طور باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم تقنية لمكافحة السرطان، بالجمع بين نوعين من العلاجات، باستخدام الصفائح الدموية المُعدلة.
وقال موقع “نيو أطلس”، العلمي، في تقرير نشره الأحد، إن العديد من التقنيات الجديدة الواعدة لمكافحة السرطان ظهرت في السنوات الأخيرة، مثل العلاج المناعي، الذي يتضمن تعزيز جهاز المناعة في الجسم لمساعدته على استهداف الأورام بشكل أفضل، بالإضافة إلى تقنية استخدام العلاج الحراري الضوئي، الذي يقوم بتسخين الخلايا السرطانية وقتلها من خلال تعريضها للضوء.
وأضاف الموقع أن الدراسة الجديدة تجمع بين هاتين الطريقتين في علاج واحد، بمساعدة الصفائح الدموية الموجودة في مجرى الدم، والتي تلعب دوراً مهماً يتمثل في الاندفاع لتشكيل جلطات عند تلف الأوعية الدموية.
واستفاد الباحثون من هذا الدور، عن طريق تعديل الصفائح الدموية بحيث تتسبب في تلف الخلايا السرطانية.
وتابع: “من أجل حث الصفائح الدموية على إحداث هذا الضرر، قام الفريق في الدراسة، التي نُشرت في مجلة Science Advances، العلمية، بتحميل الصفائح بجسيمات نانوية ضوئية حساسة لضوء الأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى عقار معزز للمناعة، وإدخال هذه الصفائح المُعدلة في مجرى دم فئران التجارب، ثم تركيز ضوء الأشعة تحت الحمراء على الورم، مما أدى لتسخين الصفائح الدموية التي تمر عبر هذا الورم، وبالتالي تلف الأوعية الدموية الموجودة فيه، مما يؤدي إلى جذب المزيد منها إلى المكان”.
وأشار الموقع إلى أنه في الوقت نفسه، تطلق الصفائح الدموية عقاراً منبهاً للمناعة، والذي يلفت انتباه جهاز المناعة في الجسم لوجود أورام، الأمر الذي يخلق استجابة مناعية ضد السرطان، على مستوى جهاز المناعة بأكمله، مما يساعده على مهاجمة ليس فقط الورم المستهدف ولكن أيضاً الأورام الأخرى التي قد تكون قد انتشرت في الجسم، كما يقول الفريق إن هذه التقنية يمكنها أيضاً أن تمنع تكرار الإصابة بالسرطان.
وقد أدى التلف الناتج عن الحرارة إلى خلق “دعامات” تنقل الأدوية المعززة للمناعة إلى عمق الورم.
واختبر الفريق هذه التقنية على 9 نماذج مختلفة من الفئران، ووجدوا أن الحيوانات التي تلقت العلاج الكامل كانت نتائجها أفضل بكثير من المجموعات التي تلقت علاجاً جزئياً أو لم تتلق أي علاج.
وفي الفئران التي خضعت للعلاج الكامل، توقف تطور الورم تماماً تقريباً، ونجا 100٪ منهم طوال فترة التجربة التي استمرت 100 يوم، فيما ماتت جميع الفئران في المجموعات الأخرى قبل انتهاء منتصف المدة.
ونقل الموقع عن قائد الدراسة، البروفيسور ما جوانجوي، قوله: “تعد هذه النتائج واعدة بشكل كبير لاستخدام تقنية الصفائح الدموية الجديدة في علاجات عالية الأداء مضادة للسرطان”.
ورأى الموقع أنه رغم أن هذه لا تزال الأيام الأولى فقط للحديث عن هذا النوع من العلاج، وأنه ليس هناك ما يضمن تحقيق نفس النتائج في البشر، لكنها مع ذلك تعد دراسة مثيرة للاهتمام.