جاء في صحيفة اللواء : طفا على سطح الحركة الدبلوماسية المتسارعة في لبنان، سواء من قِبل أصدقاء أو خصوم دوليين واقليميين بعضهم لبعض، أمران: الأول: تنظيم المساعدات المتعلقة بالاغاثة والمساعدة على إزالة الركام أو التحقيق أو الاعانات الطبية والغذائية، الثاني: اجراء محادثات بشأن المستقبل السياسي للبلد، سواء في ما خصَّ الحكومة الجديدة أو برنامجها الاصلاحي والاقتصادي.
ثلاثة زوّار يمثلون دولاً كبرى في العالم والاقليم، كانوا يتحدثون حول هذه المواضيع بلقاءات مكوكية مع المسؤولين اللبنانيين: وكيل الخارجية الأميركية ديفيد هيل، وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، التي دعت بعد لقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا إلى الإسراع بتشكيل حكومة تتولى مهامها لفترة محددة، لاجراء إصلاحات عميقة بشكل فعّال.
فيتو أميركي
وكشفت مصادر مواكبة للقاءات الموفد الاميركي دايفيد هيل مع كبار المسؤولين والزعماء السياسيين أنه عرض معهم بشكل عام الأوضاع العامة في لبنان بعد التفجير المدمر الذي استهدف مرفأ بيروت واضراره البليغة مؤكدا وقوف بلاده الى جانب لبنان في هذا الظرف الصعب وحرصها على تقديم المساعدات الانسانية والطبية لاغاثة المتضررين ودعم اعادة إعمار ما تهدم لتجاوز آثار هذه الكارثة، ومؤكدا في الوقت نفسه استمرار بلاده في برنامج دعم الجيش اللبناني.
ولاحظت المصادر ان الموفد الاميركي لم يتطرق في بعض لقاءاته ولاسيما منها مع رئيس الجمهورية ميشال عون الى موضوع تشكيل حكومة جديدة الا عرضا من خلال تكرار الموقف الاميركي المعلن ،الا انه تطرق الى هذا الموضوع بنقاش تفصيلي مع بقية الذين التقاهم وبينهم الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط، مشددا على ان تكون الحكومة الجديدة حيادية او تكنوقراط مستقلة قدر الامكان وتعبر عن تطلعات ومطالب اللبنانيين وخصوصا المتظاهرين في الشارع وتعمل بشفافية وانجاز الاصلاحات البنيوية والهيكلية في القطاعات والادارات الحكومية ولاسيما بالكهرباء وهو ما اعتبره البعض بأنه رفض أميركي قاطع لمشاركة حزب الله والتيارالعوني بالحكومة العتيدة، مشددا في الوقت نفسه على ان تقديم المساعدات المالية من المجتمع الدولي لحل الازمة في لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا باجراء هذه الاصلاحات الضرورية. وفي حين لاحظت المصادر من فحوى النقاشات ان الموفد الاميركي يؤيد المسعى الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان ودعمه في مواجهة تداعيات الانفجار المروع انطلاقا من مشاركة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مؤتمر دعم لبنان ومواكبته المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة، الا انها لاحظت تمايزا اميركيا تمثل باستمرار التشدد الاميركي برفض مشاركة حزب الله بالحكومة المرتقبة ،في حين لوحظ ان الموقف الفرنسي لم يقارب هذه المسألة بهذه الحدة في الاتصالات التي اجراها الرئيس الفرنسي مع مختلف الزعامات السياسية.
بالمقابل، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” ان المشاورات بشأن الملف الحكومي متواصلة انما في وتيرة هادئة وذلك في انتظار بلورة الصورة بشكل اوضح قبيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة.
وقالت ان العمل منصب اكثر على مهمات الحكومة الجديدة والمسؤوليات المطلوبة منها، وطبيعة عملها.
وأكدت أن المطلوب من الحكومة الجديدة العمل على ملفين أساسيين هما: الاصلاح ومكافحة الفساد اذ لا يمكن الأتيان بحكومة بعيدة عن هذين التوجهين.
ورأت ان هذا الامر هو مطلب المجتمع الدولي ايضا، ومن الضروري ان تتمتع بالتمثيل من أجل القيام بهذه المهمة وان تكون بالتالي قادرة على المواجهة ومهما كان شكلها تكنوقراط، اقطاب، وحدة وطنية من المهم ان ترفع هاتين الأولويتين.
وافادت المصادر أن الاتصالات الجارية تتم بعيدا عن الإعلام لتأمين الحد الأدنى من التوافق بين الاطراف السياسيين حول مهمة الحكومة اولوياتها وطبيعتها.
ولفتت الى ان كلام الرئيس عون تحدث أمام زواره من الموفدين الدوليين والمسؤول الأميركي عن الاصلاحات ومكافحة الفساد وضرورة ان يكونا من مهمات الحكومة الجديدة.
واشارت الى ان عون يقود الاتصالات بعيدا عن الاضواء، واللقاء المرتقب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمتوقع الأسبوع المقبل، يندرج في إطار هذه المشاورات، فالموضوع الحكومي سيبحث من ضمن مواضيع عدة تعرض بينهما.
الى ذلك استبعدت اوساط مراقبة تشكيل حكومة في القريب العاجل لكنها في الوقت عينه رأت ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بداية ايلول المقبل الى لبنان، ستكرس الاتفاق السياسي وذلك انطلاقا مما ذكره ماكرون خلال زيارته الأخيرة الى بيروت.
وقال عون أمس ان المشاورات التي يجريها، قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية “هدفها تحضير الأجواء السياسية الملائمة كي تكون الحكومة الجديدة منتجة ومتجانسة ونتيجة توافق بين مختلف القيادات”.
وتردد ان هيل لم يبحث في ترسيم الحدود ولا في تفاصيل الملف الحكومي وهو اوضح ان بلاده لا تتدخل في الشوون اللبنانية وشدد على اهمية الأصلاحات والأصغاء الى تطلعات الشعب.
وعلمت “اللواء” ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أبلغ بعض زوّار انه لن يسمي الرئيس الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، وكذلك لم يسمه النائب جنبلاط.
وهكذا، جمعت كارثة انفجار المرفأ الخصمين اهيل وظريف كلا على حدى، مع المسؤولين اللبنانيين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب،ووزيرالخارجية شربل وهبي ، من باب تاكيد الدعم للبنان، وان اختلفت سياسيا لقاءاتهما مع القوى الاخرى، حيث التقى هيل ايضا البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتقى ظريف قيادة حزب الله. وتواكبت زيارة المسؤولين الاميركي والايراني مع نشاط للسفن الحربية الاميركية والفرنسية والبريطانية قبالة الساحل اللبناني، وهو ما اعتبره ظريف “ليس أمراً طبيعياً وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته”.
لكن قيادة الجيش-مديرية التوجيه اعلنت في بيان، انه “وصلت إلى مرفأ بيروت حاملة الطوافات الفرنسية “PHA Tonnerre”، وعلى متنها وحدة من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي مصطحبة معها الآليات الهندسية والعتاد اللازم للمشاركة في عملية رفع الأنقاض وإزالة الركام من مرفأ بيروت. وان حاملة الطوافات المذكورة محملة أيضاً بمواد طبية وغذائية ومواد بناء وآليتين مخصصتين كهبة للدفاع المدني، وذلك من ضمن المساعدات التي ترسلها الدول الشقيقة والصديقة إلى لبنان بعد الانفجار الكارثي الذي وقع في المرفأ”.
وحسب المعلومات الرسمية، نقل السفير هيل الى الرئيس عون تعازي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بضحايا التفجير في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، مشيراً الى ان توجيهات الرئيس الأميركي ان تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة. وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـــ FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، مؤكدا ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي ،بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته”.
وشدد هيل “على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر “سيدر” والتعاون مع صندوق النقد الدولي لأن ذلك ما يحتاجه لبنان حالياً”.
واكد الرئيس عون على ان التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات حادثة التفجير في المرفأ، وان المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محملة نيترات امونيوم الى مرفأ بيروت وتفريغها فيه، مرحّبًا بفريق مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي لمساعدة الجانب اللبناني في تحقيقاته. واشار الرئيس عون الى ان عددا من المسؤولين في مرفأ بيروت الحاليين والسابقين هم قيد التحقيق. والى ان الحكومة الجديدة التي سوف تشكل ستكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات والمضي في مكافحة الفساد ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرره مجلس الوزراء.
و’ُعلم ان هيل ابلغ عون ان هناك مساعدات عينية اميركية اضافية ستصل الى لبنان. وان عون طلب المساعدة الاميركية في التحقيق لجهة معرفة الجهة التي ارسلت باخرة الامونيوم الى لبنان والسبب وراءها.
ولكن البحث لم يتطرق مع عون الى موضوع ترسيم الحدود البحرية، بل بحث هيل الموضوع مع الرئيس نبيه بري خلال زيارته عين التينة. اضافة الى البحث في الوضع الحكومي، حيث اكد هيل حسب معلومات “على الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاصلاحات وإعادة اعمار ما هدمه انفجار المرفأ،وان تقدم نهجا مختلفا عن سابقاتها من الحكومات لتكسب ثقة الشعب اللبناني”. كما اكد هيل على التقدم الحاصل في عملية ترسيم الحدود البحرية. وقال: ان هناك فرصة للبنان والمنطقة لللانتهاء من هذا الموضوع”.
وذكرت اوساط بيت الوسط ان التركيز في الاجتماع بين الرئيس سعد الحريري وديفيد هيل كان على الحاجة على اعادة اعمار ما دمره الانفجار في بيروت بسرعة قصوى وبرنامج طوارىء لمواجهة اثاره والاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار تمهيدا لاخراج لبنان من الازمة الاقتصادية. وفي المقابل مدى استعداد الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي للمساعدة ماليا واقتصاديا في هذين المجهودين.
بيان هيل
شملت محادثات هيل على الرؤساء الثلاثة دياب والحريري والنائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي، واليوم يلتقي قيادات المجتمع المدني.
وقالت السفارة الأميركية، نقلا عن هيل: “عندما أنهى اجتماعاتي، سيكون لي بيان أكثر شمولاً.. انني أرى ان هناك حاجة إلى قدر كبير من العمل لتحقيق الأهداف والغايات التي دافع عنها، لاقتلاع الفساد، والقيام بالاصلاحات المالية والاقتصادية، والعمل على التغيير في المؤسسات اللبنانية كبسط سيطرة الدولة على الموانئ والحدود، وإصلاح شبكة الكهرباء، والبحث من جديد في شبكة الأمان الاجتماعي..
والأهم ما قاله لجهة عدم الإمكان بقبول “المزيد من الوعود الفارغة، والمزيد من الحكم غير الفعال”.
وأكّد انني استمع إلى مطالب حول إصلاح حقيقي يتسم بالشفافية والمساءلة، ان أميركا مستعدة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم بصدق وتعمل من أجل تغيير حقيقي.
ومن بكركي، قال هيل: لا يمكننا ان نقبل بوعود فارغة بعد اليوم، والولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي، وتستجيب لحاجات الشعب.
ظريف
واستهل وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف لقاءاته في لبنان، فور وصوله مساء الخميس الماضي، حيث التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله..
وأكّد ظريف للرئيس عون استعداد بلاده “لمساعدة لبنان في كل المجالات المتاحة، لا سيما بعد الاضرار الجسيمة التي لحقت بالعاصمة بيروت جراء هذا التفجير”، وابدى “امكانية التعاون في مجالات الصحة والطاقة والكهرباء والمحروقات، وكل ما يطلبه لبنان للتخفيف من الآلام التي اصابت اللبنانيين”.
وقال: ان ايران “حاضرة لتزويد لبنان بالزجاج وبمتطلبات إعادة اعمار المنازل والممتلكات المتضررة”، واعرب عن “الامل في ان يعود لبنان بلدا قويا وقادرا على مواجهة الصعوبات، ومنها المحنة الاخيرة، ويتمكن اذذاك من لعب دوره المحوري والبناء في محيطه والعالم”، وتمنى “تشكيل الحكومة الجديدة القوية التي تلقى دعم جميع الأطراف اللبنانيين، كي تتمكن من أداء عملها في هذه الظروف”، وشدد على ان ايران “تقف الى جانب لبنان حتى يستعيد عافيته كاملة ولن تقصر في أي طلب للمساعدة والدعم”.
عن توصيف البعض لما يحصل في لبنان على انه منازلة دولية على الساحة اللبنانية، قال ظريف بعداللقاء: “ينبغي بذل جهد دولي لمساعدة لبنان وليس لفرض أمور عليه. نحن نعتبر انه ينبغي على كل دول العالم، في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا، تقديم كل المساعدات التي يحتاجها وليس استغلال هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآرب خاصة”.
ونحن نعتبر هذا الموضوع موجود برمته في تصرف لبنان حكومة وشعبا وهما يختاران الشكل الأنسب للتعاون. نحن نعتبر ان العالم ينبغي ان يُبادر.
عما إذا كانت ايران قد عرضت المساعدة في التحقيقات بشأن إنفجار المرفأ؟ أجاب ظريف: نحن نعتقد ان لبنان كبلد سيد حر مستقل ينبغي ان يتولى بنفسه كافة التحقيقات المتعلقة بهذه الحادثة المأسوية كما هو الحال الان بالفعل. ونحن مستعدون للمساعدة إذا ما طلب منا ذلك”.
ومن الخارجية اعلن ظريف “ان الشركات الخاصة الايرانية لديها نفس هذا التوجه في الانفتاح والتعاون مع لبنان في كافة المجالات. كما اؤكد الموقف الثابت والدائم للجمهورية الإسلامية الايرانية بأن لبنان بحكومته وشعبه هو المؤهل في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن مستقبله والخيارات التي يريد ان ينتهجها في المرحلة المقبلة، وايران تقف بشكل ثابت وراسخ امام الخيارات الحرة التي ينتهجها لبنان في هذا المجال”.
نصر الله ينتقد الحريري
سياسياً، اعتبر السيّد نصر الله ان الحديث عن حكومة حيادية تضييع للوقت، وبالنسبة لنا لا نؤمن بوجود حياديين في لبنان.
وأكّد اننا نطالب بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسياً، ونطالب الرئيس المكلف ايا يكن بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تضم أوسع تمثيل سياسي اولويتها الإصلاحات، وإعادة اعمار ما تدمر والمواضيع المعيشية.
وفي موقف، يستدعي الانتباه قال السيّد نصر الله: من لا يستطيع تحمل مسؤولية سياسية بظروف صعبة، فليخرج من الحياة السياسية.
وادرجت مصادر سياسية هذاالموقف بأنه انتقاد مباشر للرئيس الحريري الذي رفض تشكيل الحكومة عندما استقالت حكومته بعد 17 ت1 2019.
وتطرق إلى حكم المحكمة الدولية، وكرر موقف حزب الله، نحن غير معنيين، إذا حكم على أحد اخواننا بحكم ظالم، وأكّد ان أي قرار كأنه لم يكن.
وأوصى جمهور المقاومة بالصبر، لعبور هذه المحنة.
وليلاً، غرد النائب زياد الحواط عضو تكتل “الجمهورية القوية” رداً على السيّد نصر الله: “قضيتم على الأخضر واليابس.أسقطتم الدولة ومؤسساتها وحلم الشباب. أغرقتم لبنان في الأسود بخياراتكم ورهاناتكم وارتهاناتكم. دمرتم لبنان والآتي من أفعالكم أعظم. لن نهابكم ولن تخيفنا تهويلاتكم وتهديداتكم.سنكون بالمرصاد”.
وفي سياق متصل، سيكون غدا لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل موقف من الحكومة والتمثيل فيها وبرنامجها.
التحقيقات
قضائياً، تسلم المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان ادعاء النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي غسّان عويدات، مع محاضر التحقيقات الأوّلية، وباشر دراستها تمهيداً للبدء بإجراء استجواباته الاثنين.
وأكّد القاضي عويدات ان للقاضي صوان الحق بالاستماع إلى الوزراء، وفي حال وجد شبهة يحيل الموضوع إلى النيابة العامة التمييزية لاجراء المقتضى، وعليه، أرجأ المحامي العام التمييزي القاضي غسّان الخوري الاستماع إلى إفادات وزراء الاشغال والمال الذي كان مقررا ان تبدأ أمس، إلى حين إرسال صوان كتاباً حول عدم اختصاصه في التحقيق مع وزراء إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
مخلفات سامة
في سياق متصل، أبدت وكالة تابعة الأمم المتحدة أمس الجمعة قلقها إزاء إمكان وجود مخلفات سامة في بيروت عقب الانفجار الذي شهدته بيروت، وشددت على ضرورة تقييم مدى خطورتها. ومن لبنان، حيث شاركت في مؤتمر صحافي عبر الانترنت نظم في جنيف، قالت مستشارة الأزمات في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ريكا داس إنه “في لحظات معدودة” أدت كارثة 4 آب التي أوقعت أكثر من 171 قتيلا و6500 جريح إلى “تغطية بيروت بطبقات من المخلفات”. وأضافت المسؤولة “يجب علينا تقييم أصناف المخلفات: سامة، طبية، إلكترونية، إلخ”. وتابعت “علينا أن نحدد ما هو خطر وما هو غير خطر، ما يمكن إعادة تدويره وما لا يمكن إعادة تدويره، وأين نضع بشكل آمن ما لا يمكن إعادة تدويره”، مشيرة إلى أن “لبنان لا يملك تجربة كبيرة في إعادة التدوير”. وشددت داس على أن “المشكل متفاقم لأنه توجد أصلا مشكلة فرز نفايات في البلد”.
وأشارت إلى أنه “إضافة إلى هذه المخلفات المرئية والتلوث، يوجد أيضا تلوث البحر الأبيض المتوسط الذي لا نعلم عنه شيئا”. هذا التقييم الذي “بدأ للتو” يتم خاصة “بتعاون وثيق مع خبراء من الاتحاد الأوروبي على دراية بالمخلفات”، ومع “منظمات تطوعية”. لكن العملية معقدة بسبب “صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة”، إذ “لا يزال يوجد طوب وأسقف متداعية. علينا الانتباه لأنفسنا وحماية المهندسين الذين نعمل معهم”، وعبرت عن أملها في الحصول على “النتائج الأولية خلال أسبوع”. وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحاجات المالية الفورية للمهمة بثلاثة مليارات دولار. وقالت ريكا داس في هذا السياق “سنبدأ بهذا (المبلغ) وعندما ننتهي من تقييم مدى تعقيد المسألة سنطلب المزيد”.
جاء في صحيفة اللواء : طفا على سطح الحركة الدبلوماسية المتسارعة في لبنان، سواء من قِبل أصدقاء أو خصوم دوليين واقليميين بعضهم لبعض، أمران: الأول: تنظيم المساعدات المتعلقة بالاغاثة والمساعدة على إزالة الركام أو التحقيق أو الاعانات الطبية والغذائية، الثاني: اجراء محادثات بشأن المستقبل السياسي للبلد، سواء في ما خصَّ الحكومة الجديدة أو برنامجها الاصلاحي والاقتصادي.
ثلاثة زوّار يمثلون دولاً كبرى في العالم والاقليم، كانوا يتحدثون حول هذه المواضيع بلقاءات مكوكية مع المسؤولين اللبنانيين: وكيل الخارجية الأميركية ديفيد هيل، وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، التي دعت بعد لقاء الرئيس ميشال عون في بعبدا إلى الإسراع بتشكيل حكومة تتولى مهامها لفترة محددة، لاجراء إصلاحات عميقة بشكل فعّال.
فيتو أميركي
وكشفت مصادر مواكبة للقاءات الموفد الاميركي دايفيد هيل مع كبار المسؤولين والزعماء السياسيين أنه عرض معهم بشكل عام الأوضاع العامة في لبنان بعد التفجير المدمر الذي استهدف مرفأ بيروت واضراره البليغة مؤكدا وقوف بلاده الى جانب لبنان في هذا الظرف الصعب وحرصها على تقديم المساعدات الانسانية والطبية لاغاثة المتضررين ودعم اعادة إعمار ما تهدم لتجاوز آثار هذه الكارثة، ومؤكدا في الوقت نفسه استمرار بلاده في برنامج دعم الجيش اللبناني.
ولاحظت المصادر ان الموفد الاميركي لم يتطرق في بعض لقاءاته ولاسيما منها مع رئيس الجمهورية ميشال عون الى موضوع تشكيل حكومة جديدة الا عرضا من خلال تكرار الموقف الاميركي المعلن ،الا انه تطرق الى هذا الموضوع بنقاش تفصيلي مع بقية الذين التقاهم وبينهم الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط، مشددا على ان تكون الحكومة الجديدة حيادية او تكنوقراط مستقلة قدر الامكان وتعبر عن تطلعات ومطالب اللبنانيين وخصوصا المتظاهرين في الشارع وتعمل بشفافية وانجاز الاصلاحات البنيوية والهيكلية في القطاعات والادارات الحكومية ولاسيما بالكهرباء وهو ما اعتبره البعض بأنه رفض أميركي قاطع لمشاركة حزب الله والتيارالعوني بالحكومة العتيدة، مشددا في الوقت نفسه على ان تقديم المساعدات المالية من المجتمع الدولي لحل الازمة في لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا باجراء هذه الاصلاحات الضرورية. وفي حين لاحظت المصادر من فحوى النقاشات ان الموفد الاميركي يؤيد المسعى الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمساعدة لبنان ودعمه في مواجهة تداعيات الانفجار المروع انطلاقا من مشاركة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مؤتمر دعم لبنان ومواكبته المباشرة لتشكيل الحكومة الجديدة، الا انها لاحظت تمايزا اميركيا تمثل باستمرار التشدد الاميركي برفض مشاركة حزب الله بالحكومة المرتقبة ،في حين لوحظ ان الموقف الفرنسي لم يقارب هذه المسألة بهذه الحدة في الاتصالات التي اجراها الرئيس الفرنسي مع مختلف الزعامات السياسية.
بالمقابل، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” ان المشاورات بشأن الملف الحكومي متواصلة انما في وتيرة هادئة وذلك في انتظار بلورة الصورة بشكل اوضح قبيل الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة.
وقالت ان العمل منصب اكثر على مهمات الحكومة الجديدة والمسؤوليات المطلوبة منها، وطبيعة عملها.
وأكدت أن المطلوب من الحكومة الجديدة العمل على ملفين أساسيين هما: الاصلاح ومكافحة الفساد اذ لا يمكن الأتيان بحكومة بعيدة عن هذين التوجهين.
ورأت ان هذا الامر هو مطلب المجتمع الدولي ايضا، ومن الضروري ان تتمتع بالتمثيل من أجل القيام بهذه المهمة وان تكون بالتالي قادرة على المواجهة ومهما كان شكلها تكنوقراط، اقطاب، وحدة وطنية من المهم ان ترفع هاتين الأولويتين.
وافادت المصادر أن الاتصالات الجارية تتم بعيدا عن الإعلام لتأمين الحد الأدنى من التوافق بين الاطراف السياسيين حول مهمة الحكومة اولوياتها وطبيعتها.
ولفتت الى ان كلام الرئيس عون تحدث أمام زواره من الموفدين الدوليين والمسؤول الأميركي عن الاصلاحات ومكافحة الفساد وضرورة ان يكونا من مهمات الحكومة الجديدة.
واشارت الى ان عون يقود الاتصالات بعيدا عن الاضواء، واللقاء المرتقب مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والمتوقع الأسبوع المقبل، يندرج في إطار هذه المشاورات، فالموضوع الحكومي سيبحث من ضمن مواضيع عدة تعرض بينهما.
الى ذلك استبعدت اوساط مراقبة تشكيل حكومة في القريب العاجل لكنها في الوقت عينه رأت ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بداية ايلول المقبل الى لبنان، ستكرس الاتفاق السياسي وذلك انطلاقا مما ذكره ماكرون خلال زيارته الأخيرة الى بيروت.
وقال عون أمس ان المشاورات التي يجريها، قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية “هدفها تحضير الأجواء السياسية الملائمة كي تكون الحكومة الجديدة منتجة ومتجانسة ونتيجة توافق بين مختلف القيادات”.
وتردد ان هيل لم يبحث في ترسيم الحدود ولا في تفاصيل الملف الحكومي وهو اوضح ان بلاده لا تتدخل في الشوون اللبنانية وشدد على اهمية الأصلاحات والأصغاء الى تطلعات الشعب.
وعلمت “اللواء” ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أبلغ بعض زوّار انه لن يسمي الرئيس الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، وكذلك لم يسمه النائب جنبلاط.
وهكذا، جمعت كارثة انفجار المرفأ الخصمين اهيل وظريف كلا على حدى، مع المسؤولين اللبنانيين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب،ووزيرالخارجية شربل وهبي ، من باب تاكيد الدعم للبنان، وان اختلفت سياسيا لقاءاتهما مع القوى الاخرى، حيث التقى هيل ايضا البطريرك الماروني بشارة الراعي، والتقى ظريف قيادة حزب الله. وتواكبت زيارة المسؤولين الاميركي والايراني مع نشاط للسفن الحربية الاميركية والفرنسية والبريطانية قبالة الساحل اللبناني، وهو ما اعتبره ظريف “ليس أمراً طبيعياً وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته”.
لكن قيادة الجيش-مديرية التوجيه اعلنت في بيان، انه “وصلت إلى مرفأ بيروت حاملة الطوافات الفرنسية “PHA Tonnerre”، وعلى متنها وحدة من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي مصطحبة معها الآليات الهندسية والعتاد اللازم للمشاركة في عملية رفع الأنقاض وإزالة الركام من مرفأ بيروت. وان حاملة الطوافات المذكورة محملة أيضاً بمواد طبية وغذائية ومواد بناء وآليتين مخصصتين كهبة للدفاع المدني، وذلك من ضمن المساعدات التي ترسلها الدول الشقيقة والصديقة إلى لبنان بعد الانفجار الكارثي الذي وقع في المرفأ”.
وحسب المعلومات الرسمية، نقل السفير هيل الى الرئيس عون تعازي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بضحايا التفجير في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، مشيراً الى ان توجيهات الرئيس الأميركي ان تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة. وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـــ FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، مؤكدا ان بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي ،بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الاصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته”.
وشدد هيل “على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبرا ان ذلك يفتح الباب امام تحرير أموال مؤتمر “سيدر” والتعاون مع صندوق النقد الدولي لأن ذلك ما يحتاجه لبنان حالياً”.
واكد الرئيس عون على ان التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات حادثة التفجير في المرفأ، وان المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محملة نيترات امونيوم الى مرفأ بيروت وتفريغها فيه، مرحّبًا بفريق مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي لمساعدة الجانب اللبناني في تحقيقاته. واشار الرئيس عون الى ان عددا من المسؤولين في مرفأ بيروت الحاليين والسابقين هم قيد التحقيق. والى ان الحكومة الجديدة التي سوف تشكل ستكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات والمضي في مكافحة الفساد ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرره مجلس الوزراء.
و’ُعلم ان هيل ابلغ عون ان هناك مساعدات عينية اميركية اضافية ستصل الى لبنان. وان عون طلب المساعدة الاميركية في التحقيق لجهة معرفة الجهة التي ارسلت باخرة الامونيوم الى لبنان والسبب وراءها.
ولكن البحث لم يتطرق مع عون الى موضوع ترسيم الحدود البحرية، بل بحث هيل الموضوع مع الرئيس نبيه بري خلال زيارته عين التينة. اضافة الى البحث في الوضع الحكومي، حيث اكد هيل حسب معلومات “على الاسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الاصلاحات وإعادة اعمار ما هدمه انفجار المرفأ،وان تقدم نهجا مختلفا عن سابقاتها من الحكومات لتكسب ثقة الشعب اللبناني”. كما اكد هيل على التقدم الحاصل في عملية ترسيم الحدود البحرية. وقال: ان هناك فرصة للبنان والمنطقة لللانتهاء من هذا الموضوع”.
وذكرت اوساط بيت الوسط ان التركيز في الاجتماع بين الرئيس سعد الحريري وديفيد هيل كان على الحاجة على اعادة اعمار ما دمره الانفجار في بيروت بسرعة قصوى وبرنامج طوارىء لمواجهة اثاره والاصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار تمهيدا لاخراج لبنان من الازمة الاقتصادية. وفي المقابل مدى استعداد الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي للمساعدة ماليا واقتصاديا في هذين المجهودين.
بيان هيل
شملت محادثات هيل على الرؤساء الثلاثة دياب والحريري والنائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي، واليوم يلتقي قيادات المجتمع المدني.
وقالت السفارة الأميركية، نقلا عن هيل: “عندما أنهى اجتماعاتي، سيكون لي بيان أكثر شمولاً.. انني أرى ان هناك حاجة إلى قدر كبير من العمل لتحقيق الأهداف والغايات التي دافع عنها، لاقتلاع الفساد، والقيام بالاصلاحات المالية والاقتصادية، والعمل على التغيير في المؤسسات اللبنانية كبسط سيطرة الدولة على الموانئ والحدود، وإصلاح شبكة الكهرباء، والبحث من جديد في شبكة الأمان الاجتماعي..
والأهم ما قاله لجهة عدم الإمكان بقبول “المزيد من الوعود الفارغة، والمزيد من الحكم غير الفعال”.
وأكّد انني استمع إلى مطالب حول إصلاح حقيقي يتسم بالشفافية والمساءلة، ان أميركا مستعدة لدعم حكومة لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم بصدق وتعمل من أجل تغيير حقيقي.
ومن بكركي، قال هيل: لا يمكننا ان نقبل بوعود فارغة بعد اليوم، والولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي، وتستجيب لحاجات الشعب.
ظريف
واستهل وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف لقاءاته في لبنان، فور وصوله مساء الخميس الماضي، حيث التقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله..
وأكّد ظريف للرئيس عون استعداد بلاده “لمساعدة لبنان في كل المجالات المتاحة، لا سيما بعد الاضرار الجسيمة التي لحقت بالعاصمة بيروت جراء هذا التفجير”، وابدى “امكانية التعاون في مجالات الصحة والطاقة والكهرباء والمحروقات، وكل ما يطلبه لبنان للتخفيف من الآلام التي اصابت اللبنانيين”.
وقال: ان ايران “حاضرة لتزويد لبنان بالزجاج وبمتطلبات إعادة اعمار المنازل والممتلكات المتضررة”، واعرب عن “الامل في ان يعود لبنان بلدا قويا وقادرا على مواجهة الصعوبات، ومنها المحنة الاخيرة، ويتمكن اذذاك من لعب دوره المحوري والبناء في محيطه والعالم”، وتمنى “تشكيل الحكومة الجديدة القوية التي تلقى دعم جميع الأطراف اللبنانيين، كي تتمكن من أداء عملها في هذه الظروف”، وشدد على ان ايران “تقف الى جانب لبنان حتى يستعيد عافيته كاملة ولن تقصر في أي طلب للمساعدة والدعم”.
عن توصيف البعض لما يحصل في لبنان على انه منازلة دولية على الساحة اللبنانية، قال ظريف بعداللقاء: “ينبغي بذل جهد دولي لمساعدة لبنان وليس لفرض أمور عليه. نحن نعتبر انه ينبغي على كل دول العالم، في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا، تقديم كل المساعدات التي يحتاجها وليس استغلال هذه الظروف الصعبة لتحقيق مآرب خاصة”.
ونحن نعتبر هذا الموضوع موجود برمته في تصرف لبنان حكومة وشعبا وهما يختاران الشكل الأنسب للتعاون. نحن نعتبر ان العالم ينبغي ان يُبادر.
عما إذا كانت ايران قد عرضت المساعدة في التحقيقات بشأن إنفجار المرفأ؟ أجاب ظريف: نحن نعتقد ان لبنان كبلد سيد حر مستقل ينبغي ان يتولى بنفسه كافة التحقيقات المتعلقة بهذه الحادثة المأسوية كما هو الحال الان بالفعل. ونحن مستعدون للمساعدة إذا ما طلب منا ذلك”.
ومن الخارجية اعلن ظريف “ان الشركات الخاصة الايرانية لديها نفس هذا التوجه في الانفتاح والتعاون مع لبنان في كافة المجالات. كما اؤكد الموقف الثابت والدائم للجمهورية الإسلامية الايرانية بأن لبنان بحكومته وشعبه هو المؤهل في اتخاذ القرارات المصيرية بشأن مستقبله والخيارات التي يريد ان ينتهجها في المرحلة المقبلة، وايران تقف بشكل ثابت وراسخ امام الخيارات الحرة التي ينتهجها لبنان في هذا المجال”.
نصر الله ينتقد الحريري
سياسياً، اعتبر السيّد نصر الله ان الحديث عن حكومة حيادية تضييع للوقت، وبالنسبة لنا لا نؤمن بوجود حياديين في لبنان.
وأكّد اننا نطالب بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسياً، ونطالب الرئيس المكلف ايا يكن بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تضم أوسع تمثيل سياسي اولويتها الإصلاحات، وإعادة اعمار ما تدمر والمواضيع المعيشية.
وفي موقف، يستدعي الانتباه قال السيّد نصر الله: من لا يستطيع تحمل مسؤولية سياسية بظروف صعبة، فليخرج من الحياة السياسية.
وادرجت مصادر سياسية هذاالموقف بأنه انتقاد مباشر للرئيس الحريري الذي رفض تشكيل الحكومة عندما استقالت حكومته بعد 17 ت1 2019.
وتطرق إلى حكم المحكمة الدولية، وكرر موقف حزب الله، نحن غير معنيين، إذا حكم على أحد اخواننا بحكم ظالم، وأكّد ان أي قرار كأنه لم يكن.
وأوصى جمهور المقاومة بالصبر، لعبور هذه المحنة.
وليلاً، غرد النائب زياد الحواط عضو تكتل “الجمهورية القوية” رداً على السيّد نصر الله: “قضيتم على الأخضر واليابس.أسقطتم الدولة ومؤسساتها وحلم الشباب. أغرقتم لبنان في الأسود بخياراتكم ورهاناتكم وارتهاناتكم. دمرتم لبنان والآتي من أفعالكم أعظم. لن نهابكم ولن تخيفنا تهويلاتكم وتهديداتكم.سنكون بالمرصاد”.
وفي سياق متصل، سيكون غدا لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل موقف من الحكومة والتمثيل فيها وبرنامجها.
التحقيقات
قضائياً، تسلم المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان ادعاء النائب العام لدى المجلس العدلي القاضي غسّان عويدات، مع محاضر التحقيقات الأوّلية، وباشر دراستها تمهيداً للبدء بإجراء استجواباته الاثنين.
وأكّد القاضي عويدات ان للقاضي صوان الحق بالاستماع إلى الوزراء، وفي حال وجد شبهة يحيل الموضوع إلى النيابة العامة التمييزية لاجراء المقتضى، وعليه، أرجأ المحامي العام التمييزي القاضي غسّان الخوري الاستماع إلى إفادات وزراء الاشغال والمال الذي كان مقررا ان تبدأ أمس، إلى حين إرسال صوان كتاباً حول عدم اختصاصه في التحقيق مع وزراء إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
مخلفات سامة
في سياق متصل، أبدت وكالة تابعة الأمم المتحدة أمس الجمعة قلقها إزاء إمكان وجود مخلفات سامة في بيروت عقب الانفجار الذي شهدته بيروت، وشددت على ضرورة تقييم مدى خطورتها. ومن لبنان، حيث شاركت في مؤتمر صحافي عبر الانترنت نظم في جنيف، قالت مستشارة الأزمات في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ريكا داس إنه “في لحظات معدودة” أدت كارثة 4 آب التي أوقعت أكثر من 171 قتيلا و6500 جريح إلى “تغطية بيروت بطبقات من المخلفات”. وأضافت المسؤولة “يجب علينا تقييم أصناف المخلفات: سامة، طبية، إلكترونية، إلخ”. وتابعت “علينا أن نحدد ما هو خطر وما هو غير خطر، ما يمكن إعادة تدويره وما لا يمكن إعادة تدويره، وأين نضع بشكل آمن ما لا يمكن إعادة تدويره”، مشيرة إلى أن “لبنان لا يملك تجربة كبيرة في إعادة التدوير”. وشددت داس على أن “المشكل متفاقم لأنه توجد أصلا مشكلة فرز نفايات في البلد”.
وأشارت إلى أنه “إضافة إلى هذه المخلفات المرئية والتلوث، يوجد أيضا تلوث البحر الأبيض المتوسط الذي لا نعلم عنه شيئا”. هذا التقييم الذي “بدأ للتو” يتم خاصة “بتعاون وثيق مع خبراء من الاتحاد الأوروبي على دراية بالمخلفات”، ومع “منظمات تطوعية”. لكن العملية معقدة بسبب “صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة”، إذ “لا يزال يوجد طوب وأسقف متداعية. علينا الانتباه لأنفسنا وحماية المهندسين الذين نعمل معهم”، وعبرت عن أملها في الحصول على “النتائج الأولية خلال أسبوع”. وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحاجات المالية الفورية للمهمة بثلاثة مليارات دولار. وقالت ريكا داس في هذا السياق “سنبدأ بهذا (المبلغ) وعندما ننتهي من تقييم مدى تعقيد المسألة سنطلب المزيد”.