وتيرة المكاسب ودفع السوق النفطية نحو علاقة متوازنة ومستقرة بين العرض والطلب.

ويقول لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون، إن المنتجين في مجموعة “أوبك +” يستعدون لاجتماع جديد حاسم في ظل سوق متوترة وسريعة المتغيرات وبيانات وأسعار متقلبة، لافتين إلى أن أغلب التكهنات في المرحلة الراهنة، تصب في صالح إبقاء المجموعة على إنتاج النفط الخام ثابتا، بشكل أساسي لمدة شهر آخر حتى نهاية أيار (مايو) المقبل.

وأشار المختصون إلى موجة الهبوط الأخيرة، التي عززت القناعة بالحاجة إلى السير برفق عندما يتعلق الأمر بكمية النفط الخام، التي يتم طرحها في السوق.

ولفتوا إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة على غير التوقعات السابقة، ما دعم مخاوف الطلب العالمي وحال دون استمرار المكاسب السعرية المرتبطة بتعثر الملاحة في قناة السويس، التى تؤثر في حركة التجارة الدولية بشكل عام.

وفي هذا الإطار، يقول أندريه جروس مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية للطاقة، إن الأسبوع الحالي عكس اضطرابات وتقلبات متلاحقة بسبب الإغلاق العام وتجدد الإصابات في مقابل تعطل الملاحة في قناة السويس، وهو ما جعل الأسعار في دوامة من التقلبات لتصدق توقعات “أوبك” بضرورة الحكمة في التعامل مع مستجدات السوق والحذر من هشاشة وضع الطلب.

وذكر أن اجتماع “أوبك +” سيقرر الإمدادات لأيار (مايو) المقبل وأن أغلب التوقعات ترجح التمسك بقيود العرض الحالية، التى أثبتت فاعليتها كما نجح المنتجون في قراءة تطورات السوق بشكل دقيق، مشيرا إلى أن الإغلاق العام في أوروبا زاد من أعباء الطلب الذي على الأرجح سيستغرق وقتا أطول من المتوقع لاستعادة مستويات الطلب قبل اندلاع جائحة كورونا.

بدوره، يرى فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة، أن السوق النفطية تعرضت لكم كبير من العوامل شديدة التأثير في فترة زمنية وجيزة وكان بعضها دافعا لصعود الأسعار وبعضها الآخر يكبح المكاسب وهو ما نتج عنه استمرار التقلبات السعرية المتلاحقة التي تعكس حالة غياب الاستقرار.

وأضاف أن قائمة العوامل المهمة التي تكبح المكاسب شملت ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية والانتشار السريع لإصابات كورونا في أوروبا ما أدى إلى تشديد قرارات الإغلاق الاقتصادي في مقابل عوامل داعمة، مثل حادث السفينة في قناة السويس وقيود العرض من مجموعة “أوبك +”.

من جانبه، قال بيل فارين برايس المختص الدولي في شؤون النفط، إن تقلبات الأسعار ستستمر دون شك خلال الفترة المقبلة والسوق تحتاج إلى الوصول إلى مرحلة الاستقرار المستدام أن يحدث تعاف حقيقي وقوي في الطلب العالمي على النفط الخام وستخفت عقب ذلك تأثيرات محفزات الهبوط والصعود في الأسعار.

وأشار إلى أن “أوبك +” تتحسب للمستجدات الخاصة في الدول المعفاة من اتفاق خفض الإنتاج، خاصة ليبيا التى شكلت حكومة موحدة وتعلق عليها كثير من الآمال، لافتا إلى أن الاستقرار سيساعد على زيادة الإنتاج بوتيرة قوية والاستفادة من الإعفاء من خفض الإنتاج، حيث تشير بعض التقارير الدولية إلى طموحات ليبيا في رفع إنتاجها النفطي إلى 1.45 مليون برميل يوميا بنهاية العام الجاري مقارنة بـ1.3 مليون برميل يوميا حاليا.

من جانبها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة “أجركرافت” الدولية، إن الجميع يتطلع إلى سرعة حل أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس، التي سيكون لها مردود إيجابي على تقليل المخاوف المرتبطة بوصول الإمدادات في توقيتها، حيث يخشى البعض من أن هذا الاضطراب اللوجستي يمكن أن يضر بالتدفقات التجارية عبر القارة وارتفاع تكاليف الشحن ومطالبات التأمين.

وتوقعت أن الاختناق في ممر القناة لن يستمر طويلا، لذا تراجعت المخاوف وعادت الأسعار إلى الانخفاض، بعدما اتجهت أنظار السوق مجددا إلى أزمة توزيع اللقاحات وارتفاع الإصابات وتمديد فترات الإغلاق في عديد من الاقتصادات الأوروبية والدولية، خاصة في ألمانيا.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، نزلت أسعار النفط ما يزيد على 2 في المائة، إذ انعشت إجراءات العزل العام الجديدة الهادفة لمكافحة فيروس كورونا المخاوف بشأن الطلب على المنتجات النفطية، حتى في الوقت الذي تواجه فيه قوارب قطر صعوبات لتعويم سفينة حاويات جانحة تسد مسار ناقلات النفط الخام في قناة السويس.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.33 دولار أو ما يعادل 2.1 في المائة، إلى 63.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:59 بتوقيت جرينتش، بعد أن قفزت 6 في المائة، أثناء الليل.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.40 دولار أو ما يعادل 2.3 في المائة، إلى 59.78 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت 5.9 في المائة، أثناء الليل.

ونزلت الأسعار في وقت سابق من الأسبوع بفعل مخاوف بشأن تشديد قيود مكافحة الجائحة في أوروبا وتأخر توزيع اللقاحات ما يعطل نمو الطلب على الوقود، لكنها عكست مسارها بقوة يوم الأربعاء بفعل أنباء عن جنوح سفينة في قناة السويس، من المحتمل أن يعيق مسار عشر ناقلات تحمل 13 مليون برميل من النفط.

وتلقت السوق الدعم أيضا يوم الأربعاء بفعل بيانات أظهرت تحسن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة وارتفاع معدلات تشغيل المصافي فيما تظهر بيانات أيضا قوة النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو هذا الشهر.

من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 61.61 دولار للبرميل يوم الأربعاء مقابل 26.27 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث تراجع له على التوالي وأن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 66.89 دولار للبرميل.

Leave A Reply