الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الجمهورية : إستمرار القطيعة بين المؤلّفين… ‏ومبادرة برّي مستمرة ولكن…‏

وطنية – كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : لم يسجّل أمس على جبهة الاستحقاق الحكومي اي تطور ملموس ‏يشي بحصول اي لقاءات تدفع في اتجاه انجاز هذ الاستحقاق رغم ‏بعض المعطيات التي ترشح من هنا وهناك وتبعث على توقع ولادة ‏الحكومة في موعد اقصاه نهاية الشهر الجاري لاعتبارات تتعلق ‏بالاخطار التي تتهدد البلاد مالياً واقتصادياً في حال رفع الدعم عن ‏بعض المواد والقطاعات الاساسية قبل نهاية الشهر المقبل الموعد ‏الذي يحدده البعض لنضوب الاحتياط في مصرف لبنان. وكما في ‏القصر الجمهوري كذلك في “بيت الوسط” لم يسجل أمس اي نشاط ‏يتصل بتأليف الحكومة الجديدة وسط غياب شبه تام للوسطاء ‏المحليين بعد انتهاء الحركة الديبلوماسية التي قادها أخيراً الموفد ‏الاميركي ديفيد هيل وقبله سفراء المملكة العربية السعودية وليد ‏البخاري إضافة الى سفيرتي الولايات المتحدة وفرنسا دوروتي شيا وآن ‏غريو. فيما سيسافر الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري الى ‏الفاتيكان غداً للقاء قداسة البابا فرنسيس، في وقت لم يعلن عن ‏البرنامج الموسع للقاءاته مع المسؤولين الايطاليين في روما بعد ‏انتهاء محادثاته في الدولة الفاتيكانية.‏

فيما ترتفع وتيرة التوتر السياسي بسبب الفراغ الحكومي المفتوح ‏وغياب الحلول وانقطاع التواصل وفتح الملفات وتوجيه الاتهامات، ‏ترتفع وتيرة الضغوط الشعبية بفعل الانهيار المتمادي والخشية من ‏الأسوأ في ظل غياب المخارج وأي أفق للمعالجات، كذلك ترتفع وتيرة ‏الضغوط السياسية في كل الاتجاهات وتحديداً بين المسؤولين في ‏السلطة والمعنيين بالتأليف، وتتصاعد وتيرة الضغوط الدولية على ‏القيمين على السلطة في محاولة لفتح باب التأليف.‏

فالتوتر سيِّد الموقف: التوتر الديبلوماسي والسياسي والشعبي، ويرجّح ‏ان يشتد ويتوسّع الشرخ ويتعمّق الانقسام في حال استمر الفراغ ‏الحكومي، وأبرز مؤشر لهذا المنحى التصاعدي في التوتر ان الانقسام ‏القضائي تسرّب إلى الشارع، فيما حتى الأمس القريب كانت معظم ‏القوى السياسية تتجنّب تَوسُّل الشارع وإقحامه في الخلافات ‏السياسية والضغوط المتبادلة، وهذا التطور سلبي جداً ويعني ان ‏المؤسسات لم تعد المكان الصالح للمعالجات، ومن يتوسل الشارع ‏هذه المرة هي القوى الموجودة في صلب هذه المؤسسات، وليس ‏الناس التي كانت انتفضت ضد مَن هم في السلطة.‏

‏ ‏وقالت مصادر مواكبة للتطورات الجارية لـ”الجمهورية” انّ “البروفا ‏الشعبية التي رافقت الانقسام القضائي لم تكن عفوية، بل منظمة ‏ومعدة سلفاً، ما يعني انّ هناك من اتخذ قراراً بتطوير المواجهة ونقلها ‏من السجال السياسي والإعلامي من الطبقات العليا، إلى التظاهر ‏على أرض الواقع من الطبقات السفلى، ويعني أيضا ان ما ترافق مع ‏الانقسام القضائي سينسحب، ربما، على الملفات الأخرى، لأنّ هناك ‏من وجد ان استخدام الشارع يؤدي إلى تصليب قواعده وتعبئتها ‏وينقل الاهتمام والتركيز الشعبي إلى مكان آخر، وفي حال صَحّ هذا ‏التوجّه فإنه سيعني ان الوضع في لبنان مقبل على تطورات خطيرة، ‏لأن لكل طرف شارعه، ووضع الشوارع في مواجهة بعضها البعض ‏على وقع أزمة مالية واحتقان سياسي يمكن أن يجر البلد إلى ما لا ‏تحمد عقباه”.‏

‏ ‏واضافت هذه المصادر: “إذا كان مجلس القضاء الأعلى قد نجح في ‏تطويق الأزمة القضائية حفاظاً على صورة تضررت كثيراً جرّاء الانقسام ‏الأخير، إلا انه لا يعرف ما إذا كانت الأمور قد انتهت عند هذا الحد ‏قضائياً، فيما الملفات الأخرى تفتح غب الطلب، ومع تراجع الاشتباك ‏القضائي يرجّح ان يتقدّم اشتباك من نوع آخر استناداً إلى تجربة ‏الأسابيع الأخيرة، حيث تستخدم هذه الملفات للضغط السياسي ‏والحكومي، ولا مؤشرات داخلية أو خارجية إلى إمكانية معالجة الفراغ ‏الحكومي، وكل الحراك في هذا الاتجاه لم يؤد حتى اللحظة إلى اي ‏نتيجة، بل ان التوقعات سلبية وتشاؤمية، وما لم يتم الخروج من نفق ‏الفراغ، فإنّ الوضع سيكون مفتوحاً على شتى الاحتمالات، خصوصا مع ‏اكتمال ثلاثية: الانهيار المالي والانقسام السياسي وتوسّل الشارع.‏

‏ ‏مشهد سوريالي

وفي مشهد هزلي وسوريالي لم يشهد لبنان مثيلاً له من قبل، غاب ‏ملف تشكيل الحكومة العتيدة التي عدّت المدخل الاجباري الى خطة ‏التعافي وإعادة ربط لبنان بالعالم الخارجي عبر استئناف المفاوضات ‏مع صندوق النقد الدولي والدول والمؤسسات المانحة، فيما حضرت ‏كل الملفات الاخرى ولا سيما منها ملف ما سُمّي قضية القاضية غادة ‏عون. الذي كان محط أنظار كل من تتبّع وقائع اجتماع مجلس القضاء ‏الاعلى الذي اكد قراراته السابقة بعزلها عن الملفات المالية وتسليمها ‏الى المحامي العام الاستئنافي في بعبدا سامر ليشع، وأمهلها 24 ‏ساعة لتسليم الملفات اليه. وكل ذلك جرى في وقت اكدت عون انها ‏ستواصل التحقيق في ملف شركة مكتف المالية، فقصدت مقرّها ‏امس ولم توفّق في الدخول اليه فقررت ان تعود اليه اليوم. فيما ‏يستعد مكتف والمسؤولون الكبار في الشركة للمثول امام المدعي ‏العام المالي علي ابراهيم اليوم لتسليمه ما يحتاجه من معلومات ‏ووثائق تتصل بالعمليات المالية التي تقوم بها الشركة من دون اي ‏عائق، وهي خطوة منفصلة عن الملف المفتوح في النيابة العامة ‏الاستئنافية في جبل لبنان بإيعاز مباشر من النائب العام التمييزي ‏القاضي غسان عويدات.‏

‏ ‏مجلس القضاء

وكان مجلس القضاء قد استمع أمس على مدى ساعة ونصف الى ‏القاضية عون، التي غادرت على الاثر فيما استمر اجتماع المجلس ‏حتى الخامسة عصراً. وتزامناً مع الجلسة، تجمع عدد من مناصري ‏‏”التيار الوطني الحر” أمام قصر العدل، رافعين شعارات مؤيدة ‏للقاضية عون،

‏ ‏وقد طلب المجلس من القاضية عون الإلتزام بقرار النائب العام لدى ‏محكمة التمييز”. وقال: “انطلاقاً من أن ما يحصل ليس بين من يريد ‏مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وبين من لا يريد أو من يمنع ‏ذلك، وليس نزاعاً بين النائب العام التمييزي والنائب العام الاستئنافي، ‏وهو بالتأكيد ليس نزاعاً سياسياً بين تيارين كما يصوره البعض، وهو ‏ليس وليد اللحظة أو نتيجة ملف، بل إنّ ما حصل فعلياً هو أن مجلس ‏القضاء الأعلى اتخذ قراراً انطلاقاً من الدور المناط به بموجب القوانين ‏بالسهر على حسن سير القضاء وعلى كرامته واستقلاله، وقد توزّع ‏على مسارات ثلاثة هي: الطلب من النائب العام لدى محكمة التمييز ‏ومن رئيس هيئة التفتيش القضائي اتخاذ الإجراءات المناسبة كلّ ضمن ‏نطاق اختصاصه بخصوص أداء القاضية عون، والاستماع إليها من قبل ‏المجلس بسبب خرقها موجب التحفظ، وعدم التزامها بتنفيذ تعهداتها ‏المتكررة أمام المجلس، وتمنّعها عن الحضور إلى النيابة العامة ‏التمييزية، وبالنظر لمواقفها وتصرفاتها إثر صدور قرار النائب العام ‏لدى محكمة التمييز المتضمن تعديل توزيع الأعمال لدى النيابة ‏العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وفي ضوء مضمون أقوال عون في ‏جلسة الاستماع اليها قرر مجلس القضاء الأعلى الطلب من هيئة ‏التفتيش القضائي إجراء المقتضى”. وأشار المجلس الى انه سيكون ‏لرئيسه كلمة عبر الإعلام يتناول فيها الأوضاع القضائية عموماً في ‏موعد يحدد لاحقاً.‏

‏ ‏‏”لبنان القوي”‏

وفي المواقف توقف تكتل “لبنان القوي” أمس في اجتماعه الدوري ‏إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل، عند “الملف المفتوح قضائياً ‏لمعرفة ما تمّ تحويله من أموال بالعملات الأجنبية قبل 17 تشرين ‏الأول 2019 وبعده”. واعتبر “أنّ خطورة الملف تكمن في تورط البعض ‏في المضاربة على العملة الوطنية بما تسبب بانهيارها وانهيار الوضع ‏المالي”، وأكد “أن الموضوع ليس أقل من نزاع بين من يريد مكافحة ‏الفساد واسترداد أموال اللبنانيين وبين الذين يبذلون كل الجهود لمنع ‏الإصلاح ومنع كشف الحقائق وأي إمكانية لاسترداد الأموال المحوّلة ‏الى الخارج”. ورأى التكتل في اشارة غير مباشرة الى القاضية عون “أنّ ‏منع القاضي الذي يلاحق قضايا الناس من مواصلة التحقيق في ‏الملفات المفتوحة يلامس حدّ الجرم بحق اللبنانيين”.‏

وأكد التكتل أنّ “اللبنانيين ينتظرون أن يتقدم رئيس الحكومة المكلّف ‏بصيغة حكومية منهجية تظهر في شكل واضح توزيع الحقائب على ‏الطوائف وعلى مرجعيات التسمية على أن يكون ذلك ضمن معايير ‏الكفاية والإختصاص وعدم الإنتماء الحزبي، وكل ما هو دون ذلك يدلّ ‏الى عدم وجود قرار بتشكيل حكومة”.‏

‏ ‏تحصين الجيش

وغرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر”، فقال: ‏‏”يبدو انّ النزاع الاقليمي يشتد على لبنان الأمر الذي يجعل الديكة ‏المحليين يتقاتلون غير مبالين بسمعة المؤسسات وحرمتها. وفي هذا ‏المجال من الواجب تحصين الجيش وتحييده ودعمه ماديا ومعنويا، ‏والخطوة الاساس تكون في وقف الدعم للتجار وتخصيص البطاقة ‏التموينية للمواطن قبل ان يغرق الهيكل”.‏

‏ ‏ترسيم الحدود

ومن جهة ثانية، اعلن رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب جورج ‏عدوان إثر جلسة لها أمس “الوقوف كليا وبالإجماع خلف الوفد ‏المفاوض ومطلبه المحق القانوني والتقني المبني على القانون ‏وعلى معطيات علمية موثقة”. وحمّل “الحكومة المستقيلة ‏المسؤولية الكاملة لكي تجتمع فورا وتتخذ قرارا بتعديل المرسوم 6433 ‏تحت طائلة المساءلة الدستورية بالاخلال بالواجب الوطني”. وطلب ‏‏”منها بإلحاح ان تقوم بذلك قبل فوات الاوان وضمن المهل المطلوبة، ‏وان تتخذ كل التدابير لإبلاغ الامم المتحدة بموقف لبنان والتعديلات ‏عليه، وهي موثقة ومثبتة وفقاً للعلم وللقانون”.‏

‏ ‏كورونا

على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي ‏أمس حول مستجدات فيروس كورونا تسجيل 1608 إصابات جديدة ‏‏(1602 محلية و6 وافدة)، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ انتشار ‏الوباء في شباط 2020 الى 513006. ولفتت الوزارة إلى تسجيل 36 حالة ‏وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 6995.‏

Leave A Reply