الجمعة, نوفمبر 22
Banner

“ليونة” سعودية محتملة…

اكدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، استبق اتفاقا بين واشنطن وطهران، ليؤيد محادثات سرية في العراق مع إيران.وقالت الصحيفة ان ولي العهد السعودي “العنيد” أدرك أن اتجاه الرياح تغير في الشرق الأوسط، وها هو يريد “علاقة جيدة” مع أكبر خصم للسعودية في الشرق الأوسط. فمنذ انتخاب جو بايدن في واشنطن، لم يعد الوقت مناسباً للمواجهة مع طهران.وفي سياق التأكيد على حاجة السعودية الى التسوية نقلت لوفيغارو عن مسؤول عراقي تاكيده حصول محادثات سرية بين طهران والرياض في بغداد، كاشفا ان السعوديين هم من أرادوا هذه اللقاءات. اقترحوا باكستان لكن إيران رفضت. وعندما اقترحت السعودية العراق قبلت طهران لأن لها نفوذا حقيقيا هناك. واللافت في كلام المسؤول العراقي تاكيده ان الاتصالات السرية السعودية – الإيرانية في بغداد، تحظى بدعم الولايات المتحدة، وكذلك الصين، الشريك التجاري الرئيسي لإيران والسعودية.

وما يعزز تلك المناخات الايجابية، التقدم الحاصل في فيينا، وقد نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاميركية تقريرا قالت فيه إن فريق بايدن الديبلوماسي يسارع باتجاه التسوية مع ايران حيث تفكر إدارة بايدن برفع العقوبات المتعلقة بالإرهاب عن المصرف المركزي الإيراني، واشارت الى أن العودة للاتفاق النووي لن تحصل في ليلة وضحاها، لكنها قد تحصل وبسهولة هذا العام. ويخطط فريق بايدن للمناورة للتحايل على الكونغرس، فلو استطاع الفريق تحقيق الصفقة، فعندها يمكن لوزارة الخارجية الزعم أنها عادت إلى نفس الاتفاق الذي صوّت عليه الكونغرس عام 2015 حيث تتعرض الادارة الاميركية لضغوط من قبل المشرعين الجمهوريين وفي هذا السياق، حذّر السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، ومورغان دي أورتاغوس، المستشار السياسي والمتحدث السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، بايدن من العودة إلى الاتفاق وفي مقال تحت عنوان: “خطة إنقاذ بايدن لإيران بـ 90 مليار دولار” قالا إن العودة مرة ثانية إلى خطة العمل المشتركة الشاملة الموقعة مع إيران في 2015، ستكون بمثابة حدث زلزالي وسيقود إلى الفوضى وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وبرايهما اذا تم إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة، فستحصل إيران على 50 مليار دولار من صادرات النفط بقيمة السوق اليوم.

وسيتم رفع العقوبات الأخرى التي قد تقوي قطاع الحديد والأدوية وسيعود الإقتصاد الإيراني للانتعاش بما يقارب الـ 40 مليار دولار ايضا، ولن يمضي وقت طويل قبل أن تبدأ حقائب المال بالوصول إلى حزب الله وحماس.. حسب تعبيرهما..

ولان التقديرات الديبلوماسية تتحدث عن مسار طويل تحتاجه المحادثات بين الرياض وطهران حتى يتم إذابة الجليد بشكل جدي بينهما، اخذت موسكو باريس المبادرة لمحاولة فصل المسار اللبناني عن المفاوضات الرئيسية علّ الامور تنضج في الايام اوالاسابيع القليلة المقبلة، على ابعد تقدير.

لكن مصادر مطلعة على هذا الحراك تبقى حذرة في توقعاتها وتدعو في حديثٍِ لصحيفة “الديار” الى عدم الافراط في التفاؤل على الرغم من تحسن المناخات الاقليمية، وتلفت في هذا السياق الى وجود لاعبين آخرين يمكن ان يتركوا تاثيرات سلبية على واقع المنطقة مما قد يؤثر على الساحة اللبنانية التي ستخضع في الاسبوع المقبل الى اختبار نوايا جديد اذا ما استؤنفت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

وفي مؤشر على “ليونة” سعودية محتملة استجابت الرياض على نحو محدود مع “المناشدات” اللبنانية وسمحت للشاحنات اللبنانية الموجودة عند الحدود السعودية بدخول أراضيها، على الرغم من ابقاء الحظر على المنتجات الزراعية اللبنانية.. وتعقيبا، شكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي المملكة على مبادرتها الإنسانية.

Leave A Reply