الإثنين, نوفمبر 25
Banner

جلطات استرازينيكا: النساء أكثر عرضة من الرجال.. إليكم السبب

بعد يومين على إعلان الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية عن حالتي وفاة بسبب التجلط الدموي لدى شخصين تلقيا لقاح “أسترازينيكا”، أكدت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا إنها حددت 30 حالة من حالات حدوث تجلط دموي نادر بعد استخدام اللقاح، وذلك بزيادة 25 حالة عما أفادت به الوكالة سابقا.

وتتزايد التقارير التي تفيد بحدوث جلطات نادرة ظهرت أيضاً في استراليا وهولندا وألمانيا، بعد تلقي هذا اللقاح، لا سيّما بين النساء. الأمر الذي بدا كما لو أن هذا اللقاح مصاب بلعنة، أو ربما هو ذاته بات لعنة على البشرية في ظل لعنة كورونا.

توصيات منظمة الصحة

وكان لبنان بدأ باستخدام هذا اللقاح منذ مطلع الأسبوع الحالي، وخصت وزارة الصحة المعلمين في صفوف شهادة الثانوية العامة به، في سبيل إنجاح إجراء الامتحانات الرسمية. لكن نقابيين كثر رفضوا تلقي اللقاح ودعوا الأساتذة إلى الامتناع عنه، مطالبين بلقاحات أخرى. علماً أن وزارة الصحة حددت استخدامه للفئات العمرية التي يتراوح سنها بين 55 و65 عاماً، ما دفع بالمعلمين الشباب إلى الاحجام عنه.

وحيال عودة التقارير حول جلطات الدم وخصوصاً في اليومين السابقين، في العديد من الدول، تتجه الأنظار إلى وزارة الصحة واللجنة الوطنية للقاحات، وإذا ما كانتا ستتخذان إجراءات معينة بصدده.

مصادر وزارة الصحة أكدت لـ”المدن” أنها تسير وفق إرشادات منظمة الصحة العالمية والتقارير الرسمية التي صدرت عن وكالة الأدوية الأوروبية والتي أكدت أن اللقاح آمن والفائدة منه أكبر بكثير من التعرض لمخاطر الإصابة بكورونا.

توصيات بشأنه الإثنين

بدوره أكد عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة والبروفسور بالأمراض الجرثومية والمعدية جاك مخباط أن اللجنة تجتمع يوم الإثنين المقبل لرفع توصيات حول هذا اللقاح إلى اللجنة الوطنية للقاحات، التي عليها وضع الإجراءات اللازمة، وذلك وفق إرشادات لجنة أطباء الأمراض الجرثومية. لكن حتى الساعة هناك ميل لترجيح استخدامه للفئة العمرية التي تزيد عن 55 عاماً وتقل عن 65 عاماً، وفق التوصيات الأوروبية.

وشرح مخباط أنه كمختص بالأمراض المعدية، يظل هذا اللقاح للوقاية من الأمراض التي يسببها كورونا. والأهم بنظره أن عدد ونسب الأشخاص الذين أصيبوا بالجلطات، بعد تلقي اللقاح، يوازي عدد الأشخاص الذين يصابون بها في الحالات العادية. ولم يظهر في الوقت الحالي ارتفاع نسب الجلطات بسبب تلقي اللقاح.

أدوية منع الحمل

وعزا مخباط ارتفاع نسب الجلطات بين النساء إلى تناولهن حبوب منع الحمل. فارتفاع النسب بينهن مرده إلى تلقي هذه الأدوية التي تجعلهن أكثر عرضة. فهذه الأدوية ترفع نسبة خطر الإصابة بالجلطات في الحالات العادية.

بدوره أكد رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعضو لجنة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، البروفسور غسان دبيبو، أن ارتفاع نسب الجلطات بين النساء مرده إلى تلقي أدوية منع الحمل. وشرح أن هناك دراسات حول هذه المسألة لم تظهر نتائجها النهائية بعد. كما أن النساء لديهن أنواع من الأمراض تتعلق بالمناعة الذاتية القوية تزيد من احتمال التعرض للجلطات أكثر من الرجال.

الفائدة منه لا تقارن بالإصابة

واعتبر دبيبو أن الأمور ليست واضحة بعد حول تسبب اللقاح بالجلطات. في بريطانيا يوجد 30 حالة من أصل 18 مليون تلقوا اللقاح، وفي ألمانيا 30 حالة من أصل نحو ثلاثة ملايين جرعة. والتقارير تفيد أن الجلطات تحدث في الدماغ وتترافق مع انخفاض الصفائح الدموية. لكن في الأحوال العادية ومن دون أخذ أي لقاح تحصل هذه الجلطات بالدماغ بنسبة حالتين إلى 16 حالة، في المليون سنوياً. بينما النسبة تقل عند الذين يتلقون اللقاح، وفق الأرقام المتاحة.

وأكد أنه حتى لو تم تثبيت ارتباط الجلطات باللقاح فهي نادرة جداً. وبالتالي ينصح بأخذ اللقاح، لأن الإصابة بكورونا ترفع نسب الجلطات بالدم بشكل كبير. فلو ثبت أن اللقاح يؤدي إلى الجلطات، النسب هي بين واحد لكل مئة ألف مواطن وتصل إلى واحد لكل 600 ألف مواطن، وفق الأرقام المتداولة. بينما بعد الإصابة بكورونا تحصل جلطات قوية جداً وبنسب مرتفعة هي بنحو 2 في المئة. ما يجعل الفائدة من اللقاح أعلى بكثير من الإصابة بكورونا.

لا جلطات بفايزر

وكانت الوكالة الفرنسية رصدت خلال الفترة بين 19 و25 مارس الماضي 3 حالات تجلط دموي بعد تلقي لقاح “أسترازينيكا”، نتجت عنها حالتا وفاة. علماً أنه منذ بداية حملة التطعيم في فرنسا تم رصد 12 حالة للتجلط الدموي، أسفرت عن 4 وفيات.

بدورها أكدت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا أنها لم تتلق أي تقارير عن حدوث تجلط بعد استخدام اللقاح الذي تصنعه شركتا بايونتيك وفايزر، بينما توفي سبعة ممن تلقوا لقاح أسترازينيكا بعد تسجيل حالات تجلط الدم النادرة.

النساء في هولندا

أما في هولندا فقالت وزارة الصحة في بيان إنه تم اتخاذ القرار بعدم تلقيح الأشخاص الذين يقل عمرهم عن 60 عاماً بهذا اللقاح، بعد تقارير جديدة أصدرتها وكالة مراقبة الدواء ومناقشات مع السلطات الصحية. وقالت الوكالة التي تراقب الآثار الجانبية للأدوية، في وقت سابق الجمعة، إنها تلقت خمسة تقارير عن حدوث جلطات في الدم مع انخفاض عدد الصفائح الدموية بعد تلقي لقاح أسترازينيكا، وكان من بين هذه الحالات امرأة توفيت.

وأوضحت الوكالة أن ما حدث وقع بعد ما بين سبعة إلى عشرة أيام من تلقي اللقاح. وذكرت أن السيدات تتراوح أعمارهن بين 25 و 65 عاما. وتعرضت ثلاث منهن إلى انسداد رئوي حاد وتوفيت واحدة وأصيبت أخرى بنزيف في الدماغ.

أما نائب رئيس الخدمات الطبية بالحكومة الأسترالية مايكل كيد، فأكد أنهم يحقّقون لمعرفة ما إن كانت حالة التجلّط الدموي التي رصدت يوم أمس الجمعة مرتبطة بلقاح “أسترازينيكا”. فقد دخل رجل يبلغ من العمر 44 عامًا مستشفى في ملبورن، بعد أيام من تلقيه لقاح “أسترازينيكا”، وكان يعاني من تجلّط شديد في الدم، وانخفاض في عدد الصفائح الدموية.

Leave A Reply