باتت قوائم الانتظار وأقسام العناية المركزة مكتظة بمصابي كورونا في مستشفيات دمشق، إذ بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة المخصصة لمرضى كورونا 100%، وسط ارتفاع في حالات الإصابة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن طبيبة في مستشفى المواساة: “تأتينا حالات كثيرة بحاجة إلى جهاز تنفس، وحالات كثيرة بحاجة إلى عناية مشددة”.
وتضيف بتأثر واضح :”ثمّة حالات لا نستطيع أن نفعل لها شيئا. تموت أمامنا”.
ويوضح مدير مستشفى المواساة، عصام الأمين، الذي يُشرف على أحد أبرز أقسام العزل والعناية المركزة الخاصة بالفيروس، لوكالة “فرانس برس” أنّ “الأرقام الرسمية تعكس نتائج فحوصات بي سي آر التي تجري في المشافي أو للمسافرين”، منوها في الوقت ذاته “بعشرات الحالات المتوسطة والخفيفة تتلقى العلاج الذاتي في المنازل بعد المتابعة مع طبيب مختص”.
وتستقبل المستشفيات، وفق عصام الأمين، “الحالات الشديدة فقط”. ويقول “سوريا في حالة حرب وحصار، ولا تتوفر لديها عينات كبيرة من اختبارات الفحص”.
بدوره قال الدكتور علي رستم، الاختصاصي في أمراض تعفّن الدم: “سرعة الانتشار كبيرة، وهناك زيادة في الأعداد بشكل انفجاري.. هذه الموجة أشد لناحية إشغال أسرّة المستشفيات”.
وفي إحدى غرف المستشفى، يؤكد الدكتور بسام قويدر أن “أسرة العناية المشددة لا تخلو أبدا.. وهناك دائماً من يسجّلون أسماءهم في قوائم الانتظار..الكورونا ليست مزحة”.
وخصّص مستشفى المواساة قرابة 50% من أقسام العناية المركزة لمصابي كورونا، إضافة إلى أكثر من 70 سريراً في قسم العزل.
وفي منتصف الشهر الماضي، بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة المخصصة لمرضى كورونا في مستشفيات دمشق مئة بالمئة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة، في أول إعلان رسمي منذ بدء تفشي الوباء قبل عام. وقالت إنه تم نقل مرضى من أقسام العناية إلى مستشفيات خارج العاصمة.
وجاء ذلك بعد تسجيل تسارع في وتيرة تفشي الفيروس عكسه الارتفاع في عدد المصابين. ودفع هذا الازدياد الحكومة لتخصيص مستشفى جراحة القلب لاستقبال مصابي كورونا، على أن يتم تحويل مرضى القلب إلى مشاف أخرى.
ويأتي ارتفاع عدد الإصابات بسوريا في ظل أزمة معيشية واقتصادية استثنائية، يصعبُ معها فرض اغلاق مشدد، على غرار ما جرى، مع بدء تفشي الوباء، وفق ما يقوله مسؤولون محليون.
ومنذ بدء الجائحة، سجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والبالغة نسبتها أقل من ثلثي الأراضي السورية، أكثر من 19 ألف إصابة، أدت إلى 1274 وفاة.
ويرجح أطباء ومنظمات دولية أن يكون عدد الإصابات أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة. ويُعيد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ذلك إلى محدودية الاختبارات في أنحاء سوريا، فضلاً عن عدم رصد أعداد كبيرة من الحالات غير المصحوبة بأعراض، أو مع أعراض خفيفة.
وأنهكت عشر سنوات من الحرب القطاع الطبي السوري، الذي يعاني أيضا من نقص في الكوادر.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير نشره قبل يومين، إنّه تبلّغ من الحكومة السورية إصابة 654 عاملا طبيا منذ بدء تفشي الوباء، توفي 29 منهم على الأقل.
من جانب آخر وقعت الحكومة السورية في يناير اتفاقا للانضمام إلى مبادرة “كوفاكس” عبر منظمة الصحة العالمية.
في مرحلة أولى، ستوفّر هذه المنصة الدولية 912 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا للسكان في مناطق سيطرة الحكومة السورية وفي شمال شرق البلاد تحت سيطرة “المقاتلين الاكراد”.
وبعدما كان متوقعا وصول اللقاحات خلال الشهر الحالي، قالت مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في دمشق، أكجمال ماجتميوفا، للوكالة، أن التسليم “سيتأخر حتى شهر مايو على الأقل”.
وجاء في تقرير مشترك بين مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أن أولى عمليات التلقيح في سوريا ستحصل في الربع الثاني من العام الحالي “على أبعد تقدير”.
فرانس برس