علي ضاحي
48 ساعة جديدة منحها رئيس مجلس النواب نبيه بري لإعادة العمل بمبادرته، التي لا تزال سارية المفعول كما ينقل نائب في كتلته لـ”الديار”.
ويكشف النائب ان الرئيس بري متهيب من غياب البديل عن مبادرته، وان المأزق الحالي والذي علق فيه الجميع وسيدفع الكل ثمنه يستحق المحاولة مرة واثنتين وعشرة.
ويشير الى ان الاتصالات امس بقيت خجولة، وكانت على إطار ضيق، ولم تنجح في إعادة قنوات الاتصال بين بيت الوسط وبعبدا.
ولم تنجح ايضاً في خفض مستوى الاحتقان والتوتر الحاصل، بين قيادات الفريقين ولو خف “الهجوم” الاعلامي من الطرفين، ولكن ما يجري عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين جمهوري “التيار” و”المستقبل”، يوحي كأن “مجزرة” بوسطة عين الرمانة حصلت امس وان الفريقين على “سلاحهما” في انتظار “المعركة الحاسمة”!
وفي حين يتمسك بري بمبادرته وكل الخيارات البديلة مرة وصعبة، تتخبط كل القوى السياسية في الموالاة والمعارضة وتضرب “اخماس بأسداس” وتتحسب للمجهول وللفراغ الذي يطل برأسه.
ووفق النائب المذكور، يبقى السؤال الابرز ماذا بعد مبادرة بري اذا لم تنجح؟ وما هو البديل عنها؟ والى اي مدى يمكن لـ”الثنائي الشيعي” ان يذهب بعيداً في التماهي مع رغبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل في “مغامر” البحث عن خليفة للرئيس المكلف سعد الحريري؟ وما هي الطريقة الدستورية الامثل لذلك؟
ويؤكد ان المدة الفاصلة عن الانتخابات النيابية تناهز الـ11 شهراً، فالوقت اصبح ضيقاً والانفجار يبدو اسرع من وسائل منعه.
وأي حكومة ستأتي برئاسة الحريري او غير الحريري، لن تصنع المعجزات ولن “تشيل الزير من البير”، ولن توقف الانهيار بإجراءات سريعة كونها لا تملك المقومات المالية والنقدية السريعة لفرملة التدهور السريع.
لذا اقصى ما يمكن ان تفعله اذا ما تحققت المعجزة بتشكيلها بعد اسبوع او اثنين وهذا ليس في متناول اليد حالياً ان تقوم بإدارة الارتطام بالقعر وان تحاول ربط “ناصيته” بحبال سياسية وامنية واحتواء الشارع، بدل ان يكون الارتطام عنيفاً و”حراً” اي من دون قيود او ضوابط!
وعليه لا يبدو وفق النائب، ان خيار استبدال الحريري بأي شخصية اخرى بصدام معه، خيار مطروح راهناً من قبل “الثنائي الشيعي” لكلفته “الانتحارية”، ولو كان عون وباسيل يدفعان الى الاتيان بشخصية مثل النائب فيصل كرامي او النائب فؤاد مخزومي، ومن دون موافقته وموافقة دار الفتوى ونادي رؤساء الحكومات السابقين.
وهذا يعني ان البلد سيدخل دوامة تكليف حسان دياب ومحاصرة حكومته محلياً وعربياً ودولياً ومن ثم المراوحة في القعر والمكوث فيه بعد السقوط المدوي.
اما تكرار تجربة مصطفى اديب آخر او تسمية شخصية من قبل الحريري لحكومة انتقالية امثال تمام سلام او شخصية سنية وسطية اخرى، فأيضاً خطوة وخيار غير مطروح من “الثنائي الشيعي”، والذي يملك حيثية نيابية هامة حالياً مع حلفائه في 8 آذار من سنة ومسيحيين ودروز وحتى النائب السابق وليد جنبلاط، لن يكون خارج اي خطوة هدفها التسوية او اخراج البلد من المأزق .
ويعتقد بري وحزب الله، وفق النائب المذكور ان طرح اعتذار الحريري مكلف جداً، وحتى الذهاب الى خيار آخر بموافقته دونه عقبات ولن يسهله الحريري كما فعل مع اديب وغيره من الاسماء التي “حرقها” خلال اشهر، وسيكون مكلفاً سياسياً عليه وعلى البلد ولن يخدم العهد الذي بدوره يعاني والخيارات التي امامه صعبة ومعقدة للغاية ولم يعد يملك ترف الوقت او التعطيل او فرض خيارات احادية ومن دون العودة الى حلفائه ولا سيما حزب الله.
وامام كل هذه الخيارات المرة، يكشف النائب عن تبدل في توجه “الثنائي الشيعي” لجهة التفكير الجدي بخيارالاستقالة النيابية، اذا كانت كل الطرق مسدودة والفراغ هو الحل بعد اعلان فشل مبادرة بري او غيرها، وهو الخيار الاقل كلفة مع استمرار الحريري مكلفاً من دون تأليف، وبقاء حسان دياب في السراي من دون تصريف. ويقول ان المستجد هو ان خيار الاستقالة النيابية بات على طاولة “الثنائي” كخيار وكطرح لـ”الطوارىء” ويمكن ان يحصل لكنه ليس غداً او بعد غد !