قضية نفوق آلاف الأسماك على ضفاف بحيرة القرعون ما تزال تتفاعل، وسط مخاوف من تسرّب حوالى 10 آلاف طنّ منها الى الاسواق، لأن المرض ليس بجديد، وكان قد بدأ يصيب أسماك “الكارب” منذ 22 نيسان الماضي، واللافت أن باقي أنواع الأسماك في البحيرة ملوثٌ بالمعادن الثقيلة من دون أي تحذيرات رسمية.
بداية، هل هو التلوّث أم هو فيروس ما أصاب أسماك “الكارب” في بحيرة القرعون؟ سؤال ما زال برسم السلطات الرسمية المعنية التي أخذت عيّنات من مياه البحيرة وقامت بتشريح الأسماك النافقة، وبينها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التي توقّع رئيسُ حزب البيئة العالمي الخبير البيئي ضومط كامل أن تصدر عن مديرِها العام سامي علوية قراراتٌ جريئة في هذا الصدد.
ويعلن كامل عن أنه اضافة الى الجهات المحلية، هناك العديد من الجهات التي تُجري اختباراتٍ حول نفوق هذه الاسماك، ومنها جهات ومنظمات اقليمية ودولية.
وكشف كامل عن أن المرض كان قد أصاب هذا النوع من الاسماك في بحيرة القرعون منذ 22 نيسان الماضي، في حين اعتقد سكان المنطقة والنازحون أنه موسم تزاوجها وقاموا بتجميعها وبيعها أو استهلاكها، مرجّحاً اصابة هذا النوع من الأسماك المعدّل جينياً بفيروس ما، وذلك بسبب الالتهابات التي ظهرت عند التشريح، وخصوصا أنه تبيّن أن نسبة الأوكسيجين التي تحتاجها هذه الاسماك للعيش في مياه البحيرة مناسبة. واعلن كذلك أن تسرب مواد بترولية الى البحيرة قد يؤدي الى نفوقها.
وشدد على ضرورة تحرّك الدولة سريعاً وبشكل جدي لمعرفة الاخطار على صحة الذين تناولوا أسماك “الكارب” النافقة، داعياً الى التنسيق مع المستشفيات في هذا المجال. واذ أوضح أن الفيروس الذي أصاب الأسماك قد ينتقل مع كل تداعياته وأعراضه الى الانسان، دعا في الوقت عينه الى عدم الهلع وتخويف اللبنانيين الى حين صدور النتائج المخبريّة لتشريح هذه الاسماك.
وأكد كامل المعلومات التي ترددت في الاعلام عن أن هناك 10 أطنان أو ما يفوق ذلك تسرّب الى الاسواق اللبنانية واستهلكَه اللبنانيون والنازحون، اذ إنه لم يتمّ التداول بهذا الموضوع إلا بعد انتشار الصور في وسائل الاعلام، علماً أن المرض كان قد بدأ يصيب الاسماك منذ الثاني والعشرين من نيسان الماضي وظهرت أعراضه عليها، لكنّ التحرك الرسمي تأخر بسبب غياب كامل للرقابة البيئية في لبنان، بحسب كامل.
وأكد رئيس حزب البيئة العالمي أن معظم الاسماك في بحيرة القرعون ملوثٌ بالمعادن الثقيلة والمبيدات والتي يمكن أن تبقى أخطارُها على صحة الانسان الذي يتناولها حوالى عام كامل، فهناك خمسة أنواع أخرى من الاسماك تتم تربيتُها في بحيرة القرعون ويتم بيعها، وهي لم تتأثر بالفيروس المحتمل كما قال، مطالباً الدولة بالتحرك على هذا الصعيد أيضاً ومعاينة الزيوت أو النفايات الصناعية أو المنزلية أو المبيدات أو المواد البترولية التي يتم رميها في مجرى نهر الليطاني وتصل الى البحيرة المذكورة.
جنان جوان أبي راشد – “مدى”