من هو الفنان محمد ريحان.. عاشق الفن
صاحب ملامح مألوفة للجميع، عرفه المشاهدون بابتسامته الهادئة وعيناه المشعتان بالطيبة، يضيف صوته العميق الحكيم بعدا للشخصيات التي قدمها على الشاشة طوال مسيرة فنية جاوزت الأربع عقود، وظل يمنح الفن من روحه وجهده حتى آخر أيام حياته، التي أنهتها وعكة صحية شديدة لم يتحملها جسده الواهن، سنوات طويلة من العمل الجاد والإبداع تجيب عن سؤال من هو الفنان محمد ريحان؟.
بعد دقائق من إعلان وفاة الفنان الكبير، تصدر البحث عمن هو الفنان محمد ريحان محركات البحث على شبكة الإنترنت، حيث رحل عن عالمنا اليوم بعد صراع مع المرض خلال الفترة الماضية.
من هو الفنان محمد ريحان
تسلل حب الفن إلى وجدان الطفل الصغير الذي نشأ في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وحاول ترويض رغبته الفنية، لكن المسرح المدرسي لم يستوعبها، حيث شعر الفنان الشاب أنّ الطاقة داخله أكبر من تلك المساحة الضئيلة، ورغم ذلك لعب دور في اكتشاف عدد من النجوم على المسرح في مدينته الريفية، كان بينهم دلال عبدالعزيز وسناء يونس، والراحل أحمد زكي خلال عمله كمخرج في المسرح المدرسي.
دفعت الموهبة صاحبها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ومع تفانيه وشغفه تخرج في المعهد بتفوق وكان من الأول على دفعته وتم تعينته كمعيد، ولكن ظروفه الاجتماعية حالت دون انتقاله إلى القاهرة حيث الفرص الكبيرة، وفكان السفر من الزقازيق إلى القاهرة ورد يومي على مدار سنوات دراسته وعمله، لذلك قرر السفر إلى إحدى الدول العربية للعمل وتوفير متطلبات الحياة الأساسية ليعود بعد ذلك إلى شغفه الأول والأخير.
كانت شخصية «الحاج جاب الله» في مسلسل «سوق العصر» عام 2001، بطاقة التعارف الأقوى بينه وبين الجمهور، فرعم أنّه قدم مجموعة كبيرة من الأعمال على مدار الفترة السابقة، إلا أنّ المشاهدين تعلقوا بالشخصية وحققت ردود أفعال واسعة، وبعد ذلك قدّم عدد من الأعمال الهامة، بينها تجسيد شخصية «سيد مرعي» في فيلم «أيام السادات»، واتسعت قائمة الأعمال التي شارك فيها «ريحان» لتتجاوز 150 عملا بين السينما والتلفزيون منها «الليل وأخره»، «إمام الدعاة»، «الجماعة».
وظلّ ريحان مخلصا للمهنة التي أحبها للغاية حتى قبل أيام قليلة من حياته، منحها عمره وصحته وموهبته حتى النهاية، فشارك في مسلسلي «نجيب زاهي زركش» و«موسى»، الذي أشاد مخرجه محمد سلامة بتفاني الممثل الكبير في العمل، قائلا: «أحب أشكر الأستاذ محمد ريحان.. رغم إن التصوير كان مجهد جدا جدا بالنسبة له، إلا أن الأستاذ صور في ظروف صعبة جدا، أكتر واحد صور في مشاهد المطر في عز البرد في شهر يناير وصور يوم الفضيان في عز السقعة والثلج، طلع الجبل صور وهو متحمس ومقالش أنا سني لا يسمح، كان بيكون موجود في التصوير عدد ساعات كبيرة، كان طول الوقت عنصر دعم.. شكرا يا أستاذ».