عزة الحاج حسن – المدن
حلت ساعة الصفر وبدأ الدعم يُرفع تدريجياً، وأول المنتجات التي خرجت من تحت عباءة دعم مصرف لبنان كانت اللحوم، التي حلّقت أسعارها في اليومين الماضيين في بعض السوبرماركت. لكن المفارقة أن قرار الدعم لم يُتخذ رسمياً من مصرف لبنان، ولم يُبلّغ أي من التجار بوقفه، إلا أن مصرف لبنان اعتمد سياسة المماطلة بمنح الموافقات على الاستيراد ما دفع بكبار التجار إلى وقف التعامل بالمنتجات المدعومة، والعودة إلى سعر السوق. ما يعني وقف الدعم بشكل غير مباشر.
قرار وقف الدعم وإن كان واقعاً في المرحلة القريبة المقبلة، ولم يُتخذ رسمياً حتى اللحظة، إلا أن اعتماد سياسية المماطلة من قبل مصرف لبنان، في ظل غياب أي بدائل عن الدعم حالياً، عزّز الفوضى في الأسواق وجعل من المواطنين رهينة جشع التجار وهيمنتهم، ودفع بالأسعار إلى الارتفاع وفق أهواء بعض السوبرماركت والتجار.
حقيقة وقف الدعم
وفي هذا السياق، أعلنت شركة “خليفة لايف ستوك للمواشي” اليوم، توقفها عن تسليم اللحوم المدعومة حالياً لزبائنها، إلى حين جلاء الأمور خلال الأسبوع المقبل. مؤكدة بيعها القسم الأكبر من شحنتها الأخيرة خلال شهر رمضان وفق أسعار الدعم، وقبل الاستحصال على موافقة وزارة الاقتصاد. قرار الشركة أحدث ضجة بين المواطنين، لاسيما أنه ترافق مع إعلان النقابة اللبنانية للدواجن توقف الدعم. لكن في حقيقة الأمر أن وفداً من مستوردي وتجار اللحوم والمواشي والدواجن تبلغ منذ أيام من وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، راوول نعمة، وفق ما يؤكد مصدر في القطاع في حديث لـ”المدن”، رفضه منح الموافقات على شحنات جديدة من اللحوم، والسبب “تبلّغه من مصرف لبنان ضرورة التريث بمنح الموافقات على الاستيراد، ريثما تتضح صورة الدعم في المرحلة المقبلة”. فما كان على وزير الاقتصاد سوى وقف الموافقات نزولاً عند طلب مصرف لبنان.
ووفق المصدر، فإن 5 شحنات من اللحوم يعود تاريخها إلى أشهر شباط وآذار ونيسان لحساب شركة خليفة لايف ستوك، المملوكة من رئيس لجنة مستوردي المواشي، ماجد عيد، لا تزال عالقة، ولم يتم فتح الاعتمادات لها من قبل مصرف لبنان. فالمعاملات تتراكم لأشهر، ومسألة الدعم تشوبها الضبابية والفوضى.
ولم يقتصر قرار وقف بيع اللحوم المدعومة على الشركة المذكورة أعلاه. فقد انسحب أيضاَ على عدد من تجار الدواجن، الذين قرروا وقف التعامل بالمنتج المدعوم. بمعنى أنهم لن ينتظروا موافقات مصرف لبنان على تغطية طلبياتهم بعد اليوم، إنما سيبيعونها وفق سعر صرف السوق من دون الاستفادة من الدعم.
رفع الأسعار استباقياً
ما إن أعلن بعض التجار توقف تعاملهم باللحوم المدعومة، حتى هبّت أسعار اللحوم بشتى أنواعها في عدد من الأسواق والسوبرماركت، خصوصاً الكبرى، ومنها سبينيس، حيث ارتفعت أسعار اللحوم بين ليلة وضحاها بأضعاف ما كانت عليه.
ويبدو لافتاً غياب الجهات الرقابية بشكل شبه كلّي عن ضبط الأسواق في ظل الفوضى العارمة. فبعض السوبرماركت والملاحم رفعت الأسعار بشكل لافت في حين أن كميات اللحوم والدواجن الموجودة حالياً في الأسواق تم تسليمهما قبل إقرار وقف الدعم من قبل بعض المستوردين. وتالياً، فإنها لا تزال مشمولة بالدعم من قبل مصرف لبنان.
وقد أكد رئيس النقابة اللبنانية للدواجن، موسى فريجي، في حديث إلى “المدن”، أن تجار الدواجن ما زالوا حتى اللحظة يسلّمون المنتجات إلى الأسواق والسوبرماركت بالأسعار نفسها أي أسعار الدعم، ولم يتم تبلّغهم بوقف الدعم حتى اللحظة. إنما هناك تأخير لأشهر لمنح الموافقات وفتح الاعتمادات. مؤكداً ما تم تسريبه عن رفض الوزير نعمة منح الموافقات لاستيراد شحنات جديدة من اللحوم، بعد الإيعاز له من قبل مصرف لبنان بالتريث بمنح الموافقات.