علي ضاحي
للمرة الثالثة خلال اسبوع تنطلق صواريخ مجهولة المصدر من ثلاثة مناطق مختلفة من الجنوب وفي منطقة جنوب الليطاني، اي منطقة عمل الجيش اللبناني واليونفيل والتنسيق بينهما وفق القرار 1701.
وتؤكد اوساط معنية وعلى إطلاع بما يجري لـ”الديار”، ان لا علاقة لحزب الله بإطلاق هذه الصواريخ.
وانه لا يحتاج الى نفي مسؤوليته، طالما انه لم يتبناها، فالمقاومة عادة ما تتبنى اي عملية ضد العدو وتصورها ولا تخجل بها،
وهذا الامر يعرفه العدو جيداً لذلك هو يتعاطى مع هذه الصواريخ على انها من جهة ثانية غير حزب الله، ولا يتعامل معها بالجدية، التي تؤدي الى خرق قواعد الاشتباك والمرسومة بدقة بردع المقاومة وتهديدات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة، وايضاً وفق معادلة الـ1701 اي ان عدوان اسرائيلي او تجاوز للخط الازرق وكسر لقواعد الاشتباك سيدفع المقاومة الى الرد.
ومنذ العدوان على غزة منذ عشرة ايام وقبله بأيام، وفي ظل الاعتداءات الخطيرة على الاقصى وحي الشيخ جراح، كان استنفار المقاومة على درجة عالية، وقبل بدء العدو بالمناورة الاسرائيلية الاخيرة.
وبالتالي التحسب لأي رد فعل من الاسرائيلي ضروري ولا يمكن التكهن بما سيقوم به في علم الاحتمالات.
وقياساً على تجارب سابقة لا يمكن التنبؤ بكل الاحتمالات، رغم ان فتح العدو الاسرائيلي لجبهات متعددة وفي ظل الهزيمة الواضحة له في معركة غزة قد تدفعه الى خطوة انتحارية.
وتكشف الاوساط ان نفي حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ في المرات الثلاث ولو كانت المناطق التي تنطلق منها الصواريخ منطقة عمل للمقاومة ومنتشرة فيها بـ”طرقها الخاصة”، لمنع اي عدوان.
ولكن هذا لا يعني ان المقاومة هي مسؤولة عن امن المناطق الحدودية او “حرس حدود” للعدو. فمسؤولية اي خرق امني في منطقة عمل اليونيفيل والجيش اللبناني، من مسؤولية الطرفين، رغم ان لا دور ردعياً لليونيفيل بينما هي مسؤولية الجيش ملاحقة الفاعلين واعتقالهم.
وفي حين يتردد في اوساط الفصائل الفلسطينية، ان من اطلق الصواريخ في المرات الثلاث ليست جهة واحدة وان من يطلقها فصيل فلسطيني صغير ولا تواجد له في فلسطين (الضفة الغربية” او غزة، تؤكد الفصائل الفلسطينية ايضاً ان الفاعل ليس من فصائل “منظمة التحرير” وان القوى الامنية هي التي تحقق في مسؤولية اشخاص او افراد محددين.
وتقول اوساط 8 آذار ان دخول جهة تكفيرية او ارهابية على خط اطلاق الصواريخ ليس دقيقاً وغير ممكن عملياً مع العلم ان التحقيقات تؤكد وجود “حرية حركة” لهؤلاء في التنقل ونقل الصواريخ ونصبها واطلاقها ولو كانت العملية بدائية وفردية وقد يكونون فلسطينيين او لبنانيين!
وتقول الاوساط المتابعة ان المطلوب اليوم، وبعد تكرار حادثة اطلاق الصواريخ وللمرة الثالثة، هو الانتباه الى هذه العمليات ومنع تكرارها وكشف الفاعلين.
وكي لا تكون الاراضي اللبنانية مستباحة، وان تكون الحدود الجنوبية مضبوطة لان فلتانها امنيا ً وعسكرياً سيؤدي بدوره الى نتائج وخيمة، ولا يمكن في كل مرة ضبط الحدود ومنع تفجر الجبهة الجنوبية .
ولو كانت هذه الصواريخ رسائل سياسية ان جبهة الجنوب قد تفتح بأي لحظة لنصرة فلسطين ومن باب التضامن مع غزة والاقصى، وان لا هدف تخريبياً لها.
لكنها “تفتح الشهية” للكثيرين من المصطادين في امن الجنوب وقد تؤدي في نهاية المطاف الى تطورات غير محسوبة.