دموع الاسمر – الديار
طوابير امام الافران، مشهد جديد يضاف الى مشاهد الطوابير امام محطات المحروقات وامام الصراف الالي في المصارف وامام الصيدليات ومحلات اخرى، هي مشاهد تعيد ذاكرة المواطنين الى زمن الحرب الاهلية. بل هناك من يشير الى ان ما يحصل هذه الايام هو اصعب بكثير من ايام المحنة اللبنانية السيئة الذكر.
هل هو مشهد يستكمل اذلال المواطن في لقمة عيشه، هذا ما يضج في أذهان المواطنين الذين يزدحمون امام الافران في صفوف طويلة للحصول على ربطة خبز.
مشاهد غير مألوفة تنبئ بأن ما ينتظره اللبنانيون في الايام المقبلة هو افظع مما هو عليه اليوم. فبين الخلافات القائمة بين وزارة الاقتصاد ونقابة الافران يضيع المواطنون تحت اقدام المتنافسين على حلبة الخلافات غير مبالين بما يصيب هؤلاء المواطنين من إذلال ينتظرون ساعات حتى بات قول احدهم “ان عليه ان يستيقظ في الصباح ليقف ما يقارب الساعات في طابور طويل امام الصراف الالي ليحصل على راتبه. وبعد ذلك ينتقل الى طابور المحروقات ليحصل على صفيحة بنزين واحدة وبعده ينتقل الى طابور الخبز ثم طابور الصيدليات وينتهي نهاره بين الطوابير وكأن مؤامرة اقتصادية معيشية مفتعلة حيكت ضد اللبنانيين وفي طرابلس والشمال اكثر من يتأثر بهذه الاوضاع المأسوية التي تذل المواطن وترهقه.
وما يثير التساؤلات ان رغيف الخبز وهو كخط احمر يقتضي عدم المس به بات موضع «تناتش» وخلافات واكثر من يتضرر من هذا «التناتش» القائم بين الاقتصاد والنقابة هي المناطق الشمالية النائية والقرى والبلدات حيث لا افران في مناطقهم فيضطرون الى تكبد عناء مسافات بعيدة للحصول على ربطة خبز. وهذا ما بدأ يثير الاشكاليات في تلك المناطق وليزيد من المعاناة والقهر والظلم كمن يتعرض للجلد اليومي في غياب الشعور بالمسؤولية تجاه مصالح المواطنين في هذه الظروف العصيبة من قبل اي مسؤول في الطبقة الحاكمة.
فباتت ربطة الخبز التي يبلغ سعرها 2500 ليرة تكلف المواطن اجرة نقل من القرية الى اقرب فرن بحيث يصبح سعرها يفوق قيمتها وهذا الامر يثير قلقا مضاعفا لدى المواطنين في المناطق النائية.
وقد برزت تساؤلات عند المواطنين انهم يستيقظون كل صباح على طابور جديد فما هي الطوابير الجديدة في الايام المقبلة؟…