أحيت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، برعاية رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في ايران الدكتور أبو ذر إبراهيمي تركمان، وبالتعاون مع بلدية الغبيري، بحفل تأبيني بعنوان “فجر الأمة، في ظلال الشمس”.
حضر الحفل رئيس “اتحاد علماء بلاد الشام” الدكتور محمد توفيق البوطي، عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عباس زكي، مسؤول العلاقات الإسلامية والعربية في حركة “حماس” علي بركة، عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين الدكتور أنور أبو طه، رئيس “مجلس علماء فلسطين” الشيخ حسين قاسم، رئيس جماعة “علماء العراق” الشيخ خالد الملا، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد السعيد إدريس وشخصيات سياسية وعلمائية وثقافية واجتماعية
وتخلل الحفل تكريم شخصيات وإسدال الستارة عن كتاب “رسائل الى روح الله”، وأدارته الإعلامية سوزان الخليل.
خامه يار
بداية آي من الذكر الحكيم والنشيدان الوطني والايراني، فمعرض افتراضي عن سيرة الامام الخميني، ثم كلمة المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية عباس خامه يار قال فيها: “على أعتاب اكتمال التحرير وانتصارات المقدسيين، بدأت تتحطم معابد الطغاة والمغتصبين لأرضنا وتراثنا وكراماتنا وثقافاتنا. إنه حلم الإمام الخميني ووعده الذي كان يقينا أمام عينيه ولم يشعر يوما بالوهن حتى حين شعر برحيله، لم يفقد هذا اليقين، بل أودعه في قلوب الأحرار، في قلوب محبيه، وفي ضمير شعبه الذي عرف معنى الكرامة منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة. وهو الذي رحل بينما يتمتم “أسافر نحو مقري الأبدي، بقلب هادىء وفؤاد مطمئن، وروح فرحة وضمير آمل بفضل الله” فكان مرتاح البال مطمئنا على حال المستضعفين الذين كان يدافع عنهم حتى الرمق الأخير، لكنه بقي يرى نفسه مقصرا في حقهم فقال: كما اسأل الله الرحمن الرحيم أن يقبل عذري عن قصوري وتقصيري. وآمل من الشعب أن يقبل عذري، لما قصرت أو كنت قاصرا فيه. فأي رفعة وعزة وكرامة تحملها هذه الكلمات”.
أضاف: “ندين اليوم لك أيها الموسوي، بكل سيادتنا وحريتنا وكراماتنا وانتصاراتنا. ندين لعباءتك وعمامتك في هذا الظل الذي يغمرنا بالإرادة والجهاد ونصرة المظلوم. ونقول لك اليوم، إننا على خطاك وخطى خليفتك الإمام الخامنئي دام ظله، سائرون نحو تحرير أراضينا المغتصبة في كل مكان، وتحرير الإنسان الذي يحاربه الاستكبار والاستعمار. على نهجك سوف نمضي حتى تحقق الصلاح والكمال وارتقاء الإنسان”.
وختم: “لولاك سيدنا لما كانت سعادة النصر اليوم تسري في عروقنا، مبشرة بفجر آخر، من عبق فجرك يا شمس بلادي وتاريخ عزتها، لولاك لما اقتربنا أكثر، ولما جمعتنا الانتصارات اليوم وآنستنا ذكريات التحرير مع جيراننا، حتى ازددنا وجدا وشوقا إلى المزيد من التحرير والفتح”.
الخليل
بدوره، قال رئيس بلدية الغبيري معن الخليل: “من دواعي الشرف والاعتزاز ان تكون اليوم بلدية الغبيري شريكة المستشارية الثقافية في احياء الذكرى ال 32 لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية، بلدية الغبيري التي تعمل اليوم بفكر الامام بما كان له من واقع وتأثير على الواقع اللبناني ولا سيما العمل البلدي”.
أضاف: “نخدم الناس من خلال تعاليم مدرسة الامام الخميني، التي سار على دربها قادة ومجاهدو المقاومة، وكان شعارنا سنخدمكم بأشفار العيون، ذلك الشعار الذي أطلقه من سار على درب الامام الخميني وسيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي”.
قاسم
وقال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “الامام الخميني جاء ليعمم الرسالة وينشرها في آفاق الأرض، صحيح انه انطلق من بقعة جغرافية محددة في ايران، لكن ما يحمله من تعاليم وأفكار، انما هي تعاليم للانسانية جمعاء”.
أضاف: “لقد أطلق الامام الخميني المقاومة في فلسطين في زمن صعب ومفصلي، فعام 1978 كان زمن كامب ديفيد وانتصرت الثورة الإسلامية المباركة في شباط 1979، وافتتح سفارة فلسطين بدل سفارة اسرائيل، واعلن يوم القدس ليحدد المسار الى تحريرها من خلال قوة القدس التي تجتمع على مدار الامة ورأس حربتها في داخل فلسطين”.
وتابع: “الإمام الخميني عمل لتحرير القدس من خلال إيجاد قوة القدس التي تعمل لهذا الهدف، وبثورته تغيرت كل المنطقة وسنشهد مع كل ما يحصل منذ الثورة الإيرانية إلى اليوم زوال الكيان الإسرائيلي”.
وأردف: “إيران تقود محور المقاومة بعطاءات دون بدل، لأن نجاح المقاومين نجاح لفكرتها، وهي لا تريد أرضا بل تجسيد مبادىء الإنسانية. ومن يذكر عام 1982 يعرف تماما العدد القليل الذي كان يمثله حزب الله، إذ لم يكن لديه فرصة لتحرير قرية فكيف له ان يحرر بلدا؟ ومع ذلك التزمنا بالأمر الالهي وقرار الامام الخميني ورأينا تطبيق آيه الله تعالى “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”، وانتصرنا على إسرائيل. والان نحن في وضع متناه في القوة لردع اسرائيل”.
تركمان
من جهته، قال رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية: “إن الوجود الإنساني يقع بين عدمين ظاهريين، وكينونة الإنسان يحيط بها عدمان ظاهريان قبل الوجود وبعده. كل ما قام به الأنبياء، الأولياء والصالحون جميعا من أدوار ووظائف، كان ضمن هذا الوجود الذي يقع بين العدمين. وكل الأشقياء والفاسدين كذلك قاموا بدورهم الفاسد في هذه البرهة الزمنية نفسها. إن فهم المهمة الأصلية من الخليقة في هذه البرهة الزمنية والقيام بالمهمة الوجودية أمر في غاية الأهمية”.
وأكد أن “أهم سمات الإمام الخميني كانت إعانة الآخرين على مستوى عالمي تجاه كل من يمد يده طلبا للمساعدة”.
كلمات
وكانت كلمات لكل من رئيس بعثة الحج الإيرانية السيد عبد الفتاح نواب، رئيس “الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود، عضو المكتب السياسي لحركة “أمل” طلال حاطوم، رئيس مجلس أمناء “تجمع العلماء المسلمين” الشيخ غازي حنينة، مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس مارثافيليوس جورج صليبا، رئيس بلدية طهران بيروز حناجي، المنسق العام لـ”جبهة العمل الاسلامي” في لبنان الدكتور الشيخ زهير الجعيد، أمين عام رابطة “الشغيلة” زاهر الخطيب، أمين عام حركة “التوحيد الإسلامي” الشيخ بلال شعبان، أمين عام حركة “الأمة” الشيخ عبد الله جبري، مسؤول العلاقات الدولية في لجنة الإغاثة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كريم رزقي، ناصر حيدر باسم الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور ورئيس تحرير جريدة “البناء” ناصر قنديل.