السبت, نوفمبر 23
Banner

الأخبار : رفع الدعم يقترب: بحث عن مصادر لتمويل البطاقة | بلى… الجيش اقترح خطاً جديداً على عون

 

جاء في صحيفة ” الأخبار ” : بعدما أضيف ملفّ ترسيم الحدود البحريّة إلى دائرة القضايا العالقة ‏والمسبّبة للمزيد من الانقسام، يتقدّم النقاش حول البطاقة التموينيّة، مع ‏اقتراب رفع الدعم عن السلع الأساسيّة، لكن من دون تأمين مصدر لتمويل ‏البطاقة

لا يزال ملف ترسيم الحدود البحرية مع “فلسطين المُحتلة” ومشروع تعديل المرسوم 6433، يتقدّم واجهة التطورات، ‏وخاصّة بعدَ دخوله في قلب النزاعات السياسية. وبعدما كشفت “الأخبار” أمس عن خطوط للحدود، تعمَد قيادة الجيش ‏الى إدخالها في إطار التفاوض كحل وسط يعطي لبنان نحو 1300 كيلومتر مربع بدلاً من 2290 (راجع “الأخبار”، ‏الثلاثاء 20 نيسان 2021) سارع الجيش الى نفي الخبر، مؤكداً أن “الوفد المفاوض مستمر في أداء مهمته في ‏المفاوضات التقنية غير المباشرة بالتنسيق الكامل مع السلطات الرسمية ذات الصلة، على أساس الدراسة المُعدّة في قيادة ‏الجيش والتي طرحت خلال جلسات التفاوض وفقاً للقانون الدولي، والقائمة على أسس علمية وقانونية ومثبتة وفقاً ‏للأدلّة والدراسات المعدّة لدى مصلحة الهيدروغرافيا في قيادة الجيش‎”.

اللافت أن بيان قيادة الجيش، الذي صدر كنَفْيٍ، لم يُكذّب ما نشرته “الأخبار”، بل تناول نقطة أخرى، ولا سيما أن ‏المعلومات التي نُشرت لم تذكر أن وفد التفاوض قدّم اقتراحاً جديداً على طاولة المفاوضات، بل كشفت أن قيادة ‏الجيش اقترحت خطاً جديداً على رئيس الجمهورية. وتؤكد المعلومات أن “قائد الجيش العماد جوزف عون أرسل ‏الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتاريخ 16 من الشهر الجاري تقريراً عن الخط الجديد، وبعد ثلاثة أيام ‏تولّى فريق من الجيش شرح الفكرة للرئيس في لقاء عقد في بعبدا”، وهي فكرة تقوم على قاعدة أن نتيجة ‏المفاوضات لا شك ستكون تراجعاً عن الخط 29، لكن المطالبة به ستجبر العدو الإسرائيلي على العودة إلى ‏المفاوضات، على أن يتمّ طرح الخط الجديد “كحل وسط يرضي جميع الأطراف‎”.‎

التخبّط اللبناني، في ما يتعلّق بإدارة الملف، جعلَ أكثر من جهة تدخل على الخط، من بينها لجنة “الإدارة والعدل” ‏التي سبق أن عقد رئيسها النائب جورج عدوان مؤتمراً صحافياً للتشديد على ضرورة توقيع تعديل المرسوم. وقد ‏عقدت اللجنة أمس جلسة خاصة لمناقشة المقاربة التي يجب أن تعتمد لتعديل المرسوم 6433 المتعلق بترسيم ‏الحدود. وقال عدوان بعد الجلسة “قرأنا وشاهدنا وسمعنا في وسائل الإعلام أن هناك تبديلاً في موقف الوفد ‏اللبناني المفاوض حول اعتماد خط آخر غير الخط 29. وعند قراءة هذه الأخبار، تواصلت مع وزيرة الدفاع ‏الوطني أولاً، وهي أكدت لي أن هذا أمر غير صحيح إطلاقاً، وأن الموقف لم يتغيّر وهو مبني على أسس علمية ‏وقانونية، وبالتالي من غير الطبيعي أن يتبدّل أو يتغيّر”. ولفت الى أن “اللجنة تقف خلف الوفد المفاوض ومطلبه ‏المحق القانوني والتقني المبني على القانون وعلى معطيات علمية موثقة. وبنتيجة الحديث عن هذا الموضوع، تُحمّل ‏اللجنة الحكومة المستقيلة المسؤولية الكاملة لكي تجتمع فوراً وتتخذ قراراً بتعديل المرسوم 6433 تحت طائلة ‏المساءلة الدستورية بالإخلال بالواجب الوطني”. مطّلعون على أجواء الجلسة، أشاروا إلى أن عدوان كان قد دعا ‏وزيرة الدفاع زينة عكر لحضور الجلسة، لكنها لم تستطِع لأسباب خاصة، مقترحة إرسال ممثل عنها، وهو العقيد ‏البحري مازن بصبوص، لكنه رفض. وأكّدت المصادر أن عكر لم تنفِ لعدوان ما نشرته “الأخبار‎”.‎

من جهة أخرى، يقطّع لبنان أسبوعاً جديداً من دون حكومة، ولا يبدو حتى الساعة وجود مؤشرات كافية تدلّ على ‏أن لدى الأطراف المعنيين النية للتوافق على مخارج للمأزق، رغم وجود دفع خارجي. وبينما تظهر القوى ‏السياسية كمن أخذت “عطلة” من موضوع الحكومة، في ظل تأكيد أكثر من مصدر مطّلع أن “لا مبادرات أو ‏اتصالات يُبنى عليها”، تتزايد المخاوف من استمرار انهيار الدولة وعدم القدرة على استيراد الدواء والغذاء ‏والمحروقات، وتتزايد معها التحذيرات من انفجارات أمنية وشعبية مع اقتراب رفع الدعم في الأشهر المقبلة. ‏وعليه، يتقدّم النقاش حول فكرة البطاقة التموينية، وهناك توجّه الى اعتماد خطّة لتوزيع نحو 750 ألف بطاقة على ‏‏750 ألف عائلة، فيما الخلاف لا يزال حول قيمة المبلغ الذي ستستفيد منه الأسر، إضافة إلى مصدر تمويلها. ‏وزير الاقتصاد راوول نعمة يريد أن يقتصر المبلغ الشهري لكل عائلة على مليون و300 ألف ليرة لبنانية، بينما ‏يطالب الوزراء بمبلغ مليون و800 ألف ليرة. وإلى الآن، يواجه مشروع هذه البطاقة مشكلة غياب مصادر ‏التمويل، علماً بأن رئيس الجمهورية يرفض إلغاء الدعم قبل تأمين البطاقة. وعلمت “الأخبار” أن زيارة رئيس ‏الحكومة حسان دياب الأخيرة لقطر تأتي في إطار البحث عن مصادر تمويل. وفي ختام زيارته، قال دياب في ‏بيان إن “الدوحة لم تتخلّ يوماً عن محبّتها للبنان. لقد تباحثنا مع سموّ الأمير ومع دولة رئيس مجلس الوزراء ‏والمسؤولين هنا في الشؤون العربية، وانعكاسات غياب التضامن العربي على الأزمة اللبنانية، وكان هناك تأكيد ‏ضرورة عودة العرب الى كنف الأخوّة، لأن المخاض الذي تعيشه المنطقة يحتاج الى أعلى درجات التنسيق بين ‏الأشقاء، ولأن تداعيات هذا المخاض ستكون خطيرة على الدول العربية، تحديداً، وتهدد حاضرنا ومستقبلنا‎”.

وأشار إلى أن “لبنان يمر بمرحلة صعبة، ويفتقر الى جهد عربي موحد، وإلى دور يجمع اللبنانيين ويحضّهم على ‏التلاقي والتفاهم، ويقطع الطريق على الاستثمار في خلافاتهم”. وأكد أننا “وجدنا في الشقيقة قطر ما نبحث عنه، ‏حيث تمّت لقاءاتنا في إطار من الأخوّة غير المستغربة، وأكدت لنا دولة قطر موقفها الثابت من دعم لبنان وشعبه ‏وأمنه واستقراره‎”.‎

Leave A Reply