الجمعة, نوفمبر 22
Banner

في وداع أختي زهرة ـ بقلم محمد حسين بزي

قلبي المحروق على فراقكِ يا أختي لا زال يشتعل، أسبوع مضى ولم تخبُ ناره، ولن تخبو حتى انعدام خطوي على الأرض، وانقطاع نفسي منها.. أختاه، كيف أنسى حنانكِ، لهفتكِ عليَّ.. حدّ أنّه كان يُغشى عليكِ عندما أكون في خطر، في مرض، أو جرح أو نازلة.. ما عساي أفعل الآن وقد أغلق الموت جفنيكِ على عينيكِ الزيتونيتين الجميلتين..؟ ما عساي أفعل والفاجعة تلتحفني من رأسي حتى آخر فكرة في السماء؟ حتى آخر زهرة في الأرض، حتى أنفاسي لم تعد تطاول أعلى رئتي وأنا أمشي ليلاً في جبانة بنت جبيل حيث أودعتكِ تراباً كان لأمي فيه نصيبٌ فاجعٌ.

ما هذا الليل يا حبيبتي؟! وما هذا المدلهم أيتها السماء..؟! وما هذا التراب الذي يتسع لكلّ أمانينا الطفولية؟! لقد حاربتُ معكِ وعنكِ بكل ما أستطيع، وحميتكِ من كلّ خوف داهَمَ مساءات العمر وخيباته، وأنتِ وحدكِ التي كنتِ تعرفين أسرار حكايا العمر القصير، وما كان من غدر المرايا.. وتعرفين أنّه مذ ولدتِ (عام 1979) ولد الفرح في روحي.. كم لعبتُ معكِ وناغيتكِ، وكم حملتكِ على كتفيّ وهدهدتكِ؟ وكم ركضتُ خلفكِ تحت صنوبرة بيتنا وأشجار لوزه في بنت جبيل..؟وأنتِ وحدكِ تعرفين معنى البحر في بيروت؛ واللعب على رمل بحرها الجميل.. آهٍ من بيروت ولبيروت يا أختي..!اليوم ترحلين عنها وعن بنت جبيل وعنّا، وترحل معكِ الطفولة التي لم تغادركِ يوماً، اليوم، ومن جديد ترحل ذاكرة أمي الجميلة؛ حيث كنتِ آخر فرحة لها، ويرحل فستانكِ الأبيض، بل قلبكِ الأبيض، بل كفنكِ الأبيض؛ الذي كفّنا به أعيننا عن كلّ جمال بعدكِ يا زهرة.

بيروت 8/4/2021

الواقع فيه حزني

Leave A Reply