حذر الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة الفلسطيني من أن القطاع يشهد “زيادة مقلقة “في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن قطاع غزة يسجل أكثر من 1000 إصابة جديدة بفيروس كورونا كل يوم على مدار الأسابيع الماضية، لافتا إلى أنه في الوقت الحالي، أعلنت وزارة الصحة غزة بأكملها تقريبا كمنطقة “حمراء” بسبب انتشار عدوى هذا الفيروس بين السكان، إذ “تتراوح نسبة الحالات الإيجابية للفيروس (أي الإصابات المؤكدة) بين 30% و38% لجميع الأشخاص الذين خضعوا للفحوصات”.
وأفاد الصليب الأحمر بحالة مستشفيات القطاع، موضحا أن هذه المستشفيات تجد نفسها “تحت ضغط هائل لاستقبال المرضى الذين جرى إدخالهم حديثاً، وتعاني من نقص سعة وحدات العناية المركزة، ونقص حاد في الأدوية الأساسية”.
وأشار محذرا إلى أنه “لم يصل إلى القطاع سوى بعض الآلاف من جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا حتى الآن، وهي أقل بكثير مما هو مطلوب لتغطية احتياج السكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة”، مشددا على أنه “من الصحيح أن الجرعات الأولى من اللقاح قد بدأت تصل إلى قطاع غزة، وهي تمثل بصيص أمل، إلا أن بعض الآلاف من الجرعات أو ما يشابهها لا يكفي ببساطة لأكثر من مليوني شخص يعيشون في القطاع، فهناك حاجة ماسة إلى المزيد من اللقاحات”.
من جانبها، قالت سوزان، وهي ممرضة في القطاع:”الوضع مخيف. كل يوم أرى أشخاصاً يواجهون حتفهم بسبب كوفيد-19، وعندما أكون في المنزل، أقوم بإعداد كل وصفة تخطر على بالي لزيادة مناعة أطفالي…أتساءل دائماً كيف أحميهم وأحمي نفسي حتى لا يفقدوني”، بحسب بيان الصليب الأحمر.
تجدر الإشارة إلى أن الإجراءات التي فرضتها السلطات في القطاع تشمل حظر تجول ليلي وحظر حركة المركبات بعد الساعة السابعة مساء، في حين لفت الصليب الأحمر إلى أن “نجاح هذه الإجراءات يعتمد بشكل كبير على مدى استعداد السكان للالتزام بإجراءات الصحة العامة مثل ارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي خلال شهر رمضان، وأثناء التجمع عند موعد الإفطار مع العائلة والأصدقاء”.
وأضاف الصليب الأحمر: “علاوة على التحديات التي تفرضها الجائحة، فإن الوضع الإنساني آخذ بالتدهور في غزة، فقبل أن تبدأ أزمة كوفيد-19، كان الوضع الاقتصادي أسوأ ما كان عليه منذ النزاع في عام 2014، إذ تشير الإحصاءات إلى أن أربع عائلات من أصل خمس تعاني من أوضاع عمل غير مستقرة وانعدام الدخل المستدام، ووصلت البطالة معدلات قياسية تجاوزت 50%، وبلغ معدل البطالة في صفوف الشباب 70%”، مشيرا إلى أن “السكان بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم والحفاظ على مشاريعهم التجارية”.
وأوضح الصليب الأحمر أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي منظمة غير متحيزة ومحايدة ومستقلة، تتمثل مهمتها الإنسانية البحتة في حماية أرواح ضحايا النزاع المسلح وحالات العنف الأخرى، وضمان الحفاظ على كرامتهم وتقديم المساعدة لهم”.