أعلنت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان عن إطلاق السلسلة الجديدة من “مجلة الدراسات الأدبية”، وذلك خلال تنظيمها أمسية أدبية بمناسبة اليوم العالمي للشاعر الفارسي سعدي الشيرازي بعنوان “في محفل الشيخ الأجل، سعدي الشيرازي”، جمعت بين الحضور والافتراضي حيث انضم إليها متحدثون عبر تطبيق زوم، وتخللها إفطارٌ رمضاني دُعيت إليه شخصياتٌ ونخبٌ ثقافيةٌ من إيران ولبنان والدول العربية، مع مراعاة محدودية العدد والإلتزام بقوانين التباعد والوقاية زمن كورونا، وتقدم الحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس مرتضى والسفير الإيراني في بيروت الدكتور محمد جلال فيروزنيا والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور عباس خامه يار.
خامه يار
أفتتحت الندوة بكلمة لخامه يار رحب فيها بالحضور، مثنياً على “أعمال الشيخ الأجل العارف والواعظ، حيث قدم قيمة إنسانية سامية على شكل بيت شعري، وهي التكاتف والتعاطف بين الناس”، مشيراً إلى أن “صيت سعدي قد ذاع كثيراً في الغرب بفضل الترجمات الفرنسية واللاتينية، ولاحظ العالم من نقاد وأدباء تأثره الكبير بالقرآن الكريم وبالحديث النبوي”.
أضاف: “إن نصوصه الشعرية والنثرية التي أبدعها بلسان عربي جميل تؤكد الإنتماء الحضاري المنفتح والممتد لشاعر قضى أكثر عمره في السير والحكمة”.
وختم: “إننا استغلينا هذه المناسبة للإعلان عن إطلاق العدد الأول من مجلة الدراسات الأدبية بحلتها الجديدة وهيأتها العلمية والاستشارية الجديدة برئاسة الدكتورة دلال عباس العزيزة وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية. وهنا أشير إلى تفاني المرحوم الدكتور فيكتور الكك في رئاسته للمجلة على مدى سنواتٍ وعلى سعيه الدؤوب لبقاءها وتألقها حرصاً منه على استمرار التبادل الثقافي والأدبي بين إيران ولبنان”.
فيروزنيا
ثم تحدث السفير فيروزنيا فقال: “يسرُني ويسعدُني أن نجتمعَ اليوم في هذا المحفل الثقافي بامتياز، بإطلاق السلسلة الجديدة من أعداد مجلة الدراسات الأدبية، التي لطالما كانت الرابط الثقافي وجسر التواصل بين الثقافتين العربية والفارسية، ذلك الرابط الذي ذللَ الاختلافات في اللغة والفكر، فأصبحت الثقافة بذلك هي الغاية وأصبح الفكر هو الهدف المشترك بين الطرفين، ونحن اليوم نحتفلُ بأحدِ هؤلاء الشعراء والقامات التي برزت على صعيد العالم أجمع، فتُرجِمَت آثارُهم إلى لغات العالم، وكان لقصائدهم جميل الأثر في كل مكان”.
وختم: “لطالما كانت الروابط الثقافية قائمة بين إيران ولبنان، ولطالما كنا نشهد تبادلاً فكرياً و ثقافياً و لغوياً بين الحضارتين، لا سيما في زمن الأزمات، حيث تلعب الثقافة الدور الأرقى والأسمى في مواجهة الظلم والتفرقة والجهل”.
عادل
ثم تحدث رئيس “مؤسسة سعدي” الدكتور حداد عادل وقال: “اللغة العربية التي استقت قوتها وانتشارها ببركة القرآن الكريم، منذ صدر الإسلام وحتى اليوم كانت اللغة العالمية بين الدول الإسلامية، وعلى امتداد التاريخ، كان كل العلماء من فقهاء وفلاسفة، أدباء ومؤرخين وكبار، شعراء وكل المثقفين كانوا يتقنون اللغة العربية. اللغة العربية كانت علامة الثقافة في العالم الإسلامي. لغة التواصل المشترك لدى كل المسلمين. وسعدي شاعر إيران الكبير الذي عاش في القرن السابع الهجري، لم يكن مستثنى من هذه القاعدة. لقد درسَ لسنواتٍ في المدرسة النظامية في بغداد. وطوال سنواتٍ كان سائحاً في البلدان العربية وكان ضليعاً بهذه اللغة ورموزها وظرائفها. كان على ارتباطٍ بكبار شعراء العرب. وهذا ما نراه حيث نجد عدداً من القصائد العربية في ديوانه”.
عباس
ثم تحدثت أستاذة الأدب المقارن واللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية الدكتورة دلال عباس فقالت: “جاء يوم سعدي، مناسَبة مناسِبَة لإطلاق مجلة “الدراسات الأدبية، هذه المجلةُ هي وليدة مِنبرِ اللغة الفارسية وآدابها في الجامعة اللبنانية، الذي تأسس في بداية العام الجامعي 1956-1957م، من ضمن برنامج التعاون العلمي بين جامعة طهران والجامعة اللبنانية، كما أشارت عباس إلى أنه في العام 2004م، أُنشئ قسم اللغة الفارسية وآدابها في الجامعة اللبنانية، في الفرع الأول في بيروت، بناء على وثيقة تعاون بين الجامعة اللبنانية ممثلة بالعميد الأستاذ الدكتور خليل أبو جهجة، وجامعة مشهد ممثلة بالدكتور إحسان قبول، واستمر صدور المجلة بدعم من الجامعتَين والمستشارية الثقافية الإيرانية إلى منتصف العام 2016م، وبعد وفاة رئيس التحرير الأستاذ الدكتور فيكتور الكك في آذار من العام 2017 أصدرتها جامعة مشهد إلكترونياً حتى العدد مئة”.
أضافت: “وها نحن اليوم بدعم من الجامعتَين ومن المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في إيران ممثلة بالدكتور عباس خامه يار، نُصدرُ العددَ الأول بعد المئة، لتعودَ مجلة “الدراسات الأدبية” إلى الساحة الثقافية مرجِعاً أدبياً وفكرياً للباحثين المعنيين بدراسة التأثر والتأثير المتبادلَين بين اللغة الفارسية وآدابها واللغة العربية وآدابها، من خلال دراسات تدور على محاور الأدب المقارن، تتناول التفاعل بين الثقافتين العربية والفارسية وبينهما وبين الآداب العالمية”.
كلمات
ثم كانت كلمات لكل من أستاذ اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية ومدير كلية الآداب سابقاً الدكتور طوني الحاج، الأستاذة الجامعية واللغوية والناقدة والباحثة والروائية والشاعرة البروفسورة مها خير بك، الأستاذة الجامعية في جامعة تشرين في اللاذقية الدكتورة رنا جوني، الكاتب والباحث والروائي والمدير السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور علي حجازي ومدير مركز اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانيةالدكتور حسن حيدر.
وفي الختام قصيدة شعرية من وحي المناسبة للشاعر محمد جواد يونس.
قدمت الندوة الكاتبة والمترجمة مريم ميرزاده.