السؤال يبدأ ماذا عن العام ٢٠٢٠ ؟ وصلت أنفاسه منهكة ، لا من مورد لمادة الانعاش، تتداعى اسقاطاته رغم عامل الزمن. بقي تأثيرها غالبا على استدامة أزمة حين يأتيك من كل جهات الأرض من يطلق التوصيف دون جرأة على مقاربة الأسباب الموجبة والأهم الإفلاس في انتاج الحلول وانضاجها رغم تعدد المنصات، بعضها استعراضي يساق عن بعد مع تقزيم للشاشات، حيث المطلوب حجبها عن الجمهور ؛ لا بل التخصيص الممنهج لقطاعات إنتاجية وإطلاق مهمة الاستهلاك المفرط بالجملة بجهر ناطق حينا وتسرب مضمر احيانا. من شأن ذلك ان يدفع النظر الى لوحة الوانها من ريشة المحترفين؛ ترسم اشكالا لصور عملاقة المشبهة بالفعل ؛ وهي وان كانت تشابهية فان مثواها القعود والشلل ؛ تفككت جذورها في ربط اليوم بالغد. اما في نواة الحقيقة المغيبة عمدا لتقصير في خاصرة الحاضر وقصور يستوجب غسل كلى سياسي ؛ أليسوا أنفسهم من يتسابقون على نعي البلد الفقيد واقامة مراسم الدفن. لا لشيء الا لتحشيد الجمهور والحلم باستدانة الأصوات تبعا وتبعية ، والدين هنا لا يتم الا بسعر الريع المدعوم ، مع تغليب عنصر الصدمة على عوامل التوعية في بناء هيكل ديمقراطي لطالما تغنينا به حتى فقدان آخر تذكرة سفر تعبر بنا الى نظام آمن. اليوم نقف مع ربيع ٢٠٢١ لا شيء يغطي احلامنا الا المراوغة وإتقان التسويف والمماطلة، لا شيء فيه أمل باسترداد رغيفنا ؛ بعد اصابته بجائحة اختزال الحجم والاعتزال في الرفوف ؛ لا قرار يعفي التصلب في خراطيم الوقود، لا خط استواء في قضايا التشظي افقيا والتلطي خلف الحقوق عاموديا ؛ وصولا الى الضياع التام وفقدان التوازن في كيفية احتواء رفع الدعم عن مستحقيه وليس العابثين به. لا يجديك نفعا كتابة او تصريحا او مقالا فضجيج فجور البعض اقوى من زمن العتب. حراك أزمة سياسي يرمي ثقله على اكتاف الخارج ويستجدي التدخل دون عتبة خجل او حياء. ضجرت وملت المبادرات الدولية، تاهت عن أصل دولها فتداخلت المصادر وعلقت في شباك الأطماع الأنانية ؛ صدحت اصوات البيانات ؛ والردود قصائد من ترف خال من شعور المواطنة. فلا مشوار الذهاب فيه نقاط الحرص ، ولا نظيره في الاياب يتضمن أي رؤية ، والتصفيق يعلو مزهوا بلغة التشنج الطائفي والتقويم المذهبي وقطع خيط التواصل الرفيع؛ الفصح الغربي افصح عن قمة كيدهم، والصوم الأصيل أشار في جوهر الصبر الى نشوة غرائزهم . وأولئك ايضا سطروا الغزل لأنفسهم في الانتساب الى مواقفهم المتصلبة رغم ان الناس سئموا الوقوف امام مرآتهم ؛ الى كل هؤلاء العابثين بأمننا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي والبيئي. نؤكد ان لغة الربيع من رائحة الجنة. أعيدوا تصويب البوصلة نحو صلاة وحدة وطنية صادقة عطرة ، ومن دون تجارة ؛ تسقط وحدها أقراص لهيب النار ، فلنبحث في دفاترنا عن كلمة السر ؛ رجل من أرجوان الحب في قانا ؛ يقظ رغم كل مظاهر السياسة النائمة، لامس المعروف في استيقاظ الحكمة المجردة المتعففة ؛ رائد في البلد، تاريخه الاباء، والأصل عنده مدرسة الصدق والوفاء؛ أجهد النفس في تقواها ؛ عنوان بالخط الوطني العريض ؛ سمو مبادرة الانقاذ ورقيها بحجم عمق الانتماء ؛ الحلول بين كفيه على ايقاع أبجدية لبنان النهائي ؛ يبتدع شغف الافق في هجرة النوايا عند كل مسعى، ويستبق السمع مع البدايات، لا يرتهن الى معزوفة النهايات المعلبة فهو ارادة الفعل ونواة الأصل؛ اذا كان هناك من يؤمن معنا اننا ما زلنا في الربيع، فالثمر الأخضر واحد …..