الأحد, نوفمبر 24
Banner

اللواء: لودريان في بيروت في لحظة مؤاتية: الحكومة أو قلب الطاولة!

في نظر الكثرة من المراقبين، لا سيما الدبلوماسيين منهم، فإن الأسبوع الحالي، سيكون مفصلياً على غير صعيد: دبلوماسي وسياسي ومالي ونقدي واقتصادي، على وقع تحولات في السياسات الإقليمية، وضعت سوريا على لائحة التطبيع العربي، واحتواء الأزمة التي طالت وكادت ان تحرق الأخضر واليابس، في سوريا نفسها، وفي عموم دول المشرق، ومن بينها لبنان.

فاليوم تستأنف المفاوضات غير المباشرة، لترسيم الحدود البحرية الجنوبية في الناقورة.. واليوم توضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون البطاقة التمويلية، التي يشترط رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اقرارها تشريعياً في المجلس النيابي، قبل التوقيع على قرار رفع الدعم عن السلع الضرورية، والتي يُصرّ عليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للحفاظ على نسبة معقولة من احتياطي المصرف، التي هي في نظر كثيرين، أموال المودعين، الذين تقدمت أمس جمعية فرنسية بالتعاون معها بشكوى ضد الحاكم رياض سلامة امام القضاء الفرنسي، بتهمة الإثراء غير المشروع، إلى جانب شقيقه وشخصية مالية أخرى.

وغداً، وبعده، يمضي رئيس الدبلوماسية الفرنسي جان ايف لورديان في بيروت، حاملاً رسالة واضحة للمسؤولين الكبار تتعلق بمآل الأمور، ما لم يرعو المسؤولون عن استمرار عمليات التأزم، والتداعيات الخطيرة لعدم تأليف الحكومة وفقاً للمبادرة الفرنسية.

إذاً، بعد توقف فرضته عطلة الجمعة الحزينة والفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، يشهد موضوع تشكيل الحكومة تحريكاً للمبادرة الفرنسية مع وصول الوزير لودريان الى بيروت في زيارة تستمر يومي الخامس والسادس من أيار الحالي، ويلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري وقد يلتقي القوى السياسية التي اجتمعت في قصر الصنوبر لدى زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون بيروت، ولكن لا شيء مؤكد على هذا الصعيد.

وتأتي هذه الزيارة على وقع عقوبات فرنسية لوّح بها لودريان منذ ايام، بأن بلاده تضع لمساتها الاخيرة عليها، ستفرضها باريس على الفاسدين في لبنان وعلى مَن يعطّلون الحل السياسي والحكومي المتمثل بالمبادرة الفرنسية، من دون ان يعلن عن اسماء هؤلاء. لكن المعلومات اشارت الى ان العقوبات قد تشمل حجز ارصدة واملاك بعض المسؤولين عن عرقلة الحلول.

وتعكف دوائر السفارة الفرنسية على ترتيب جدول أعمال الوزير الفرنسي في السفارة الفرنسية، على ان يلتقي مندوب عن كل حزب في قصر الصنوبر، وفقاً لمصادر إعلامية.

والثابت ان الجدول المنجز لغاية مساء أمس هو لقاء الرؤساء عون وبري والرئيس المكلف سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية فإن الوزير الفرنسي يأتي في لحظة إقليمية مؤاتية، بعد المصالحات الجارية في المنطقة، والتقارب التركي المصري، والعربي – العربي، فضلاً عن استمرار المفاوضات الدولية حول الملف النووي الإيراني..

لذا، تعتقد المصادر ان الوزير الفرنسي يحمل رسالة قوية بضرورة التوصّل إلى تفاهم ضمن سيناريوهات محتملة، ومخاوف من انهيارات مقبلة ما لم تحدث معجزة التفاهم على تأليف الحكومة التي أصبحت المفتاح السحري لكثير من الحلول.

وعلى هذا الصعيد، حددت الأطراف المعنية بالتأليف خياراتها:

1- فالرئيس الحريري اجتمع مع رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، وتمام سلام، وجرى الاتفاق على دعم الرئيس المكلف بمواقفه، ودعوه إلى عدم التراجع، لا عن المبادرة الفرنسية ولا عن مندرجاتها.

2- بالمقابل رشح عن أوساط مطلعة على موقع بعبدا، ان الرئيس عون ينتظر التشكيلة الوزارية لإصدار مراسيمها على ان تسقط، ما لم يكن فريقه مع حزب الله راضٍ عنها في المجلس النيابي.

3- النائب جبران باسيل يسير في اتجاه احراج الرئيس المكلف لاخراجه، ودفعه إلى الاعتذار، وفقاً لمطلعين على طبيعة الخيارات التي ينتهجها الرجل.

ووفقاً لموقع «اللواء» الالكتروني نقلاً عن مصادر بيت الوسط أن الرئيس الحريري يعتقد أن «الأمور بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى بيروت لن تكون كما قبلها، وإن الحريري يدرس كل الإحتمالات»، متوقعة أن الموقف الذي قد يتخذه عقب زيارة لودريان «قد يقلب الطاولة على الجميع».

وتوقفت المصادر عند مساعي جمع الحريري بالنائب جبران باسيل، ونقلت عن الرئيس المكلف «رفضه لهذا الطلب لأن باسيل لم يسم الحريري في الإستشارات النيابية، وأنه من اليوم الأول أعلن رفضه التعاون معه، وأنه لم يكتفِ بذلك بل أعلن مرارا وتكرارا أنه لن يمنح الحكومة الثقة، وأن الحريري سأل عن مبرر لقاء شخص لا يريده، وأنه يؤكد أنه خارج اللقاء مع رئيس الجمهورية الشريك الأساسي في تأليف الحكومة لن يلتقي أيا من القوى السياسية قبل أن تشكل الحكومة».

السنيورة في بكركي

وعشية وصول الوزير الفرنسي لودريان إلى بيروت، سلم الرئيس فؤاد السنيورة الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالة باسم لجنة متابعة بيانات الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية.

وطالب بعد لقاء الراعي بإعادة الأمور إلى نصابها: حكومة لا تكون سلطة لأي فريق عليها، وألا يكون هناك أي شيء له علاقة بما يسمى أثلاث معطلة، بل وزراء مستقلين فعلاً ليكونوا فريقاً منسجما قادراً على التعاون ولا يضع العراقيل». وأشار قائلاً: «هنا يفترض أن تتوفر النية الحقيقية لدى فخامة الرئيس والرئيس المكلف، وكذلك الإرادة العازمة والحاسمة والملتزمة بأن يكون الفريق من الاختصاصيين المستقلين غير الحزبيين من دون ان تكون لديه قدرة على التعطيل».

مفاوضات الحدود البحرية

وفي الانتظار، تبدأ اليوم مفاوضات الناقورة غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الاسرائيلي بحضور الوسيط الاميركي رئيس الوفد الأميركي السفير جون دوروشيه وبرعاية الامم المتحدة.وسط اجواء تفيد ان الاميركي سيدفع باتجاه الوصول الى حلول لا تعقيد الموقف اكثر.

وعشية العودة إلى هذه المفاوضات ترأس الرئيس عون اجتماعاً قبل ظهر أمس للفريق المفاوض، بحضور العماد جوزاف عون قائد الجيش ورئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الركن الطيار بسّام ياسين، والعقيد البحري مازن بصبوص، والخبير نجيب مسيحي وعضو هيئة ادارة قطاع البترول المهندس وسام شباط. كما شارك في الاجتماع المستشار العسكري والامني لرئيس الجمهورية العميد بول مطر.

وحسب مصدر رسمي: تم خلال الاجتماع عرض التطورات التي حصلت منذ توقف الاجتماعات في كانون الاول الماضي، والمستجدات حول الاتصالات التي اجريت لاستئنافها. وقد زوّد الرئيس عون أعضاء الوفد المفاوض بتوجيهاته، مشدداً على أهمية تصحيح الحدود البحرية وفقاً للقوانين والانظمة الدولية، وكذلك على حق لبنان في استثمار ثرواته الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

واشار الرئيس عون الى ان تجاوب لبنان مع استئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة الاميركية واستضافة الامم المتحدة، يعكس رغبته في ان تسفر عن نتائج ايجابية من شأنها الاستمرار في حفظ الاستقرار والامان في المنطقة الجنوبية.

واكدت مصادر رسمية لـ«اللواء»، ان لبنان وافق على ان تُستأنف المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية إعتباراً من يوم غد حسب المفترض، مع وصول رئيس الوفد الأميركي جون دوروشيه الى بيروت، لكن من حيث توقفت المفاوضات بعد الاجتماع الاخير للوفود المفاوضة ووفق اتفاق الاطار الموضوع، وليس انطلاقاً من الطرح اللبناني الجديد وذلك بعد رفض الوسيط الاميركي في المفاوضات، وبعد الرفض الاسرائيلي الشديد، للطرح اللبناني بتعديل خط الحدود من النقطة 23 الى النقطة 29 بما يؤمن للبنان مساحة إضافية من مياهه في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

واوضحت المصادر ان المهم الآن بالنسبة للبنان إستئناف المفاوضات، ولكن الطرح اللبناني سيبقى كما هو بالتمسك بعرض خرائط الحدود الجديدة للحدود البحرية وفق ما أعدته قيادة الجيش ولو ان الرئيس عون لم يوقع على مرسوم تعديل المرسوم 6433، ويبقى الموضوع خاضعاً للنقاش، ومن خلال المفاوضات يمكن تحصيل ما يستطيع لبنان تحصيله من مساحات اضافية تسعى اسرائيل الى قضمها.لكن مصادر المعلومات اشارت الى ان عون مع تعديل المرسوم 6433 لكن بعد إقراره في مجلس الوزراء حسب الاصول الدستورية وبعد التوافق الوطني حول التعديل.

وحول هذا الموضوع شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب «على ضرورة توقيع المرسوم من قبل رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد، مشيرا الى ان الخلاف مع بعبدا ليس خلافاً، بل هو تفسير للدستور، فالدستور واضح جداً في كيفية التعامل في اي حكومة خلال فترة تصريف الاعمال، وموضوع الملف هو تقني بحت والدوائر المختصة بالجيش التي لدي ثقة كاملة فيها تقول إن النقطة ٢٩ هي من حق لبنان وبالتالي كان تركيزي على أن الوزراء المختصين، لا سيما وزير الاشغال ووزيرة الدفاع أن يسيروا بالملف ولهذا السبب قاموا بتوقيع المرسوم ووافقت عليه وأرسلته للقصر الجمهوري حيث كان الخلاف على أن نعقد جلسة لمجلس الوزراء أو لا». وأردف: لم افقد الامل واتوقع من فخامة الرئيس ويجب عليه ان يوقع على المرسوم خلال الفترة القادمة.

البطاقة التمويلية

وحضرت البطاقة التمويلية، في شهر رفع الدعم الذي يوفره مصرف لبنان للمحروقات والقمح والدواء، خلال الاجتماع الذي عقد بين الرئيس عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، من زاوية الاقتراحات الممكنة، وطرائق توفير الدعم المالي أو التغطية المالية للبطاقة التي ستشمل ما لا يقل عن 750.000 عائلة محتاجة، بما يوازي مائة دولار شهرياً.

وحسب معلومات «اللواء» كانت هذه المسألة حاضرة بين الرئيسين من زاوية الدراسة المالية والإدارية ومن الجوانب كافة.

وافادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الاجتماع الوزاري الذي يعقد اليوم في السرايا سيخصص لدرس تفاصيل البطاقة التمويلية وتوزيعها وعدد المستفيدين منها وكلفتها وتمويلها.

واشارت المصادر إلى أنه على ضوء هذا الاجتماع سيكون هناك تصور نهائي من المقرر أن يدرس في اجتماع يعقد في القصر الجمهوري قبل احالته الى محلس النواب لدرسه واقراره بشكل نهائي.

وأوضحت أوساط مراقبة أن أي قرار يتصل بهذه البطاقة لا بد أن يناقش بتفاصيله المالية وكل ما يتصل بامكانات نجاحه وشموله العدد الأكبر من المواطنين فضلا عن تطبيقه منعا لأي لغط أو خطأ.

وأكّد الرئيس دياب أنّ موقفه بما يتعلّق برفع أو ترشيد الدعم كان حاسمًا وواضحًا منذ أشهر ومن العام الماضي، وأوضح في حديث لقناة «الحرة» أنّ موقفه هو أنّ «ترشيد الدعم لن يحصل إلا بموجب الموافقة على البطاقة التمويلية التي ستصل الى نحو 75% من الشعب اللبناني، علمًا أنّ بعض الدراسات التي أجريت مؤخرًا تفيد أن مدخول 76% من العائلات في المجتمع اللبناني يقلّ عن 3 مليون ليرة و200 ألف ليرة لبنانية وهذا هو الحد الأدنى الذي تحتاجه العائلة كي تعيش، ولهذا فإننا نهدف إلى أن نقدّم البطاقة التمويلية إلى 750 ألف عائلة».

وكشف دياب أنّ «فاتورة البطاقة التمويلية ستقارب المليار دولار»، موضحًا أنه «سيتم تحديد مبلغ البطاقة التمويلية التي ستتراوح بين مليون كحد أدنى و3 مليون كحد أقصى، وذلك بحسب عدد أفراد العائلة».

وعن إقرار هذه البطاقة، أوضح دياب أنّه يجب أن يكون هناك توافق سياسي والبت فيه في اللجنة الوزارية الاقتصادية، آملًا أن يبتّ في مدة أقصاها أسبوع وأن يرسل الى مجلس النواب وهو الجهة المسؤولة عن إقرار مشروع القانون المتعلق بترشيد الدعم والبطاقة التمويلية والذي سترسله الحكومة فور الانتهاء من وضع السيناريو الأفضل، مؤكدًا أنّه كلما سرع مجلس النواب بالبت بالقانون الذي يعنى بالبطاقة التمويلية كلما سرعنا بتطبيق هذه البطاقة التي تتطلب بدورها التعاون بين القطاع المصرفي ومصرف لبنان والوزارات المختصة وهذا يتطلب شهرًا ونصف الشهر لتطبيقها».

ورداً على سؤال ان كان تمويل البطاقة مؤمناً، أوضح أنّ الحكومة تسعى لتأمين التمويل من مصادر خارجية ومنها زيارته الى قطر التي كان هدفها طرح هذا الملف كفكرة لدعم لبنان، وأكّد تجاوب الدوحة مع طلبه ولكن لم يبت بقيمة المساعدة.

ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن وحدات منه تواصل مشاركتها في عملية تنظيف ضفة بحيرة القرعون من آلاف اسماك الكارب التي نفقت وتكدست على مسافة كيلومترات عدة.

إنخفاض.. وتفاؤل

صحياً، سجلت وزارة الصحة تسجيل 249 إصابة جديدة و21 حالة وفاة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة مخبرياً إلى 528457 إصابة منذ 21 شباط 2020.

وأعربت المستشارة الصحية للرئيس دياب بترا خوري عن أملها بقضاء فصل صيف مريح، وكشفت ان 70٪ من الأشخاص بعمر الـ75 تلقوا اللقاح، كما حصل 40٪ من عمر 65 على الجرعة الأولى من اللقاح، وسيحصل أكثر من مائة ألف شخص على مواعيد جديدة لتلقي اللقاحات خلال شهر أيّار، وأشارت إلى ان المزيد من اللقاحات في طريقها إلينا..

Leave A Reply