الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الديار: جولة بري الجديدة : فرصة حسم خيارات عون والحريري قبل منتصف حزيران

حركة لافتة للسفيرة الاميركية : ماذا نقلت عن الموقف من تأليف الحكومة ؟

هل تكون محاولة الرئيس بري الجديدة الفرصة الحاسمة لتشكيل الحكومة ام انها ستضاف الى سلسلة الجولات التي قام بها على مدى الاشهر الماضية سعيا الى اخراج الحكومة من عنق زجاجة بعبدا وبيت الوسط ؟

المعلومات المتوافرة لـ«الديار» تفيد بان رئيس المجلس بدأ اتصالاته ولقاءاته التمهيدية قبل عودة الرئيس الحريري من الامارات العربية المتحدة، وانه يأخذ بعين الاعتبار تكثيف مسعاه لتحقيق النتائج المرجوة في غضون الاسبوعين اللذين حددهما لمحاولته الجديدة من اجل تفادي النتائج والتداعيات الخطيرة المتوقعة اذا ما بقيت الازمة الحكومية تراوح مكانها.

وتضيف المعلومات ان هذا الموضوع كان الموضوع الاساسي في لقائه امس مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي زارت ايضا الرئيس عون.

ولم يرشح شيء عن اجواء اللقاء، لكن مصادر مطلعة قالت للديار ان السفيرة عبرت مرة اخرى عن الموقف الاميركي الداعم لتسريع تشكيل الحكومة، وان واشنطن تحث المسؤولين اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الموضوع وتاليف حكومة تنجز الاصلاحات المطلوبة والضرورية التي تتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني.

ولفتت المصادر الى ان السفيرة الاميركية كانت عبرت مؤخرا لمسؤولين وقيادات لبنانية عن هذا الموقف، محملة الجهات اللبنانية المعنية مسؤولية تاخير تشكيل الحكومة.

وكان الرئيس بري استقبل اول امس بعيدا عن الإعلام رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة وتناول معه الموضوع الحكومي، مكررا ما ركز عليه في خطاب عيد المقاومة والتحرير بالنسبة للحكومة، ومحذرا من الاستمرار في هدر الوقت وما ينتج عن ذلك من تداعيات سلبية كبيرة على اللبنانيين ان في ظل تفاقم الانهيار.

ويتوقع ان يعود الحريري خلال الـ ٤٨ ساعة المقبلة الى بيروت، حيث ينتظر ان تنشط المداولات والمشاورات في اطار مساعي بري التي تحظى هذه المرة بدعم واهتمام اكثر، وهذا ما عكسه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلامه عن الخيارين المطروحين لتشكيل الحكومة بدعوته عون والحريري لاجتماعات متتالية للوصول الى التاليف او الاستعانة بصديق الصديق الوحيد الرئيس بري.

وقال مصدر نيابي مقرب منه امس ان نجاح مبادرة رئيس المجلس مرهون بالدرجة الاولى بموقف طرفي عملية التشكيل عون والحريري، وان الرئيس بري لم ولن يدخر جهدا او يوفر طرحا اي مخرجا لتذليل العقبات التي تواجه تأليف الحكومة.

وفي هذا المجال ايضا قال مصدر سياسي بارز للديار ان الاجواء تؤشر الى ان هناك فرصة لنجاح مبادرة بري هذه المرة بنسبة لا تقل عن الخمسين في المئة، لافتا الى ما قاله السيد نصرالله ووضعه النقاط على الحروف بطريقة واضحة وصريحة، مع تاكيده على استعداد الحزب لمساعدة بري.

ولفت المصدر الى ان رئيس المجلس وضع هذه المرة سقفا زمنيا لمسعاه المتجدد (اسبوعان)، وهذا امر مهم ويجب التوقف عنده جيداً، وهو يعني ان بعبدا وبيت الوسط على المحك اكثر من اي وقت مضى لحسم امرهما قبل منتصف حزيران المقبل في اقصى مدى.

واشار الى ان بري في جولته الجديدة سيركز على اخذ اجوبة سريعة وواضحة حول مقترحاته التي سيطرها لا سيما بالنسبة للعقبات العالقة اكان على صعيد الخلاف حول وزارة الداخلية ام على صعيد تسمية الوزيرين المسيحيين.

وفي عين التينة حرصت المصادر على عدم الخوض في تفصيل حول هذا الموضوع، لكنها اشارت الى ان رئيس المجلس ينطلق كما هو معلوم مما حدده في خطابه: لا اثلاث معطلة لاي طرف، وحكومة من اختصاصيين غير حزبيين، بالاضافة الى ما كان اتفق عليه مؤخرا بتشكيل حكومة من ٢٤ وزيرا وما سمي بصيغة «الثلاث ثمانات».

وفي حسابات الزخم المنتظر لمحاولة بري الجديدة كشفت مصادر مطلعة عن ان هناك تناغما بين بري والبطريرك الراعي في الموضوع الحكومي خصوصا بعد جلسة مجلس النواب الاخيرة، لافتة الى ان التواصل مستمر بين بكركي وعين التينة في هذا المجال.

واشارت ايضا الى ان حزب الله كما فعل في السابق سيقوم بدوره الداعم لجهود بري لا سيما من خلال التواصل مع بعبدا والتيار الوطني الحر، بينما يتواصل رئيس المجلس مع الحريري واطراف اخرى ابرزها جنبلاط والمردة.

مصادر بيت الوسط

وقبل عودة الحريري الى بيروت قالت مصادر بيت الوسط للديار امس انها رحبت وترحب دائما بمساعي الرئيس بري، فنحن نتفق معه في التأكيد على حكومة من اختصاصيين غير حزبيين، وعدم وجود اي شكل من اشكال الثلث المعطل.»

وحول استعداد الحريري لتقديم تشكيلة جديدة من ٢٤ وزيرا اكتفت المصادر بالقول «نحن ليس لدينا مشكلة حيال هذه الصيغة لكن على قاعدة هل ان مثل هذه الصيغة لن تواجه العقبات نفسها التي واجهتها التشكيلة الاولى؟ فالتحدي الاساسي يبقى هل سيكون مصير تشكيلة الـ ٢٤ مثل التشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري لرئيس الجمهورية ؟».

واضافت المصادر «هناك قاعدةذهبيةلتاليف الحكومة لا يمكن نقضها: لا ثلث معطل باي شكل من الاشكال اكان صريحا ام مقنعا، وان تكون الحكومة من اختصاصيين غير حزبيين.»

وعما اذا كان الحريري سيلتقي الرئيس عون بعد عودته الى بيروت اجابت مصادر بيت الوسط « ليس لدى دولته مشكلة في لقاء رئيس الجمهورية، ولم يكن لديه مرة واحدة مثل هذه المشكلة بدليل ان زار بعبدا واجتمع معه ١٨ مرة حتى الآن».

واضافت «ان الكرة ما زالت عند الرئيس عون وليست عند الرئيس المكلف»، ملاحظة ان مداخلة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في المجلس حول الالية التي تحدث عنها لتشكيل الحكومة» فيها مغالطات كبيرة ومخالفات دستورية صريحة تبعث على الشكوك»، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية ليس الجهة التي تضمن الثقة بل المجلس النيابي لا اكثر ولا اقل.

وفي هذا السياق اكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش امس ان الرئيس الحريري وعلى مدى ١٨ زيارة لقصر بعبدا حاول تقديم خيارات جديدة لكنه كان يقابل بالرفض.

وحول امكانية زيارته بعبدا قال « ان الاحتمال وارد، ولكن اي حكومة تحمل في طياتها الثلث المعطل لم يقبل بها».

واضاف « الامور ما زالت على حالها وفي حال حلت عقدتا الداخلية والثلث المعطل يمكن ان تكون هناك حكومة في خلال ساعات».

مصادر التيار

وقال مصدر نيابي بارز في التيار الوطني الحر الديار ان في ضوء التطورات والمواقف الاخيرة، في اشارة لموقف البطريرك الراعي الاخير، صار معلوما ان الكرة عند الرئيس الحريري ليتقدم بالتشكيلة الحكومية الكاملة لمناقشتها مع الرئيس عون وفقا للاصول الدستورية التي لا تحتمل التأويل لان النصوص الدستورية واضحة في هذا الموضوع».

وردا على تحديد الرئيس بري اسبوعين لمحاولته الجديدة اجاب المصدر ان هذا الامر جيد ويتلاقى مع رغبة رئيس الجمهورية وتاكيده على حسم موضوع تأليف الحكومة، وان رسالته للمجلس النيابي هي خير دليل على ذلك.

واعتبر المصدر ان الحريري اليوم امام حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي انه اذا تجاهل الدعوات لحسم امره واذا لم يتجاوب معها فانه سيزيد العزلة حوله ويضع نفسه في وضع اكثر تعقيدا.

وحول خطوات الرئيس عون في حال فشلت الجهود لتاليف الحكومة خلال النصف الاول من حزيران قال مصدر التيار ان فخامته هو المعني بتحديد خطواته، اما بالنسبة للتيار فاننا حريصون على تاليف الحكومة باسرع وقت ولدينا خياراتنا للحيلولة دون استمرار الوضع الحكومي على هذا الحال.

واذا ما كان من بين خيارات التيار استقالة نواب تكتل لبنان القوي قال ان هذا الاحتمال وارد، لكننا ندرس خطواتنا بعناية لما فيه مصلحة البلد، والمهم انه لم يعد مقبولا البقاء في هذه الدوامة القاتلة.

مجلس الدفاع الاعلى

وفي ظل الترقب والانتظار على صعيد موضوع تشكيل الحكومة تشهد البلاد المزيد من التأزم على الصعيد الاجتماعي والمعيشي حيث تشتد ازمة الكهرباء والدواء والمحروقات، عدا عن المخاطر الكبيرة التي تلحق بالقطاعات الحيوية ومنها الاستشفاء.

وقد ترأس الرئيس عون امس اجتماعا لمجلس الدفاع الاعلى بحضور الرئيس حسان دياب والوزراء والمسؤولين المعنيين، وتركز البحث حول مشكلة التهريب والاوضاع الامنية.

وطلب المجلس الى الاجهزة الامنية والعسكرية والجمركية ابقاء التواصل والتنسيق في ما بينها لزيادة فعاليتها في موضوع مكافحة التهريب، والعمل على استباق العمليات عبر تبادل المعلومات ورصد اي مخططات مشبوهة. كما طلب اتخاذ اقصى التدابير والاجراءات بحق المخالفين.

وتركز البحث خلال مناقشة تقرير وزير الداخلية على الاسراع في تامين الات واجهزة السكانر لتكون على كل المعابر البرية والجوية والبحرية.

وابلغ وزير المال ان مناقصة شراء السكانر ستكون خلال شهر.

وقال الرئيس دياب اننا امام تحديات كبيرة ونتفهم جدا حق الناس بالاعتراض والاحتجاج على تاخير الحكومة والاوضاع الاجتماعية والمعيشية لكن ايضا يجب حماية الناس من الفلتان الامني.

من جهة اخرى نفذ الاتحاد العمالي العام اضرابا تراوح التجاوب معه بين منطقة واخرى، وشدد رئيسه بشارة الاسمر على خطوات تصعيدية رافعا شعار تشكيل الحكومة فورا.

وفيما بقيت امس الطوابير الطويلة امام محطات البنزين التي بقيت مفتوحة، قال ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا انه تمت الموافقة على فتح الاعتمادات للبواخر الموجودة في عرض البحر من قبل مصرف لبنان والمصارف بعد تدخل الرئيس دياب، متوقعا توفر البنزين اعتبارا من اليوم.

ماكرون يستقبلقائد الجيش

على صعيد آخر استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يزور باريس لبحث تعزيز التعاون بين الجيشين وتأمين الدعم الفرنسي للجيش اللبناني.

واكد ماكرون على اهمية دعم الجيش اللبناني لما في ذلك من استقرار للبنان.

Leave A Reply