السبت, نوفمبر 23
Banner

ما الذي يثير قلق المنتخب الإسباني قبل يورو 2020 ؟

عانى المنتخب الإسباني على الصعيد التهديفي أمام نظيره البرتغالي في المباراة الودية التي جمعت الفريقين، استعدادا لمنافسات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، وهو الأمر الذي أثار القلق في معسكر “لا روخا” وفي نفوس مشجعي المنتخب، خاصة مع خلق الفريق للعديد من الفرص في المباريات، وفشله في استغلالها بالشكل المطلوب.

وتُظهر الإحصائيات تراجع الإداء الهجومي للخطوط الأمامية الإسبانية، خاصة أن هداف الفريق في المباريات الأخيرة تحت قيادة المدير الفني لويس إنريكي، كان مدافع ريال مدريد وقائد المنتخب، سرخيو راموس، الذي تعرض لإصابة حرمته من المشاركة في البطولة القارية.

وأحرز راموس 8 أهداف في آخر 18 مباراة مع المنتخب الإسباني بمعدل 0.44 هدف في المباراة الوحدة، وهو المعدل الذي يتفوق به على كل لاعبي الفريق باستثناء لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، فيران توريس، والذي أحرز 6 أهداف في 11 بمعدل 0.54 هدف في اللقاء الواحد، إلا أن الفاعلية غابت عن اللاعب أيضا خلال مباراة البرتغال.

أما اللاعب الذي تعرض للقسط الأوفر من الانتقادات في مباراة الأمس، واعتبره الكثيرون أحد أسباب غياب إسبانيا عن التهديف أمام أبطال أوروبا، هو المهاجم ألفارو موراتا، لاعب يوفنتوس الإيطالي، الذي تفنن في إضاعة العديد من الفرص، ولكنه لاقي دعم من زملائه ومديره الفني بعد اللقاء، وأكدوا أنه قادر على قيادة هجوم منتخب بلاده في منافسات اليورو على أفضل وجه.

أداء هجومي متواضع لموراتا مع المنتخب الإسباني والحلول محدودة

ولم يقدم مهاجم يوفنتوس الأداء المنتظر تحت قيادة لويس إنريكي، إذ وصل معدله التهديفي إلى 0.35 هدف في المباراة الواحدة، أي هدف وحيد كل 3 مباريات، وفي الإجمالي أحرز اللاعب 5 أهداف في 14 مباراة دولية، وكان قريبا من زيادة الحصيلة في مباراة البرتغال، إلا أنه تفنن في أهدر أكثر من فرصة، وعانده الحظ في الدقيقة الأخيرة من المباراة بعدما اصطدمت تسديدته في العارضة، بعد مجهود فردي رائع من جانبه.

لم يكن موراتا هو الوحيد الذي افتقد للفاعلية أمام البرتغال، فقد عانى كل الفريق من الأمر ذاته، وشكلت اللمسة الأخيرة العائق الأكبر أمام الخطوط الهجومية لـ”لا روخا” في مواجهة مرمى الخصم، إلا أن الأمر لم يزعج إنريكي بشكل كبير، إذ دعم لاعبيه وأكد أن خلق الفرص أهم بالنسبة له من تسجيلها، وأن تحسين اللمسة الأخيرة سيكون من مهام عمله في الفترة المقبلة.

ويعاني مدرب إسبانيا من محدودية البدائل في الخطوط الأمامية، فلم ينجح رهانه على جيرارد مورينو، أفضل هداف إسباني في الليجا بالفترة الأخيرة، إذ أن معدله التهديفي أقل من موراتا، بواقع 0.25 هدفا في المباراة، محرزا هدفين في المباريات الثمانية التي شارك فيها تحت قيادة إنريكي، ولم يقدم اللاعب أي جديد خلال مشاركته في الدقائق الأخيرة من لقاء البرتغال إلى جانب موراتا.

التراجع التهديفي يؤثر على معدل انتصارات إسبانيا في ولاية إنريكي الثانية

وأثر تراجع المعدل التهديفي للمنتخب الإسباني على عدد الانتصارات التي يحققها في مواجهاته الدولية مؤخرا، وهو ما يأتي في أهم الفترات بالنسبة للفريق وقبل خوض غمار البطولة القارية، والتي يسعى خلالها الفريق لتعويض الجماهير على الظهور المتواضع في كأس العالم 2018.

وقاد إنريكي إسبانيا بعد المونديال لإحراز 24 هدفا في 9 مباريات، قبل أن يترك المنتخب لظروف خاصة، ويعود في ولايته الثانية بأداء متراجع على الصعيد الهجومي، بعدما أحرز فريقه 20 هدفا في 12 مباراة، ليتراجع المعدل من 2.6 هدف في اللقاء إلى 1.6 هدف، وعلى العكس، تحسّن الأداء الدفاعي لإسبانية في ولاية إنريكي الثانية بشكل ملحوظ، بعدما تلقت شباكه 7 أهداف في 12 مباراة، وهو نفس عدد الأهداف الذي تلقاه الفريق في أول 9 مباريات قادها إنريكي مع “لا روخا”.

ومع تراجع الأداء الهجومي، فشل الفريق في هز شباك الخصم في 3 مباريات من أصل 12 في ولاية إنريكي الثانية، على عكس الولاية الأولى التي اعتاد فيها لاعبيه على التهديف في كل المباريات، وهو ما أثر على النتائج بالسلب مؤخرا، بتحقيق الفوز في 5 لقاءات والتعادل في 6 وتلقي خسارة وحيدة.

وبالرغم من أن لغة الأرقام تؤكد تراجع مستوى المنتخب الإسباني على الصعيد الهجومي، إلا أن إنريكي يرى أن الأمور تسير على ما يرام، ويشعر بالتفاؤل قبل انطلاق المنافسات، خاصة أن منتخب بلاده لم يخسر أي مباراة أمام الكبار في الفترة الأخيرة بعد الفوز الكبير على ألمانيا 6-0 والتعادل في مباراة أخرى أمام الماكينات، بالإضافة إلى 3 تعادلات أمام هولندا والبرتغال (مبارتان). وفي النهاية ستكشف مباريات اليورو إن كان تفاؤل المدير الفني الإسباني في محله أم لا، وهي البطولة التي قد تشكل مرحلة فاصلة في مسيرته مع “لا روخا”.

Leave A Reply