جاء في صحيفة ” الديار ” : للأسبوع الثاني على التوالي تستمر المقاومة الفلسطينية بدك المدن الاسرائيلية بالصواريخ رداً على جرائم الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة وباقي المدن الفلسطينية. هذا ويقف الاحتلال الاسرائيلي عاجزاً عن وقف وردع صواريخ الفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة، ويقترب يوما بعد يوم موعد اعلان هزيمة اسرائيل أمام ضربات المقاومة الفلسطينية وذلك بعد فشل عدوانها الجوي على قطاع غزة وعدم قدرتها على القيام باجتياح بري للقطاع خوفاً من تكبد خسائر كبيرة في صفوف جيشها.
ويحاول الاحتلال الاسرائيلي تمديد عدوانه على قطاع غزة في محاولة منه لتسجيل انتصار ما، غير أنه فشل حتى الساعة في توجيه ضربات قاصمة للمقاومة الفلسطينية ومنعها من اطلاق الصواريخ على المدن الاسرائيلية.
وكانت أعلنت “إسرائيل” أمس الثلاثاء أن “العملية العسكرية” في قطاع غزة ستتواصل لأيام قادمة، مهددة بأن الخطوة التالية هي قطع الكهرباء عن غزة، في حين واصلت قوات الاحتلال قصف مناطق متفرقة من القطاع جوا وبرا وبحرا منذ فجر يوم أمس. في المقابل، ردت المقاومة الفلسطينية برشقات صاروخية استهدفت عددا من المدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية.
وفي تصريحات له أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أعدنا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي سنوات إلى الوراء، والعملية مستمرة مهما تطلب ذلك من وقت”، ملوحا بأن ”المعادلة سوف تتغير بعدها”.
وفي السياق ذاته، لوح وزير المخابرات الإسرائيلي بأن “الخطوة التالية هي قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة”.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان إن “القتال لن يتوقف حتى نصل إلى تهدئة شاملة وطويلة الأمد”.
كما أعلن متحدث باسم الاحتلال أن الجيش سيواصل عملياته في غزة تماشيا مع قائمة أهدافه للساعات الـ24 المقبلة، مضيفا في تصريحات للإذاعة العسكرية “نحن لا نتحدث عن وقف لإطلاق النار، نحن نركز على إطلاق النار”.
وأقر المتحدث بسقوط 11 قتيلا من الإسرائيليين على إثر الهجمات الصاروخية من غزة منذ بداية التصعيد، وأن 3300 صاروخ انطلقت من غزة، أغلبها من شمال القطاع، اعترضت القبة الحديدية 90% منها، مؤكدا “هدفنا هو إضعاف قدرات حماس العسكرية”.
وقال إنه “طالما تواصلت هجمات حماس والجهاد الإسلامي فلن نبحث خفض التصعيد”، مشيرا إلى أنهما تمتلكان نحو 12 ألف صاروخ من الصعب تدميرها بالكامل”. وتابع “استهدفنا 3 شقق سكنية لقياديين في حركة حماس في غزة ومستودعا لتطوير وإنتاج الصواريخ التابع للحركة”.
ومقابل التلويح الإسرائيلي المباشر باستمرار العدوان قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- إنها قصفت حشدا عسكريا قرب مستوطنة “نير عام” المحاذية لقطاع غزة بقذائف الهاون.
وبُثت مقاطع مصورة تظهر آثار قصف صاروخي من غزة استهدف بئر السبع، ومقاطع أخرى لنقل جرحى في قصف على أشكول إلى مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي.
وقالت كتائب القسام إن “الضربة الصاروخية التي وجهناها ضد أشكول وأدت لمقتل اثنين كانت بصواريخ من طراز “كيو20? (Q20)”.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش طلب من سكان مجلس أشكول الإقليمي الدخول إلى الملاجئ والمناطق المحصنة، ووقف حركة القطارات بين تل أبيب وبئر السبع بداية من الساعة السابعة مساء بسبب الأوضاع الأمنية.
غارات منذ الفجر
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قالت مصادر محلية إن مقاتلات الاحتلال شنت أكثر من 70 غارة جوية على مناطق شمالي القطاع منذ ساعات الفجر الأولى، كما أكد الجيش أنه بدأ تنفيذ هجمات تستهدف حي الرمال في مدينة غزة.
وأفيد بأن غارة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم موقعا للفصائل الفلسطينية شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وشقة في مبنى قرب مقر الأونروا، ومقر الجامعات في قطاع غزة.
كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة استهدفت مجمع أنصار الحكومي في حي الكتيبة غرب القطاع فجر أمس، وقصفت أيضا الطوابق العليا من مبنى سكني في حي النصر في غزة.
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن استشهاد أكثر من 220 فلسطينيا، بينهم 61 طفلا و36 امرأة، في حين أصيب نحو 1400 بجروح مختلفة.
استهداف مؤسسات إغاثية وصحية
في غضون ذلك، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذر مؤسسات أممية باعتزامه قصف مدرستي البراق والأقصى في قطاع غزة، موضحا أن هاتين المدرستين معدتان لإيواء العائلات، وأن إحداثياتهما موجودة لدى الجهات الدولية.
من جهتها، ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن أكثر من 38 ألف شخص لجؤوا إلى مدارسها في قطاع غزة هربا من القصف الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم وكالة الأونروا قال إن مراكز الوكالة تستطيع إيواء 50 ألف شخص، ولكن الأعداد قد تزيد على ذلك.
وعلى الصعيد الطبي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدوة إن الوزارة تواجه أزمة حقيقية في ما يتعلق بالأدوية والمستهلكات الطبية وسيارات الإسعاف، وبحاجة فورية لمساعدات الإغاثة الدولية.
وأضاف القدوة أن الانتهاكات والاستهدافات الإسرائيلية طالت حتى الآن 21 مؤسسة صحية، مما تسبب في إعاقة عمل هذه المؤسسات وإعاقة وصول سيارات الإسعاف إلى مناطق الاستهداف.
من جانبها، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تشديد الإجراءات الأمنية في كافة المناطق تحسبا لوقوع مواجهات على نقاط التماس في الضفة الغربية وداخل مناطق الخط الأخضر.
اضراب شامل ونفير عام
هذا وشهدت المناطق الفلسطينية على جانبي الخط الأخضر إضرابا عاما وشاملا، أمس الثلاثاء، تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة والاعتداءات في القدس والتجييش العنصري ضد المواطنين العرب داخل الخط الأخضر.
ويأتي الإضراب استجابة لدعوة وجهتها لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر إلى كافة المواطنين في المدن والقرى والبلدات، حيث حثتهم على الدخول في إضراب شامل أمس الثلاثاء.
ونقلت الوكالة الفلسطينية للأنباء (وفا) أن الإضراب الشامل عمّ أمس الثلاثاء، محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس، وأراضي الـ48 “تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني”.
وأوضحت أن الإضراب شمل كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف، وتوقفت وسائل النقل العام.
ودعا التجمّع الوطني الديمقراطي العربي في إسرائيل إلى “إنجاح الإضراب الذي أعلنته لجنة المتابعة العليا وانضمت إليه القوى الوطنية الفاعلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده”.
وشدد التجمع على “ضرورة مواصلة النضال ضد المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزّة وضد مشاريع التهويد والتهجير في القدس والعدوان على المسجد الأقصى، وضد سياسة القمع والبطش والاضطهاد، التي تنفّذها إسرائيل بحق أبناء شعبنا في الداخل”.
النفير العام
ودعت حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية الفلسطينيين إلى النفير العام والخروج في مسيرات احتجاجية.
وقرر مجلس الوزراء الفلسطيني مشاركة موظفي القطاع العام في الإضراب، تعبيرا عن الغضب من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية وخاصة مدينة القدس المحتلة.
واستثنى المجلس من القرار وزارة الصحة والهيئات المحلية والمؤسسات الخدماتية التي ستعمل بنظام حالة الطوارئ لمواصلة تقديم خدماتها للمواطنين.